مباراة الأردن! دروس وعبر! |
شدنا الحنين الى كرة القدم من جديد ليشعل لهيب الوطنية بدرجتها القصوى في ثنايانا وجعلنا نجلس هادئين أمام الشاشات، نسأل الله العلي القدير أن ينصر أمتنا وشعبنا ويحفظ أبناء العراق وأن ينعم علينا بالفرح من أجل شعبنا العراقي كله دون إستثناء! شباب رائع يطرز العشب الأخضر بدماثة الخلق وروعة المنظر وعلى صدورهم علم يجمعنا ونتمنى ارتقائه اينما كان. هب الجميع شباب وشابات وأولاد وبنات وكبار وصغار وأمهات تدعو وآباء يبتهلون وأصحاب قرار يتمنون نجاح عملهم، كلهم جميعا اليوم متابعون ويتمنون أن يقدم شبابنا عملا يجمعنا، وهنا بالتأكيد لاأعني فقط الفوز وانما عملا نزهو به ونفرح ونراهم يقدمون أفضل مايمكن! وهنا السؤال ماهو أفضل مايمكن؟ وماذا تعلمنا من درس الأمس؟ الذي كان بفضل هدف ياسر قاسم عبارة عن تجربة ناجحة لابد أن نستفاد منها باقصى الدرجات، خصوصا اننا بحاجة الى ترميم بيتنا الرياضي الداخلي لكثرة العشوائيات التي تهدده ليل نهار. إن ماأتطرق له في موضوعي هذا هو عن كيفية العطاء وطرقه، وماهي الاساسيات التي نحن بحاجة لها، وبالتأكيد لكل حالة أو ظرف افرازات لايمكن أن يسيطر عليها ولكن يمكن التعامل معها. لنبدأ من أول الدروس وهو ذلك الجمهور الرائع الذي تلون باللون الابيض الموشح الصدر بعلم العراق، هؤلاء ياأهل الرياضة اكيد انهم تجمعوا من كل صوب ومكان من هذا العالم ومن قارة استراليا الشاسعة والمترامية الأطراف، وهم ليسوا أبناء حي واحد أو سكنة منطقة واحدة كما هو حضور مباريات دورينا الممتاز، لادخل لهم من يدرب ومن يدير الاتحاد العراقي، وإنما جاء بهم شعور صادق وأمل كبير وحب في القلب واحترام للذات وهتفوا في كل الوقت "عراق"! بل أنهم يدفعون التكاليف بانفسهم ولايطمعون في تذكرة مجانية أو دخول غير مسموح به. والان ياترى هل تعلمت جماهير الاندية العراقية بعض من هذا، سواء أن كان في الملبس أو في الهتاف وحتى المنظر العام؟؟؟ ترى هل قرروا شيئا من ذلك؟ من أجل أن نظهر بالمظهر اللائق والذي نحن اساسا نتفوق به على الكثير من الدول الذين لايملكون حتى جمهور. وهل انتبهتم بأن الهتافات كانت رائعة ولم تتوقف طيلة وقت المباراة، وهذا مانحتاجه اليوم في ملاعبنا العراقية التي لابد أن تتناغم رياضتها مع روح الانسان العراقي الذي يبحث عن السعادة برغم كل الجراح!! كل الجماهير هم فقط جماهير ليس إلا ولم يتحدثوا في أمور غير التشجيع وحب الوطن وروعته! فلنكن ايتها الجماهير، جماهير ولاغير ذلك. أما بخصوص اللاعبين المغتربين الذين تميزوا بالهدوء والانسيابية في الحركة والدوران والتمرير الأرضي والذات القنوعة والتي زادت نسبة استحواذ المنتخب العراقي وأدى الى نرفزة اللاعبين الخصم وحتى حارس مرماهم الذي كان رد فعله تأكيد لما أتطرق اليه! بمجرد وصول المغتربين الأربعة الى المستطيل الأخضر بصحبة زملائهم وإخوانهم من لاعبي منتخبنا الوطني العراقي حتى بدأ الهدوء سمة غلبت العصبية وتفوقت على الصياح ونسينا الاندفاعات الغير مدروسة والتي بالتأكيد إن حدثت فهي من داع الغيرة والاندفاع! ولكن علينا أن نعي الدرس في العمل، بأن كل عمل له نتائج مؤثرة على حياتنا ولكن الذي يؤثر اكثر هي المعايشات التي تحدث بيننا نحن أعضاء الفريق الواحد، فهي التي ترتقي باسلوبنا وهي التي تجعلنا نرحم بعضنا بعضا، وهي التي تدعونا بالفخر عندما نحقق الفوز، وهذا مايجب أن نعيه بين مايميز اساليب التهيئة والنشئة والاعداد وبالتأكيد نتمناه لمواهبنا الرياضية الناشئة التي تحتاج الى رعاية حقيقية تسهم في خلق جيل رياضي يعمل على اساس ان تكون المعايشات رائعة والنتيجة تحصيل حاصل! هكذ اذن علينا ايتها الجماهير الرياضية أن نعي الدرس ونلتزم اهازيج في حب الوطن ورعايته وبالفخر بابنائنا وعزتهم! وهكذا يازملائنا اهل الرياضة علينا أن نعي بأن الكفاءات المغتربة لاتريد أكثر من أن تستوعبوا اسلوب عملهم وطريقة إدائهم، فليس ذنبهم أن لهم اسلوبا مختلفا والأكيد أن هدفهم هو نفس هدفكم والله هو المعين من أجل ارتقاء شعبنا وامتنا وبلدنا وخصوصا أن الجمهور العراقي ووجوده بالحلة الرائعة كما حدث في استراليا، سيدفع بالفيفا وغير الفيفا بالتفكير الف مرة قبل أن يتخذوا موقفا سلبيا من كرة قدم العراق! وانتم ايها اللاعبين ومسؤولي الرياضة اعطوا الوقت الكافي للكفاءات المغتربة فقد جاءوا لتسجيل هدفا في مرمى الاردن. |