عبد الخالق حسين و الزعيم قاسم / ج14/ الاخير


مقدمـــــــــــــــــــــة:

1.السيد عبد الخالق يحب التقريب بين الزعيم قاسم و علي ابن ابي طالب...اليه و اليكم ما قاله علي الوردي عن علي ابن ابي طالب في كتابه وعاظ السلاطين في ص200 (لم يشهد التاريخ الاسلامي رجلا فرق الجماعة كعلي ابن ابي طالب و علي لم يكتف بتفريق جماعة المسلمين بل اورث نزعته هذه لأولاده من بعده)انتهى

2.في مقالته : الكرامة و السيادة في خدمة (داعش) بتاريخ 21/09/2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=433873
كتب السيد عبد الخالق حسين التالي:
(ولماذا لا نتبع الوردي يا سيد عبدالرضا؟ 
الجواب واضح، لأن الوردي هو أكثر من درس المجتمع العراقي دراسة علمية وبحيادية وعمق، واكتشف عيوبه وأمراضه الاجتماعية ونشرها على الحبل، وهو الذي شخص مرض الازدواجية في الشخصية العراقية، وبالأخص لدا الكثير من المتعلمين والكتاب والخطباء والوعاظ العراقيين، ومن أدعياء اليسارية والعلمانية وهم في حقيقتهم لا يختلفون عن أسلافهم البدو، إذ قال عنهم بحق: "يجب أن لا ننسى أن الكثيرين منا متحضرون ظاهرياً بينما هم في أعماقهم لا يزالون بدواً أو أشباه بدو، فإن قيم البداوة التي تمكنت من أنفسهم على توالي الأجيال ليس من السهل أن تزول عنهم دفعة واحدة بمجرد تقمصهم الأزياء الحديثة أو تمشدقهم بالخطب الرنانة." )انتهى
أقـــــــــــــــــــــــــــــول: قدمتُ لك نصيحة و لك ان تستفيد منها او لا ...انت حر...
لم أوضح لك الاسباب لأني اعتقدتُ انك ستبحث في ذلك لكن اجد نفسي مضطراً لأبين لك و لغيرك تلك الاسباب و هي : (ذكرنا الاسباب في ج6 من سلسلة (عبد الخالق حسين و امريكا) الرابط

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434564

و اليوم نقدم لكم و للسيد عبد الخالق مجموعة من اقوال السيد علي الوردي بحق (الزعيم) بشكل عام و ليس قاسم وحده. تابعونا لطفاً

نعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود للموضـــــــــــــــــــــــوع

يقـــــــــــــــــــــــــول:

قوة قاسم في موته:

من المعروف أن الشهداء الأبرار هم أقوى في موتهم مما هم عليه في حياتهم. هكذا كان المسيح والحسين وغاندي وجيفارا وغيرهم. وبكل تأكيد كان قاسم المعروف بتسامحه، ومصرعه بهذه القسوة والوحشية من قبل رفاق الأمس قد جعله أقوى في موته مما كان عليه في حياته. هذه الحقيقة أدركها الشباطيون وأرعبتهم كثيراً منذ اللحظات الأولى من انقلابهم، وهذا هو السبب الذي جعلهم يلقون جثته الممزقة بالرصاص في النهر خوفاً من أن يتخذ الشعب من القبر مزاراً أو رمزاً بعد أن يعود الوعي الغائب أو المغيب قسراً. وفعلاً صار قاسم أسطورة في مخيال الجماهير الشعبية الفقيرة التي لم تصدق مصرعه وراحوا يتصورونه حتى في القمر.)انتهى

أقــــــــــــــــــول :

 نبدأ بموضوع " راحوا يتصورونه حتى في القمر"...هذه الحكاية ظهرت وهو حي و ليس بعد مصرعه ...عليه فالدقة هنا واجبه. نعم لم يصدق البعض مصرعه و قد  اشرنا الى ذلك.

