باريس تلك المدينة الحالمة على ضفاف نهر السين الرقراق الجميل الذي يحكي تأريخ هذا الشعب العريق وبصماتهِ البارزة في التراث العالمي في الأدب والفن والعلوم وشواهدها الحضارية جامعة السوربون وأيفل واللوفر ونوتردام والشانزليزيه وقوس النصرونُصُب تذكارية لقامات وطنية كديغول ونابليون وروسو وهيجو ، وأني من عُشاق هذهِ المدينة الجميلة حيث تكررت زياراتي لها ولعدة مرات وخاصة عند مهرجان اللومانتيه ، وبعد كل مرّة يزداد حبي وتعلقي بها ، وحزنتُ عند سماعي بالهجوم الوحشي البربري للأخوين" كواشي سعيد وشريف" المتخلفين والمليئين بالحقد على البشرية والكلمة الحرّة ، وأنّ صحيفة (شارلي أبيدو) الساخرة كثيراً ما تنتقد الديانات الأخرى والجماعات الأسلامية فضلاً عن السياسيين والشخصيات العامة أنتهتْ بمقتل الشخصين المهاجمين ومصرع 12 شخصاً وجرح 11 يوم الأربعاء 7-1 2015 ، ومسلح ثالث بأحتجاز رهائن في متجر يهودي والتي أنتهتْ بمقتل خمسة أشخاص بينهم منفذ العملية ، وعند تحليل شخصيتهم سايكولوجياً نجدهم قد لجؤا إلى دول الأمان هرباً من دكتاتورية بلدهم الأم فبدل أنْ يوجهوا أنتقامهُم إلى الحكام ألذين أضطهدوهم نجدهُم ينتقمون من الدول المضيفة لهمُ ألتي آوتهُم وأكرمتهمُ وهيأتْ لهم جميع المساعدات الأنسانية ، فبسعيهم لأيجاد ضحية بديلة يدلُ على جبنهم وخوفهم من عدوهم الأصلي فهم في غيبوبة مستديمة فهو يدل على الغدر ونكران الجميل . أنّ مذبحة صحيفة ( شارلي أبيدو ) ولدت صدمة كبيرة في فرنسا الأمر الذي أدى الى حملة تضامن وتعاطف في مختلف أنحاء العالم وقد خرج يوم الأحد 11-1-2015 أكثر من مليون ونصف متظاهر بمسيرة عارمة سميت " بمسيرة الجمهورية " وبمشاركة 50 دولة وحكومة وزعماء سياسيون للأحتجاج وأستنكار تلك الجريمة البشعة التي نالت مواطنيهم ، وسيجتمع البرلمان الأوربي ومنظمة حقوق الأنسان للأمم المتحدة يوم الخميس المقبل بأستدعاء تركيا وأرسال تحذيرات للسعودية وقطر واليمن بقطع الأمدادات عن المتشددين الذين أعلنوا شعارهم {أسلمة أوربا }وتبنت القاعدة في اليمن العملية الأرهابية ، وخرجت بعنوان بارزعلى صفحات التواصل الأجتماعي الخاص بها " أفلحتْ الوجوه " للغزوة المباركة في فرنسا . تداعيات مذبحة صحيفة شارلي أيبدو 1-، المتشددون أساؤوا للأسلام أكثر من الرسوم الكاريكتيرية لآنّ الذين قاموا بهذه العملية الأجرامية البشعة ينسبون أنفسهم ألى الأسلام أعطت الأنطباع السيء الموجود في أذهان الأوربين عن الأسلام أكثر مما أساء أعداؤهُ بالرسوم الكاريكاتيرية.2 -الأرهاب ضد الصحافة ألتي هي السلطة الرابعة وخصوصاً في دولة الضيافة وهو أنكار لأبسط القيم الأنسانية وقيم الضيافة والأيواء بنكران جميل وزرع الخوف والرعب والتأهب والحذر في نفوس الناس . 3- ويعتبر منتهى التحلل الخلقي والسقوط الأجتماعي . 4- أثبتوا أنّهم لا يحملون آيديولوجية بل أمراض سايكولوجية مليئة بالحقد والكراهية على جميع بني البشر . 