في بغداد انقلاب غير معلن


نجحت خطة القوات الأمنية في غسل جميع بقاع الدم الناتجة عن المذبحة الجديدة في بغداد وضواحيها ، خراطيم مياه عملاقة استخدمت في عملية الغسل الفوري ، المناطق المغسولة تمتد من الحسينية الى الاسكندرية ، الرقم الذي اعلنته الحكومة وهو 50 شهيدا و 160 جريحا ، رقم لا يصدقه أحد ، تأتي المذبحة الجديدة بينما دماء وزارة العدل لم تغسل بعد ، كان متوقعا ان تترجم الأزمة السياسية الى مذبحة كالعادة ، اثبتت التفجيرات ان البلد بلا سلطة ، والشعب تحت رحمة القتلة ، اصحاب المفخخات هم حكومة الظل في بغداد يعلنون انقلابهم في اي لحظة ، الارهابيون يختارون لمذابحهم الزمان والمكان بحرية كاملة ، بامكانهم اقتحام المنطقة الخضراء متى شاءوا ، ما الذي يمنعهم ؟ ماجرى في بغداد الثلاثاء يعادل انقلابا عسكريا بل اكثر من الانقلاب ، وربما تنتظر بغداد اياما ابشع ، فهي بدل ان تكون عاصمة الثقافة فهي عاصمة المفخخات والجماجم المتطايرة ، هذه المذبحة وما سيليها كلها متوقعة وكان بالامكان منعها قبل وقوعها ولكن يبدو وكأن هناك من يريدها ان تقع ، اصبحت متوقعة منذ ان تصدر تظاهرات الغربية هتافون يرفعون علم القاعدة ويمجدونها ويهددون بالزحف الى بغداد ويشتمون الشعب العراقي شتائم طائفية ، ومنذ بدأ اطلاق سراح مجرمين محكومين بالاعدام ، يعودون الى ممارسة الجريمة بعد يوم من اطلاق سراحهم ، هددوا بالزحف الى بغداد وها هم ينفذون تهديدهم ، كل شيء كان واضحا ومتوقعا ، هناك علامات استفهام كبيرة في هذا الملف ، بلد مزقته التفجيرات ولكنه لا يملك اجهزة كشف المتفجرات !! صفقة اجهزة السونار كانت فاسدة باعتراف الجميع لكن مازال الجنود يستخدمونها ومجرد حملها باليد هو اهانة للناس واستهزاء بدماءهم ، استخباريا يقول ضباط ان لديهم معلومات بما سيجري اليوم من تفجيرات ولكن لم يبادر أحد الى منعها ، في هذه المذابح المتوالية لم يقتل نائب او وزير او مدير بل القتلى هم من سائر الشعب الذين لا حماية لهم ، لذا اصبح متوقعا ان يفكر الناس باملاء الفراغ الأمني وحماية انفسهم ما دامت الدولة عاجزة عن حمايتهم ، سيتحدث الناس مجددا عن اللجان الشعبية ، والقوات الاهلية ، وافواج المتطوعين ، سترجع الى الواجهة مؤسسة العشيرة ورؤساء العشائر ومشاريعهم وافكارهم ، نعود الى النظام العشائري بعد ان اصبح النظام الديمقراطي مقترنا في ذكراه بالفساد والارهاب والرعب والفوضى وبقاع الدم التي يغسلها الجنود بفخر واعتزاز . نجحت خطة غسل الدماء فهل ستنجح خطة حماية مجالس الفاتحة ام سيفجر الانتحاريون سرادق العزاء ؟