و بخصوص رمي جثمانه الطاهر في النهر...لقد تم القاء جثمان ابن لادن في البحر...هل ينطبق عليه ما قلته عن جثمان الزعيم لطفاً؟

لكن لو كان هناك قبر للزعيم اثناء حكم صدام او حتى في ايام 8شباط السوداء هل كان سيزوره احد؟... اترك الاجابة لك لكن اقول ...إلا البعض ممن يتمكنون اخفاء تلك الزيارة عن المواطنين.

هل كان سيتخذ الشعب من قبره هادياً للثورة على صدام؟ ....أقول بكل وضوح كلا...و دليلنا ان مدينة الثورة قد تحولت الى مدينة صدام و من ثم الى مدينة الصدر و لا احد يتذكر قاسم و دوره فيها رسمياً و لن يتجرأ او لم تتعود الالسن على ذكره شعبياً.

اما و حشية موته فأعتقد لا تقل عن وحشية موت الملك فيصل الثاني و لا تقل و حشية عن موت نوري السعيد و عبد الاله و هما عند اتباعهما لا يقلون في صورتهم التي يحملونها عنهم عن صورة الزعيم عند محبيه و اتباعه...

يقــــــــــــــــــــــــول:
وختاماً، من هو عبدالكريم قاسم؟
كان عبدالكريم قاسم يجسد في شخصه وبصورة مكثفة، الجوانب الإيجابية والمشرقة من القيم والأعراف والتقاليد العراقية الجميلة المحببة إلى العراقيين في الوطنية والقومية والإنسانية والنبل والشهامة والشجاعة والكرم والمروءة والتسامح والبساطة والعفو عند المقدرة، وحب الناس، وبالأخص الفقراء منهم،)انتهى

أقـــــــــــــــــــــــــــول: لا اعرف كيف عرفت انه " يجسد في شخصه و بصورة مكثفة الجوانب الايجابية و المشرقة من من القيم و الاعراف العراقية الجميلة....ألخ"؟

أين تضع شخص الزعيم وفق منهج و نظرة علي الوردي للمجتمع العراقي و انت من المعجبين بالدكتور الوردي و تستعير جمل و مقاطع مما كتب تستشهد بها دائماً؟

نعم  تجسدت في شخصه قيم عراقية اصيلة....معظم ما قلته في هذا المقطع مقبول...لكن هذه ليست صفات حاكم لبلد متنوع مثل العراق.......... قاد او ساهم بثورة سالت فيها دماء شاركه في ذلك طيف واسع من زملاءه و رفاقه باتجاهات فكرية تمتد من اقصى اليمين لأقصى اليسار...هذه صفات مصلح او فيلسوف او متصوف و كما قلتم نقلاً عن الدكتور الوردي ان الفيلسوف لا يصلح للحكم او ادارة بلد. أين الصفات الواجب توفرها في الحاكم العادل الطيب و أقصد الحزم و العزم و القوة في تطبيق القانون و الدفاع عن البلد و الشعب و الثورة.

يقــــــــــــــــــــــــــــول:

(هذه الصفات و القيم المثالية العالية التي آمن بها هي التي أحالت بينه وبين استخدام المكر الذي يلجأ إليه السياسي الداهية أحياناً لإيهام الخصوم والإيقاع بهم وإبقاء الموالين له متماسكين من حوله، والحفاظ على التوازنات ووحدة القوى الوطنية. )انتهى

أقـــــــــــــــــــــــــــــــول:

انت تؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة و ان السياسة هي فن الممكن...اين منها الزعيم لطفاً؟

كلتَ على الزعيم من المساوئ و التهم الكثير مما اجهدت نفسك بردها في مقالتك و كتابك فأنت هنا تشير الى فشله في الحفاظ على الوحدة الوطنية و بذلك تؤيد من قال عنه انه شق الصف الوطني... و تشير الى فشله في الحفاظ على التوازنات الذي تؤيد فيه تحَّيزه و اضطرابه و فشله في التعامل مع خصومه بما يستحقون و فشله في الحفاظ على تماسك محبيه و هذا يعني انه الفاشل و ليس أعداءه.

