يوميا نقرا ما يسم النفس من التبريرات المضللة لاخطاء السلطة من قبل الموالين و المصلحيين من كتبة باب السلطة . و عندما نسال و نفسر عن ما يجبرهم على ذلك فيقولوا لقمة العيش، يا لها من الاهانة للنفس و الضعف و السفاهة للحد الذي لا تطاق . لكل سلطة و مرحلة مميزاتها، و طريقة لادائها لواجباتها و تعاملها مع الاحداث و ادارتها للبلاد، و المعلوم ان لكل سلطة اقلامها، و اعتبرت اصحاب هذه الاقلام في مراحل شتى منظرين و مدافعين عن السلطات امام الملا و مغطين لسلبياتها و مضخمين لمنجزاتها ان وجدت و مخففين لاخطائها لعظمى، و كان هناك ايضا الى جانب هؤلاء من الخيرين الذي نسيهم التاريخ دائما، هؤلاء كانوا اهل القلم في دواوين السلطة سابقا، و تحولت بمرور الايام الى مؤسسة و من ثم وزارة تابعة للسلطان و الحاكم، و فيها من الشعراء و الادباء و الكتاب من التابعين و الموالين لعتبات باب السلطان للتزود بالهدايا و النعم التي مطرت عليهم كلما تفاعلوا مع عملهم و اصبحوا ماهرين فيه متملقين مادحين من غير حق مقنعين للشعب و مزيدين للموالين او محاولين لكسب العدد الاكثر و مقنعين للمعارضين باساليبهم المتنوعة . هؤلاء يقع عليهم العتب في خراب السلطة قبل اي احد اخر، مادام هم كانوا دائما في الطليعة لتبرير افعال السلطة المؤثرة على حياة الناس، و ماداموا ناكرين لحق الشعب و مضحين بالمصلحة العامة و منظرين للسلطة، انهم هم من يقع عليهم العتب في الاسائة الى حياة الناس . فان كان اهل السيف يجزون الرقاب كلما طلب احد منهم الحقوق العامة، فان اهل القلم يحطمون العقل و يحزون الراس بكلماتهم المسممة و المغطية لافعال السلطة . فان استحق اهل السيف كل المقاومة و الاعتراض لا بل المحاربة و انهائهم للحفاظ على اجساد الناس فان العالم بحاجة الى المقاومين لاهل القلم للحفاظ على عقلية الناس و افكارها و عقائدها الحقيقية وانسانيتها . من التاريخ القديم و الحديث ايضا نستهل حقائق يمكن ان نعرف بانه لا توجد سلطة او حاكم و لم يعتمد على هؤلاء اهل القلم و الفساد العقلي كما هم اهل الفساد الاداري وو الاجتماعي و الثقافي ايضا . عندما نقيم كل مرحلة و ما احتوت من السلطات المتعاقبة فنجد في كل منها اهل الشعر و الكتاب و اهل الدف و النقار و اهل النزوة و النشوة من الموالين القريبين للوالي و السلطان او الحاكم كيفما كان و من كان، انهم من نشروا على ارض السلطات خرابا و فسحوا امامهم الساحة لكل ما افسدوا فيها على حساب الشعب بشكل عام من جهة و برروا افعالهم امام الشعب على العلن من جهة اخرى . و من الامس القريب، الم نتذكر الموالين للبعث و من كان راقدا امام ابواب مؤسسات البعث من ما سماهم البعث باهل الفكر والقلم، الم تكن وزارة الثقافة البعثية على راس الفساد و التخريب للعقول، انهم هم من الٌهوا الدكتاتور و ضللوا الناس طوال العقود من حكمه، وفرضوا على الشعب عبادته و اشتروا الانفس و باعوا الضمائر و شوٌشوا على العقول النيرة، و الادهى ما في الامر انهم جننوا العقول الصافية و اصحاب الافكار و التوجهات السليمة و اجبروا الكثير على ترك البلد ان لم يوالي، و كم منهم اعتقلوا و دفعوا الى غياهب السجون و عذبوا نفسيا و جسميا بحجج و تلفيق و تهم زورا و افتراءا كلما حسوا بان لهم تاثير على مسار تفكير و عقلية الناس . انهم كانوا حاملين لاخطر السيوف و هو قلمهم الاحدٌ من السيف و اشهروه على رقاب الانقياء و الشرفاء من المخلصين للشعب و البلد . بعد التغيير و سقوط الدكتاتور، نرى انهم يزدادون يوما بعد اخر، ان كانوا بالامس في عتبات السلطة البعثية بينمات اليوم نراهم على عتبات باب كل حزب و مسؤل و شيخ و معمم و مسؤل اداري، يتملقون و يكذبون و يضللون كل صحيح، اصبحوا كمخبرين سريين في الدوائر السلطة التنفيذية، يرفعون شان من لا يستحق و يغدرون بكل من يحترم نفسه و شخصيته . انهم اهل القلم الفاسدين الذين باعوا ضميرهم في كل مرحلة و لابد ان يعاقبوا قبل اهل السيف ان حل البديل الديموقراطي و السلطة العادلة المخلصة للشعب لا للاحزاب و الافراد فقط ، و في المقابل هناك من لم يبع ضميره و شخصيته يعيش منكفئا على نفسه محترما لتاريخه و ذاته بعيدا عن الاحزاب و السلطات الفاسدة . اليوم نرى و نتعامل مع العديد من اهل القلم الحاد الذي يقطع رقاب الخيرين و اشد من السيف الغادر، انهم ازدادوا عددا و نوعا و اصبحوا ممارسين محترفين ابتلى بهم المثقفون الحقيقيون اصحاب عقل و ضمير و المخلصون للقضية العراقية و الشعب بشكل عام . اول خطوات الاصلاح المطلوب يجب ان تكون من تصفيتهم بشكل عادل لياخذوا جزائهم و يخلى البلد من الجرائم الثقافية العادية و تصفى السلطة منهم ، و تعود الثقافة الى مسارها الصحيح .
|