5- أستهداف الحرية والديمقراطية عموماً وضرب حرية الصحافة بشكلٍ خاص والتي تشكل أساس الحكم الديمقراطي ، وهذه العملية الأرهابية بلورت الحقيقة بأنّ الأرهاب ليس لهُ جغرافية فهم عابرو حدود . 6- الهجمة البربرية عززتْ الصورة القاتمة عن المسلمين وهو ما ينعكس على جميع الجاليات ألمهاجرة ألى البلدان الأوربية . 7- تعميق الأحتقان ألآيديولوجي والحضاري. 8- غزوة مذبحة شارلي" نبهتْ " الأوربيين إلى تعديل معاهدة (شينغين) التي تخص أمن الحدود لدول الأتحاد الأوربي ، وأنّ الأرهاب أخذ بعداً أوربياً لذا يجب الوقوف بحزمٍ ضده وتبين للغرب وأمريكا بأنهم صانعي الأرهاب : وهذا أعتراف صريح من رئيس الوزراء الفرنسي السابق ( دومنيك دوفيلبان ) عشية الهجوم على الصحيفة المنكوبة : إنّ داعش وليد غطرستنا ألتي حولّتْ بؤرة أرهابية في أفغانستان إلى 15 بؤرة في 13 عام . 9- واليوم 12-1 خبر من موقع( أنترناشونال بيزنيس ) الأمريكي: أنّ الموساد الأسرائيلي هو المسؤول عن أقتحام مجلة شارلي أبيدو أنتقاماً من فرنسا لتصويتها لصالح فلسطين ، وهذا دليل دامغ على العلاقة الوطيدة بين هذهِ المنظمات الأرهابية وأسرائيل . خواطر حزينة للمقارنة فقط !!! شتان بين باريس الوديعة والآمنة عند مذبحة صحيفة " شارلي " وكرنفال صحيفة اللومانتيه ، عندما ذبح الأخوان كواشي أكثر من 25 أنسان بريء ، بينما شباب كرنفال اللومانتيه ينشرون الورود والأبتسامات وأغصان الزيتون على المحتفلين ، أنّ أرهابيي شارلي يحملون عقيدة مفخخة بالأرهاب بينما شباب اللومانتيه يحملون عقيدة حماية الجنس البشري ، عند وصف حال باريس عند الهجوم : جُمدتْ الحياة على الأراضي الفرنسية ظهر يوم المجزرة وتوقفت عربات المترو في العاصمة وقُرعتْ الأجراص ونُكستْ الأعلام وألغيت الكثير من الأحتفالات التقليدية بمناسبة العام الجديد وخرج أكثر من مليوني مواطن وكافة الأحزاب الفرنسية وبمشاركة 50 من رؤساء وحكومات دول العالم ومنظمات المجتمع المدني ، ولف المدينة غيمة حزنٍ وكآبة وحسرة والكل يردد أنها جريمة لا تغتفر. أما مهرجان اللومانتيه السنوي الذي تحيه جريدة اللومانتيه الشيوعية حين تلبس باريس حلة عرس ملونة بأعلام الدول المشاركة بكرنفال رائع بين عرض الشعوب لفولكلورها من الثراث الشعبي ، وما يغمر الجمهورمن فرح وبهجة فالمدينة حيّة لاتنام فكانت مشاركتي 2014 سجلتُ فيها ذكريات لاتنسى أذكر منها : خيمة الحزب الشيوعي العراقي وهي تعرض التراث العراقي والخيمة البرازيلية التي تصدح بالسامبا رقصاً مع الأغنية والخيمة اليونانية بعرضهم رقصة الزوربا ، وأنهمرت دموعي حين وقع نظري على لافتة كُتبَ عليها { أحذر يابني أنْ تجرح ذات يوم قلب أنسان/ زوربا اليوناني} رباه أية مفارقةٍ هذهِ ؟ والأنسان هو نفس الأنسان !!! لا لا السر عند المدرسة التي تعلمهُ { أنّ الأنسان أثمن رأسمال } ---- . المجد والخلود لشهداء الصحافة اليسارية الفرنسية ، والخزي والعار لمنفذي الجريمة النكراء
|