و حاولت ان تجد الشبه بينه و بين علي ابن ابي طالب...أين تجد العلاقة بين علي و بينه هنا في هذا المقطع لطفاً؟

يقــــــــــــــــــــــــــــول:
(وقد وضعته الأقدار في قمة القيادة، وسلمته أعلى مسئولية لقيادة البلاد وهي تمر في مرحلة من أشد مراحل تاريخ العراق غلياناً وعربدة وهياجاً وانفجاراً (كما اليوم).) انتهى

أقــــــــــــــــــــــــــول: يا أخي رحمةً بمن تُحب أي الزعيم و يكفيك اساءة اليه و لما قدم و لمشاعر الفقراء المحبين له...

لا...لا...لا لم تضعه الاقدار في قمة القيادة...هو من وضع نفسه و تقدم وساهم في انجاز الثورة...لم يكن تابع لأحد حتى يجبره على "وضعته الاقدار"...هو من تصدى للمسؤولية و هو من تقدم الصفوف...وضعته الاقدار تعني فرضت عليه و ليس بإرادته و انه انسان مقامر مجازف ...

لماذا تجعل منه أداة بيد الغير و ضعوه عنوةً في موقع القيادة و المسؤولية؟ و كان المفروض انه يعرف بالمرحلة و الثورة و خطورتها...و لم يكن الحال عند الثورة كما تصفه غلياناً و عربدةً و هياجاً و انفجاراً انما كانت الامور في ظاهرها هادئة فيها التقاء و تلاقي و لقاءات و اجتماعات هو من افسدها في فشله في الحفاظ على وحدة القوى الوطنية كما انت القائل : (هذه الصفات و القيم المثالية العالية التي آمن بها هي التي أحالت بينه وبين استخدام المكر الذي يلجأ إليه السياسي الداهية أحياناً لإيهام الخصوم والإيقاع بهم وإبقاء الموالين له متماسكين من حوله، والحفاظ على التوازنات ووحدة القوى الوطنية. )انتهى

يقــــــــــــــــــــــــــول:

 في تلك الانعطافة التاريخية الكبرى التي لا بد من حصول الانشقاقات العميقة والصراعات العنيفة بين مكونات الشعب وقواه السياسية التي لم يسلم منها أعظم رجالات التاريخ ومهما أوتوا من قدرة وكفاءة ودهاء. والظروف التي مر بها قاسم ومعاناته كانت فوق طاقة أي قائد آخر مهما كان حكيماً وداهية، أشبه بتلك التي مر بها الإمام على بن أبي طالب (ع) عند تسلمه الخلافة)انتهى

أقــــــــــــــــــول:

عجيب محاولاتك المقارنة بين قاسم و علي ابن ابي طالب مع فارق الزمان بأكثر من 14 قرن...علي استلم بعد هيجان شعبي و مقتل عثمان و هو لم يساهم في ذلك الحدث و لم يكن قوة اسناد لمن قتل الخليفة...أنك هنا تتهم علي بقتل عثمان كما يُتهم الزعيم بمقتل العائلة المالكة... و تتهم علي بعدم المحافظة على وحدة المسلمين و عدم المحافظة على تماسك اتباعه و محبيه و انت هنا تتبع الدكتور علي الوردي الذي قال في علي في ص200 من وعاظ السلاطين : ((لم يشهد التاريخ الاسلامي رجلا فرق الجماعة كعلي ابن ابي طالب و علي لم يكتف بتفريق جماعة المسلمين بل اورث نزعته هذه لأولاده من بعده)انتهى

ثم يقول في ص201

لقد فرق محمد جماعة قريش و سفك دمائهم ثم جاء علي بعد ذلك يفرق جماعة المسلمين و يسفك دمائهم فهل من فرق بين هذا السفك وذاك)انتهى

انت في تقريبك بين الزعيم و علي ابن ابي طالب تزيح عن الزعيم  ما وصفته بها من التسامح و عفى الله عما سلف لأن علي خاض الحروب ضد من انشقوا عليه و سلَّح انصاره و لم يحفظ الدم كما قاسم عندما لم يسلح المواطنين كما تقول...علي لم يسَّلم معارضيه المراكز الحساسة في الدولة و السلطة كما فعل الزعيم و علي لم يطوقه خصومة و يذهب لمفاوضتهم و يقتلوه.

