قتلٌ ودماء ، قد يصلح كشعار انتخابي لجذب الناخبين ، خاصة وان العراقيين تعودوا على الدماء ولم يستريحوا، الا من خلال الموت ، فهو الوحيد القادر على اراحة الفقراء ،الذين يقضون يوميا بحرب السيارات المفخخة ، فهذه الحرب لا تحصد الا من هو تحت خط الفقر حصرا ، لأنه الوحيد الذي ليس له عشيرة ، ولا ينتمي الى وطن ، وينتهي خبره في اليوم الثالث من اقامة الفاتحة على روحه المسلوبة قهرا .
قُتلنا سابقا ، وذُبحنا ، وسالت دماءنا ، على حدود الجبهة الشرقية ، وبعد ان عرفنا اننا نقتل ، حتى يتنعم من عاش على جماجمنا ، صحونا ونسينا ، ثم عشنا في موت الحصار ، وقتلنا وعشنا لنرى الحرية التي وعدنا بها ، وانتخبنا وشعارنا الأمن اولا ، فوجدناه ( قتل ودماء ) ، ولم نعرف من قتلنا ، ولم يصرحوا وكتموا كل لجان القتل والتحقيق ، وبعد سنوات القتل استمروا يقتلوننا ، ونحن نصدق ما يقولون ولا نفكر كيف قُتلنا ؟ ..
ثلاثاء احمر بلون الاشلاء الممزقة والدماء السائلة ، من هو الفاعل ؟ نحن نعرف تماما من يُمول ومن يُجهز وكله خارجي ، وقد تذهب (المفخخة )الى الكويت او السعوديه او الاردن وسوريا او ايران وتركيا ، فالمهم ان تنفجر السيارة، وتقتل الفقراء ، لكن لا يوجد ممر اخر، تفوح منه (رائحة الفساد) الا العراق فهو الوحيد الذي يمكن المرور عبر مسؤوليه ، لأنه وبكل بساطة يريد ان يستعيد اموال (المنصب) الذي اشتراه ، ولديه شعار انتخابي .
حفنة من الدولارات تجتاز فيها (المفخخة) كل اجهزة الامن وعشرات السيطرات والمليون عسكري معا ، والكل يستعد لها ، فهي وموكب الرئيس ومن يسير امامها فقط ، من يسمح له بالمرور ، وتُطفأ لها الكاميرات في ساعة الصفر ، بل وحتى الاضواء ، لتنفجر في افقر بقعة من بغداد ، وتحصد هي آلاف الارواح ، و قائمتها الانتخابية تفوز بآلاف الاصوات ، ونهتف لها من جديد (قتل ودماء) ..
|