أسود الرافدين، أداؤكم مذهل

خطف منتخب العراق فوزاً ثمينا مستحقاً من المنتخب الأردني , بنتيجة هدف دون رد, في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب سونكورب، بالجولة الأولى بالمجموعة الرابعة لكأس أمم أسيا 2015 في أستراليا،

وسجل المنتخب العراقي هدف المباراة الوحيد عن طريق اللاعب ياسر قاسم في الدقيقة 77 من زمن المباراة .

كانت المباراة سريعة الايقاع من كلا المنتخبين، واستطاع المنتخب الاردني تضييق المساحات أمام لاعبي المنتخب العراقي، من خلال الضغط الهائل على حامل الكرة، فيما كان الفريق العراقي يحاول بمهارات لاعبيه الفردية، التخلص من هذا الضغط، واستطاع لاعب الوسط العراقي ياسر قاسم السيطرة على منطقة الوسط من خلال تحركاته الذكية في هذه المنطقة الحيوية، واستطاع أن يربط كل خطوط المنتخب العراقي، ولم يستطع الفريقان من تهديد مرمى الفريق الآخر في الشوط الأول، ولم يتحصل الفريقان سوى على فرصة واحدة حقيقية لمنتخب العراق حينما استلم اللاعب يونس محمود كرة أمام المرمى، ولكنّ تباطؤه في التنفيذ ضيع هذه الفرصة المهمة، حيث استطاع مدافع المنتخب الاردني ابعادها خارج منطقة الجزاء.

وفي الشوط الثاني من المباراة استمر الضغط الاردني على حاملي الكرة من لاعبي المنتخب العراقي.

وقد حصل أعضاء الفريق الاردني على العديد من الانذارات، بسبب الخشونة المتعمدة ضد اللاعبين العراقيين. وعند الدقيقة 77 من المباراة حصل التحول المهم للمنتخب العراقي، حيث استطاع اللاعب الكبير ياسر قاسم التوغل من جهة يمين الملعب من زاوية جزاء الفريق الاردني، واستطاع بكل براعة ومهارة التلاعب بأربعة مدافعين اردنيين، وأن يدخل بمواجهة حارس المرمى الاردني عامر شفيع، حيث سدد كرة يسارية على يسار الحارس، ولكنها اصطدمت بمدافع اردني وغيرت اتجاهها على يسار الحارس عامر شفيع، لتعانق الشباك مسجلاً هدف العراق الغالي في أول مشواره في هذه البطولة، ولم يلجأ المنتخب العراقي في هذه الدقائق القاتلة للدفاع حفاظاً على التفوق، بل استمر بالضغط على المنتخب الاردني لتسجيل هدف ثان، وفي هذا الاتجاه سجلت تحركات الشاب ضرغام اسماعيل من الجهة اليسرى أفضلية مطلقة للمنتخب العراقي خلال العشر دقائق الأخيرة من المباراة، حيث استطاع ان يمرر عدة كرات الى منطقة الجزاء الاردنية، وكادت أحداها ان تعلن عن الهدف الثاني حينما أرسل ضرغام كرة عرضية الى نقطة جزاء المنتخب الاردني، لتجد اللاعب علاء عبد الزهرة في انتظارها برأسيّة قوية تصدى لها عامر شفيع بكل جدارة، لينقذ المرمى الاردني من هدف ثان.

ولابد من التأكيد، ان اختيار اللاعب ياسر قاسم كأفضل لاعب في هذه المباراة كان اختياراً مستحقاً ، حيث استطاع ياسر قاسم ان يقوم بدور الرابط لخطوط المنتخب العراقي، واستطاع أن يهيمن على منطقة الوسط، وان يوزع الكرات على زملائه بكل أريحية ومهارة، وتوج مجهوداته، بتسجيله لهدف العراق الغالي، حيث كان لمهاراته الفردية وتوغله في منطقة جزاء المنتخب الاردني بكل رشاقة الأثر الوحيد في تسجيل هذا الهدف.

وكان الأفضل الثاني في هذه المباراة هو حكم المباراة السعودي، الذي أدار مباراة صعبة وسريعة، بين فريقين يمتلكان قدرات بدنية عالية، ولياقة بدنية متصاعدة، ولم يغفل أو يتهاون مع أي من حالات اللعب الخشن المتعمد حيث أشهر البطاقة الصفراء بوجه أكثر من لاعب، وطرد أحد اللاعبين الاردنيين من المباراة، بعد أن كان الفريق الاردني متخلفاً بهدف واحد، واللاعب الأفضل الثاني في صفوف المنتخب العراقي كان ضرغام اسماعيل، وخاصة في العشر دقائق الأخيرة، حيث استطاع ان يربك مدافعي المنتخب الاردني من خلال تمريراته وانطلاقاته من جهة اليسار.

ولابد من ذكر أداء اللاعب الكبير يونس محمود كابتن المنتخب، الذي كان محاصراً ومراقباً مراقبة شديدة من قبل مدافعي المنتخب الاردني، مما قلل فرص استحواذه على الكرة، ولم نشاهده يستلم أكثر من ست كرات، كانت أخطرها في الشوط الأول من المباراة، وكانت الفرصة الحقيقية الوحيدة لكلا الفريقين في هذا الشوط،

حيث استلم كرة أمام حارس المرمى عامر شفيع، وكانت تحتاج الى السرعة في التنفيذ ولكن يونس كان أقل من ذلك في التعامل مع هذه الفرصة، وكان بالامكان أفضل مما كان يا يونس محمود في التعامل مع هذه الكرة.

المنتخب العراقي كان في هذه المباراة فريقاً متكاملاً وان بدا في بعض الحالات غير منسجم بسبب الضغط الكبير على حامل الكرة من قبل المنتخب الاردني، وكان دور الكادر التدريبي واضحاً على أداء المنتخب بقيادة راضي شنيشل، وخيراً فعل عندما لم يدافع ولم يرجع الى الخلف بعد تسجيل المنتخب العراقي هدفه في الدقائق الأخيرة من المباراة، وحاول أن يسجل هدفاً آخر.

الفوز في هذه المباراة مهم جداً في بداية مشوار منتخب أسود الرافدين، حيث شكل عاملاً معنوياً كبيراً ودافعاً لخوض باقي منافسات المجموعة الرابعة بكل ثقة مع فلسطين واليابان والتي انتهت مباراتهما اليوم بفوز كبير لليابان باربعة اهداف دون رد، حيث سيسهل العبور الى الدور الثاني، إذ لم تعد هذه المهمة صعبة بعد هذا الفوز الذي أسعد جماهير أسود الرافدين في العراق وبعض الدول العربية.