لا شيء بين علي و الزعيم و لا تشابه و لا روابط و لا فكر و ظروف حكم...تكرار تشبيه الزعيم بعلي ابن ابي طالب جريمة كبرى...فعلي لليوم و بعد اكثر من 1400 عام على مقتله غيلة يزداد اتباعه و يقدسونه و الزعيم لا تأثير لأتباعه  و انا كما قلت في ج1 : ( لقد حضرت فعالية لمحبي الزعيم في يوم 21/11/2012 عند تمثال الزعيم في شارع الرشيد في بغداد و كانوا بالعشرات و رافعين لافته واحده صغيرة مُعبرة تقول (ليخجل من نزاهتك سياسيو اليوم) . و قد اشرت الى ذلك في ما نشرناه تحت عنوان الحوار المتمدن في بغداد ج4 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=347253 )

يقــــــــــــــــــــــول:
(ويمكن القول أن عبدالكريم قاسم كان يمتلك في شخصه مواهب وطاقات كامنة وإمكانيات كبيرة كعسكري وسياسي ورجل دولة، لم تسمح له الظروف العاصفة بعد الثورة لإبرازها كاملة في السياسة والإدارة،) انتهى

أقـــــــــــــــــــــــول: يقول علي الوردي في ص65 من وعاظ السلاطين التالي: (. لو درسنا نفسية زعيم من الزعماء المشهورين لوجدناه منهمكا في خدمة الناس انهماكا غريبا و قد يحسب المغفلون ان هذا الانهماك المخلص هو سجية اصيلة في نفسية الزعيم مغروزة في كيانه الطبيعي)انتهى

ثم يقول: فالسبب الذي يخلق الزعيم ليس ناشئاً عن شخصية الزعيم و حدها و لا عن طبيعة المجتمع وحدها انه ينشا بالأحرى نتيجة التراكم و التفاعل بين الفعل الذي يقوم به الزعيم و بين رد الفعل الذي يقوم به المجتمع ازاءه) انتهى

السؤال للسيد عبد الخالق و انت المعجب بالدكتور الوردي و المستعير منه الكثير ...اين تضع شخصية الزعيم ضمن هذا القول ؟

أين وجدت  مواهب و طاقات الزعيم؟

 يقول علي الوردي في وعاض السلاطين ص58 التالي : (الزعيم لا يعتمد في زعامته على مواهبه فقط انما  هو يعتمد ايضا كما قلنا على تقدير الناس له و تشجيعهم اياه و الزعيم في المجتمع المزدوج لا يجد تشجيعا او تقديرا الا بمقدار ضئيل) انتهى

ارجو من السيد عبد الخالق حسين ان يستنتج لنا رأي السيد علي الوردي بالزعيم قاسم و فق ما نقلناه عنه...لنتعرف هل الدكتور الوردي درس المجتمع العراقي و عايش الزعيم قاسم أم لا؟

...و انت الذي كلت للزعيم من التصغير الكثير...لقد ازحتَ عنه كفاءته الحكومية...و العسكرية...و لم يظهر عليه ملامح الموهبة او مميزات رجل الدولة...لقد ارتكب الكثير من الاخطاء ...كان طيباً حد السذاجة و مرتبكاً حد الرعونة و صادقاً حد البلادة. كان للرجل دور مهم لكنك من حيث لا تدري تهينه و تسيء اليه فليس بقائد و لا بعسكري و لا برجل دولة من تقول عنه أن اعداءه و ضعوا "مناشير" في غرفة نومه ...يعني انتهكوا حرمته...و من تحاول مقارنته بعلي ابن ابي طالب.

يقــــــــــــــــــــــــــول:

 لأنه رغم تلك الظروف العاصفة، استطاع الرجل أن يحقق الكثير للعراق ودون أن يكون عنده حزب أو مؤسسات استخباراتية نشطة لتحميه.

