ماهية الحب وحقيقة وجوده |
في طبيعة الحال إن لكل حقيقة وجود تتمثل فيه أما أن يكون أثباتها على أسلوب الأستدلال من حيث أجزائه ضمن المفهوم المعنوي أو الأستقراء ثلة من الآثار التي تتجلها فيه الذات كأن تكون لها مرآة دالة على محل أمثال الممكن في وصف المقصود
بغض النظر عن أثبات حقيقة الشيء كوجود الذات للأعيان أوأتخاذ الصفات المطلقة وجعلها تنساب مع الأُس كماهو المعروف في المنتهى وجلٌ من صفاته التوقيف
أنما يكون سردنا عن موضوع الحب بأسلوب المعنى البسيط ومن هنا نسير على خُطى أيجاد الشيء وأقترانه مع المفهوم لكي يصبح له حيز واقعي في ذاكرة المعاني المتماثلة في الأبتداء والأنشاء وملاحظة بعض الأماراة الساعية في توضيح الموضوع وحيازة المحول لها
إن الحب له معاني كثيرة حسب فهم اللفظ ومدى ألتزام المعنى التصوري له وعلاقة فحوى الأثر في مضمون أحتوائه وليس نمط أمتلاكه واقعاً أستطرادياً وأنما أتخاذ جزئية المعنى في أثبات كلية المنعوت
وبهذا نعرف أن الحب هو أمتلاك الشيء معنىً دون حصوله أحساساً وأنما هو شعور تتسربل به الذات كالعوارض في حالة الموجود ومتابعة أوامر الأقتضاء المنشود له معية أن صح ذلك الوصف
بأختصار شديد إن الحب أقتران العاطفة السالبة التي تسلب أرادة المحب وتجعله خاضعاً لهوى مكنونه فعندئذ يميل إلى الشيء وهو موجود فيه ويستغني عن مظاهره وهي والجة في سلوك الممكن
حينئذ نجد إن أثر الفاعل متألق مع معية العين نعتاً معنوياً وبهذا الأطراء يندمج المرء في تمويه حقيقة الآثار وهي ممزوجة في سلوكه وتجرج عفوية في فلتات لسانه دون أفصاح المقصود فيصبح تابعاً لأرادة خارج تصوره فيكون هيولاً أستباحت له الأشياء أنتماءً لها
ونمط هذا اللفظ قد أستفحل فيه حدوثة العين وأجلال حقيقة الآثر المعنوي لأن الموجود أصبح متماثل لحقيقة الأثر ومظاهر الأشياء ماهي إلا موائد ذلك المنال فيقع في عنت الفحوى اللفظي أي شدة الأحتياج وضيق الأفتقار اليه وقد ينتهي الأقتتار عن نواياه وهو خارج أمتلاك المفقود
ماهية الحب لها مصاديق كثيرة وكل منها له محمل خاص يُصف بها على قيد اللفظ وأستنهاض المعنى المقصود ومدى عمق زهو الأقتران المشاعر وأمكانية أبراز ذلك المنحى أنى يكون بالنسبة للمكان والزمان الذي تناط اليه هذه الأوصاف
قد يقتصر المرء على الحب من أجل أحتلال وجود معين وفي مكان محدود ومنتاهي المثل ويجمع فيه جميع أنواع الحب وبمعنى أدق أن يجمع حب الله سبحانه وتعالى وبين حب المرأة للرجل أوالعكس وبين حب الآباء لأبنائهم ويكون هذا الأعتقاد السلبي عند البعض أن الحب محله الفؤاد لاغير وفيه تستقر جميع هذه الأوصاف
بذلك يعول المرء كعادته حيث يقوم وصفاً معيناً لموضوع مختلف في أتحاد المحل بحيث يجعل مفهوم الحب عامة مقره القلب وهذا جحود في حق المعبود لتزاحم النعوت الأخرى على محرابه الذي أختص به وحده دونه عباده
يعتبر القلب جواز ذلك العشق الزعوم وهذا مجرد فدع وميول عن حقيقة الشيء وقصر المرء في معرفة مفهومه الواقعي مماينتاب البعض عنتاً في وصف ماهية الشيء من حيث أنزلاقه على درن المشقة لنفسه وزكاة له عى شدة فعله
أنا أتصور إن الحب له ثلاثة أوصاف وكل وصف له مكان معد له ومحل يحتمل ذلك المعنى وبه يمكن للقاصد أمتطائه ذلك السبيل في الوصول لحقيقة الحب الواقعي مع أرتباطه بماهية الحب الذي يحتمل ذلك المعنى المقيد دون تزاحم الرغبات وأقصاء الذات
وأحبذ أن أذكر أولاً أوصاف الحب معيةً وأنواعه نعتاً وهي أولاً : الحب بمعنى الأيمان ثانياً : الحب بدلائل الشهوة ثالثاً : الحب بروابط الشفقة
وكل هذهِ النعوت لها أمكنة خاصة يستقر فيها ذلك الحب حسب مقاصد الفحوى لمعنى ذلك الموصوف وهي مايلي
أولاً : الحب وحده مستقرة القلب وهو الأيمان بالله سبحانه وتعالى ثانياً : محله النفس وهي الشهوة والرغبة في حصول منالها ثالثاً : مكانه الكبد وهي الشفقة في حب الآباء إلى أبنائهم
إذن حب الله جل وعلا في القلب وحده وهو الأيمان به والقلب محراب ذلك الحب الذي أوجده الخالق في قلوب المؤمنين وهو أمام الجوارح ، وأما حب الشهوة فهي النفس كحب الأجناس وكذلك حب الأطفال في الكبد وهو الشفقة وهذا من وصف الأشياء ببعض مسمياتها
: ومن آثار الحب التي تكون جلية في سلوك بني آدم وهي على أقسام
ولاصراط يسلكه بل أتباع هوى القلب كمايصوره ثلة من الناس ولكن الحقيقة هو أتباع هوى النفس
وجوده دون الوقوع في الخداع أو الوهم ومتعلقاته ( الحواس - الذهن - النفس ).
