هل سيكون العبادي رئيس وزراء العراق المستقل؟
الى هذه الساعة هناك بارقة أمل وومضة تفاؤل في خطوات السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق ...مع أنه لم يتحقق على أرض الواقع الشيء الذي ينتظره الشعب والذي دعا اليه السيد العبادي نفسه..لم نشهد عقوبات رادعة للمفسدين ... ولا أحكاما صدرت بحق المتآمرين... والخونة الذين سلّموا المدن العراقية للإرهابيين ...ولم تُقنن الصرفيات الباذخة ولم تُقلّص أعداد الحمايات التي تُحيط بالمسؤولين ..وهي أسوأ حالة وأقبح فعل يمارسه المسؤولون أن يُحيطوا أنفسهم بعشرات المسلحين والسيارات المدرعة ... وبعضهم بأفواج مدججة بالسلاح ! تاركين حدود وطنهم لمن هبَّ ودبَّ ! لاأدري كيف تُحترم هذه الشخصيات من قبل الشعب وهي تمارس هذا الفساد والإعتداء على حريته وثرواته وكيف يعيد إنتخابها وهو لايراها إلا من وراء جدر؟ تحديّات كبيرة تواجه السيد العبادي أهمّها هي النماذج التي تشاركه في العملية السياسية ..التي يستقوي بعضها بحزبه ...وبعضها يحتمي بطائفيته... والآخر بقبيلته ...وبعضهم له قدم صدقٍ مع الإرهاب وأخرى كاذبة مع العملية السياسية ...كل هذه التناقضات تشكّل تحديّا وحاجزا منيعا لأي جهد وطني مخلص ...وهذا مايواجهه السيد العبادي في مسيرته التغييرية ...لذلك أمامه  فرصة تأريخية واحدة ...بل هي القوّة التي سيتحدى بها كل المعترضين والمعوقين والمفسدين والمراهنين على فشله ..وهي أن ينتمي الى شعبه ..كل شعبه بدون إستثناء ..وأقصد الإنتماء هنا هو أن يعلن إستقلاله عن الحزبية ويتفرّغ  للعراق وليس في هذا مصادرة لجهاده ونضاله بل هي تضحية وإيثار تضاف الى مسيرته الطويلة في الحزب..فإنه اليوم رئيس لوزراء العراقيين جميعا...فعليه لابد أن يتحرر من القيود الحزبية التي ربما لاتتوافق في بعض مفاصلها وإدارة شؤون الدولة وتطلعات ومتطلبات الشعب ..فللحزب تطلّعاته الخاصه... وللدولة متطلباتها الخاصّة ..وقد أثبتت التجارب السالفة التي حاول من خلالها رئيس الوزراء الجمع بين السلطتين الحزبية والسياسية فأضاع المشيتين وأخلَّ بواجباته تجاه الأثنين ..تجربة مؤلمة نتمنّى أن يتجاوزها السيد العبادي وينفتح على إفق الشعب الفسيح ولايُلزم نفسه بطائفة او حزب فيضيق أفقه الإبداعي وينحسر في إتجاه واحد....ويكون ندّا لعدة إتجاهات...ولنا في تجربة الشعب المصري خير مثالٍ ...فالرئيس السيسي لم يخرج من رحم حزب سياسي بل خرج من رحم الشعب المصري فكان له الشعب خير ناصر وخير ظهير..أكتسح الشارع المصري وهزم الأحزاب التي تدّعي العراقة والتاريخ الثوري والنضالي ...هزمهم بإنتماءه لشعبه وإخلاصه لوطنه ....وهذه الرغبة تعيش في ضمير كل عراقي حريص على وطنه ومخلص لشعبه ...أمنيتنا جميعا أن يكون بيننا رجلٌ شجاع كسيسي مصر لاينتمني الى حزب  ..وأملنا كبير في أن يكون السيد العبادي عند حسن ظننا وعند إمنيتنا ...ولو إتخذ هذه  الخطوة الجريئة سيجد الشعب العراقي كلّه معه ...فالشعب اليوم يرى في الأحزاب والحزبيين إمراءاً للفساد لايقلّون شرّا عن إمراء الإرهاب..حفظ الله العراق وشعب العراق من الأشرار.