أقـــــــــــــــــــــــــول:

هل ذلك ما يمكن الفخر به؟ الا تعتقد انها بلادة  و مقامرة و رعونة...ليس فخراً ان لا يكون حزبياً و ليس عاراً ان يكون حزبياً لكن من العار ان لا تكون لدية مؤسسات استخبارية نشطة لتحمية و تحمي الثورة و الوطن...عدم وجود تلك المؤسسات عيب اداري و سياسي و عسكري و حكومي. و في قولك هذا الغيت امكانياته  كعسكري و كسياسي و كرجل دولة. (اشرنا الى ذلك اعلاه)

يقــــــــــــــــــــــــول:

( وعليه أعتقد أن نهاية قاسم بتلك الطريقة اللئيمة لا تدل على ضعفه في شيء، بل كانت حتمية فرضتها ظروف المرحلة التاريخية التي جاءت بالثورة والقوى السياسية التي ساهمت بها، ولأن تلك القوى كانت وما تزال في مرحلة المراهقة السياسية، لم تدرك المخاطر المحيقة بها.) انتهى

أقـــــــــــــــــــــــــــــــــول:

هل تعرف معنى الحتمية لطفاً؟

 لما كانت حتمية لماذا قاومها ؟

كيف "نهاية قاسم بتلك الطريقة اللئيمة"... لا تدل على ضعفه في شيء" ؟

من أين تعلمت "مراهقة سياسية" انت و من اعتاد أن يرددها؟

 هل تشرح لنا بصفتك طبيب ما يحصل في فترة او عمر المراهقة لطفاً حتى تستعيرها للسياسة و تطبقها على الحالة السياسية في العراق وقتذاك؟

هل الجادرجيين و الشيوعيين مراهقين سياسياً ؟

هل صّديق شنشل و جماعته مراهقين سياسيين؟

هل كان الزعيم ايضاً مراهقاً سياسياً؟

يقـــــــــــــــــــــــــــــــول:

ولذلك كان قاسم وكأي شهيد ملتزم بالأخلاق المثالية، وصاحب مبادئ ورسالة إنسانية في التاريخ، برز وهو أقوى بعد مصرعه مما كان عليه في حياته. وسيبقى عبدالكريم قاسم، ابن الشعب العراقي البار رمزاً للوطنية العراقية والعدالة الاجتماعية، حياً في وجدان الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي.

أقـــــــــــــــــــــــول : هذه استعارة من علي الوردي حيث يقول في وعاظ السلاطين ص69 التالي / ( و من يقارن العراق بسائر البلدان الشرقية يجده قاحلا من الزعماء المشهورين قحولة تلفت النظر و الزعيم المخلص فيه لا ينال التقدير الا بعد موته فهو علد ذلك يدخل في غابر التاريخ و تسحب الايام على عيوبه ذيول النسيان) انتهى

هل ينطبق قول الوردي هذا على الزعيم قاسم لطفاً؟

ما هي الاخلاق المثالية التي كانت في الزعيم قاسم دون غيره من اتباعه او اعداءه؟

ما هي مبادئ و رسالة قاسم الانسانية التي تركها للتاريخ؟

 هل ترك ارثاً فكرياً يسير عليه احد اليوم؟

تكلمنا عن رمز الوطنية و العدالة الاجتماعية في ج 1...

نعم كان رمزاً وطنياً و ليس رمزاً للوطنية...كان انسان.. و فعلاً ابن الشعب البار...لكنه لم يبقى حياً في وجدان الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي...و الدليل انه لم يتمكن من ان يترك اثر في الواقع السياسي العراقي الجديد و لم يقتدي به احد من المسؤولين او السياسيين او الفقراء على الساحة العراقية و لم يكن قدوة لاحد منهم...و ربما لا تعرف عنه  شيء الاغلبية من الشعب اليوم...

لكن مما يؤسف له أن الكثير من الاساءات تصدر من محبيه لانهم يبغون تعظيمه و تأليهه و هذا الذي كتبه السيد عبد الخالق جزء من تلك الاساءة...