وهذا الكلام يتجلى من صفاته( لطيف وهاب - جواد ) وأنما تعود الفائدة والمعرفة على العابد لأن خلق الوجود من تكامله وهذا كله من نعم الله سبحانه وتعالى والعقل يحكم بذلك ويجب شكر المنعم
والمقصود بالكفر هنا هو ستر وأخفاء وعدم الأبلاغ عن نعمه إن كان عارفاً كالولاية لأميرالمؤمنين علي ( صلوات الله وسلامه عليه ) كما قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً ) سورة المائدة آية ٣
عن عباده ولكن لها وجود عيني في علم الله ولكن الله سترها وأخفاها عن عباده
بعد محص مقول حقيقة الحب ومقدمات التي أنيط منها هذا المفهوم توضح لنا إماراة معينة تتعلق بهذا الموضوع والتي تسمى نتائج أحياناً وهي أولاً : التقديس هو بمثابة حب المرء لمايراهُ مناسباً له وموافقاً مع تطعاته وهو على هيئة عقلية ويشكل أسلوبين
أ - أحترام لذلك الوجود وجعل له قيمة وجدانية بين الأفراد ب - أمتثال للطاعة والخضوع بمايرتأيه زهوه المرء في أعتقاد ذلك الوجود
ثانياً : أثبات الوجود إذ أن وجود المعهود له دلائل عقلية يبصر من خلالها المعتقد بها ومتابعة الأثر لأنه حادث وممتنع في أيجاد الممكن وهو جزء من مفردات تلك الدلالة الوضعية ولكن تصور ناقص أن تجرد وصف ذلك الأثبات
ثالثاً : الأمتداد الأثري بذلك الكائن في تعظيم تلك الذات كبقاء الأثر المعنوي بعد أضمحلال حضورها المادي
رابعاً : الأفتخار في أستعلاء الأخلاق وأستفال نواقضه وبمعنى أدق نشر الفضيلة ودرأ الرذيلة ضمن أختزال الفكر الذي يتبناهُ المرشد
خامساً : الحب أساس كل شيء وخاصة حب النعم وهي على قسمين أ - النعم المعنوية أي المنفعة وعلى نوعين النوع الأول : النعم المعنوية المقرونة بالأثر المعنوي ولها تفصيل النوع الثاني : النعم المادية الممزوجة بالأثر المادي ويكون دلالة على ظهورها ب - النعم المادية أي لاتدرك إلا بمعرفة العين وهي على نوعين النوع الأول : النعم التي تعرف بمجرد الرؤية البصرية والهيئة هي المؤسس الرئيسي لها النوع الثاني : النعم التي تظهر على المرء ولها أثر مادي من أثر مادي آخر مع تناسبها في الهيئة والصفات
خامساً : الحب إلى النعم وهي عظيمة وتتعاظم في أنتفاء حيزها المادي والمعنوي لأن الأنسان لايشعر بوجودها إلا بعد أفتقادها كما قال أميرالمؤمنين علي ( صلوات الله وسلامه عليه ) : نعمتان مخفيان هما الصحة والأمان
وهنالك للحب نعم متنوعة لاتحصى ولاتعد كالحب إلى الجاه والسمعة والفخر والعزة والعلم وغيرها ولكن المرء لايدرك عاقبتها فيصيبه الجحود بنعم الله عزوجل في الدنيا وتكون له آثار رين من الآثام والتبعات وأنكار نعمة الحب الموصوفة بمسميات أخرى هو جحود العابد بنعم المعبود والأنسان على نفسه بصيرة |