عزل وفناء

اختلاف كبير بين الحقائق والواقع وتناقض بين الشعارات والتطبيق , لفت انتباهي في يوم من ايام بغداد الدامية بأكثر من 20 سيارة مفخخة في بغداد واخرى في غير محافظات , حينما اشهاد في قناة العراقية الحصيلة 10 شهداء و 20 جريح , رقم يثر السخرية والاستهزاء بدماء العراقيين وقيمهم , السياسة لا يمكن ان تتعارض مع الثوابت الوطنية ومن يتعدى ثوابتها لا يمكن ان يشترك في العمل الوطني , فشل الملفات ليس غائباّ عن الأعيان بمؤووسات ابتعلت من نخبة لاتحسب نتائج القرار , وتأجيل الانتخابات نزول لرغبة الأرهاب وانقلاب على العملية السياسية ,بأقناع الشارع ان صناديق الاقتراع لا يمكن ان تجد التبادل السلمي للسلطة وان الحكم لا يمكن الا بالقوة , مجتمع غابت فيه الفرحة بمهزلة المحسوبيات واصبح يبحث عن طرفة في شجونه , حتى ان الشعارات مسخرة للمواطن لما افرزه الواقع , من تسفيه القضايا والأطاحة بالشركاء , ومن يقول انا ومن بعدي ليذهب للطوفان ,بلا تتردد من تقديم مصالحها على مصالح المواطنة ولم تقف عند حد في كسر الثوابت الوطنية والثقة فيما بينها والمواطن , و الوصول للسلطة غاية تجاوز اللياقة وتبادل السلطة السلمي, لم يبقى الاّ شعارات لتغرير المواطن مستهلكة المعاني فارغة المحتوى بعيدة عن الواقعية لتصبح محل السخرية وورقة للتسقيط في اتضاح غياب برامجها , دولة القانون استخدمت شعار ( عزم وبناء ) ليتداول في معظم صفحات التواصل الاجتماعي بشكل ساخر ( عزل وانفجار او عزل وفناء ) , بأشارة في محاولة عزلها للقوى الوطنية والمجتمع وتفرد نخبة في القرار , حكومة الشراكة التي تشكلت بقيادة التحالف الوطني, لتقف للحلول والتفاوض النابع من اتفاق التحالف مع بقية القوى بشكل شفاف , ولكن بين الحين والأخر يظهر ذهاب الوفود السرية , وهذا تنصل من الأغلبية الشعبية في حسابات الديمقراطية واحترام للتحالف , الذي كان ملجأ في الازمات , العزل اصبح واضحاّ بين الأقوال والافعال , والظواهر تختلف عن البواطن , واختزلت العملية السياسية بشكل حزبي , لم تختلف القوى الوطنية واغلبية العراقيين من حقوق اي فئة الا من وصف الشعب بالخنازير ومن اراد اسقاط بغداد , بينما نجد في الظاهر العداء والحقيقة تفاوضات , انها افعال لعزل فئة المحرومين وانفجارات في مدن الفقراء وفناء شعب في مصير مجهول , كل القضايا تدور في اروقة سياسية تحاول ان تحسب النجاح لصالحها والسلبيات على غيرها , لذلك عمدت على الدسائس في اروقتها الحزبية وجعل الدولة تقاد بالحزب الواحد مخالف لأرادة المشتركات الوطنية , الاستهداف بالشعارات نتيجة لسياسة التسقيط وغياب ابرامج سبق وان كان لكتلة الحكيم وشعارها (محافظتي اولاّ ) للتشويش على الشارع من ان الانتخابات سياسية وليس خدمية محلية , عكازة الانجازات تكشفت لدى الشارع بالأستخفاف بهم ليكون مستهزءّ بأفعالهم , وان عملية العزل واضحة من القوى لشركائها وتوهم القائمون ان مشاكل البلاد الامنية والاقتصادية والخدمية يتحملها التحالف الوطني , بالفعل انه عزل وفناء وانفجارات وتقطيع للاواصر الوطنية , فالعزم والبناء تحول الى عزل الشعب لحساب مصالح السياسين والبناء تحول الى فناء بالانفجارات الناتجة من خلافات مصالح الساسة , وسعيهم لتجاوز ركيزة العمل الديمقراطي من صندوق الاقتراع , وتأجيل الانتخابات المحلية للبقاء اطول فترة في السلطة ليبقى المواطن في مدن متهالكة ,.