اطلعتم على ما نشره السيد عبد الخالق في هذا الموضوع عن الزعيم و الذي طرحناه في ثلاثة عشر جزء...هل وجدتم تأشيره على خطأ واحد من الكمية الهائلة من الاخطاء التي  رافقت حركة الزعيم في تلك الفترة الصاخبة و في تلك الظروف  الصعبة التي تدفع حتى الانبياء للخطأ؟

يُقال من لا يعمل لا يخطأ...فهل الزعيم لم يعمل شيء؟

ختامهـــــــــــــــــــــــــــا : السيد عبد الخالق حسين من محبي الدكتور علي الوردي و قد اشرت الى ذلك كثيراً و اعترض على ما تقدمت له به من عدم اخذ ما يقوله و الاستشهاد به في كل مكان و زمان دون تدقيق و انتباه.

 مقتطفات من أقوال علي الوردي في وعاظ السلاطين

ص60

1.ان الزعيم يحتاج الى تقدير اجتماعي عام لكي يستطيع النهوض برسالته فالزعيم لا ينهض بشخصيته وحدها  و الناس حين يقدرون الزعيم يخلقونه خلقا جديدا و لهذا الزعماء الاقوياء يظهرون في البلاد التي تكون نزعة التقدير فيها قوية.

2.يقول ميكافيلي ايضاً : إن من الصعب ان يكون الامير مهيباً و محبوباً في ان واحد. و لو خيرت بين ان تكون مهيباً و مكروهاً أو تكون محتفراً محبوباً فالأسلم أن تختار المهابة بدلاً من المحبة

ص61 :(.لم يبقى في هذا البلد على مرور الاجيال الا من كان مزدوجاً او منافقاً ـ يحترم من لا يحب و يحب من لا يحترم ).

ص63 (.ان الانسان هو الانسان في كل زمان و مكان فاذا رأيتم زعيماً مخلصاً قد ظهر في بلد من البلاد فأعلموا أن هناك جماهير غفيرة تقدسه و تصفق له و تحمله على الاكتاف).

ص64 (.إن الزعيم المخلص لا يختلف في تكوين شخصيته عن المجرم الدنيء فكلاهما من طبيعة واحدة هي طبيعة البشر

ان الانسان بطبيعته اناني يحب ذاته و يسعى في سبيل اعلاء شأنها لا فرق في ذلك بين الصالح من الناس و الفاسد منهم فالمصلحة الخاصة هي رائد الجميع اما المصلحة العامة فتأتي عرضاً ).

ص65

1.(فالصالح من الناس هو ذلك الشخص الذي ساعده الحظ ان يجد له عملا يتلذذ به و ينتفع الناس به في ان واحد فهو يسعى وراء مصلحته و لكن مصلحته لحسن الحظ مطابقة للمصلحة العامة الى حد بعيد فالزعيم يروم اعلاء ذاته و الحصول على المكانة الاجتماعية فهو يخدم الامة و يذوب فيها و ينال بذلك شهرة و مكانة).

2. (لو درسنا نفسية زعيم من الزعماء المشهورين لوجدناه منهمكا في خدمة الناس انهماكا غريبا و قد يحسب المغفلون ان هذا الانهماك المخلص هو سجية اصيلة في نفسية الزعيم مغروزة في كيانه الطبيعي).

3. (فالسبب الذي يخلق الزعيم ليس ناشئاً عن شخصية الزعيم و حدها و لا عن طبيعة المجتمع وحدها انه ينشا بالأحرى نتيجة التراكم و التفاعل بين الفعل الذي يقوم به الزعيم و بين رد الفعل الذي يقوم به المجتمع ازاءه)

ص200 (لم يشهد التاريخ الاسلامي رجلا فرق الجماعة كعلي ابن ابي طالب و علي لم يكتف بتفريق جماعة المسلمين بل اورث نزعته هذه لأولاده من بعده).

ص201 (لقد فرق محمد جماعة قريش و سفك دمائهم ثم جاء علي بعد ذلك يفرق جماعة المسلمين و يسفك دمائهم فهل من فرق بين هذا السفك وذاك).

..............................................................................................

لنا عودة في سلسلة تحت عنوان: عبد الخالق حسين و الديمقراطية كما نوهنا عن ذلك سابقاً.