قصة موسى والعبد الصالح .... رؤى وتفسير الجزء الثاني والاخير.. بقلم/ خلدون طارق |
تناولنا في الحلقة الاولى ذكر القصة في التلمود وان المستفاد من القصة التلمودية انها قصة جرت في عالم الخيال والرؤى والكشف الروحاني او ما يعرف بالمصطلح العلمي بالاسقاط النجمي Astral Projection وهي بالحقيقة تفتح امام المفسر المسلم ابوابا كثيرة لفهم هذه القصة التي كثر اللغط حولها ونسج الخرافات عنها بل وحتى انتقادات البعض للقرآن الكريم من خلالها وبعودة سريعة الى تفاصيل القصة القرانية والتمحيص بها عقلا سنكتشف بان الحادثة ايضا لم تجر على ارض الواقع المادي للاسباب والادلة الاتية : 1- الدليل الاول : هو عدم وجود ذكر لهذه القصة في التوراة ولو كان الامر على سبيل الحقيقة لا المجاز لرأينا ذكر لسفر موسى وفتاه وغيابهم عن بني اسرائيل وليس بالضرورة ان تتطابق القصص التوراتية مع القصة القرانية كما اشرنا الى ذلك من قبل بل على العكس نرى ان التوراة اغفلت بالكامل ذكر هذه القصة . 2- الدليل الثاني : لم تثبت التوراة ان موسى سافر وغاب عن بني اسرائيل قبل البعثة الا الى مدين كما ورد ذلك في سفر الخروج وكذلك في ايات القران الحكيم وهذا السفر لا ينطبق مع قصة موسى مع العبد الصالح لان السفر في القصة القرانية كان مع فتاه اي خادمه وسفر مدين كان بدون خادم او تابع انما سافر موسى لوحده دون اي رفيق 3- ان التوراة سجلت حياة موسى بالكامل وذكرت تفاصيل دقيقة عن سيرة حياته ولم تذكر التوراة اي سفر لموسى بعد البعثة الا غيابه عن قومه لميقات ربه في جبل لا يبعد عدة اميال عن مقر اقامتهم ولفترة اربعين يوما وصاحبت هذه الغيبة فتنة كبيرة في بني اسرائيل تمثلت بعبادة العجل واتفق كل من القران والتوراة على هذه الحادثة الا ان التوراة نسبت امر عبادة العجل الى هارون النبي في حين ان القران نفى هذه التهمة عن هارون وصرح بان رجل ما من قوم موسى اسمه او لقبه السامري هو من زين لبني اسرائيل عبادة الاصنام , فماذا عسى سيفعل هذا السفر الطويل المذكور في القران الكريم بقوم موسى وهم على عنادهم وغيهم وسرعانهم الى الكفر , وكيف سيترك موسى قومه لمدة طويلة بعدما راى منهم ما رأى من مسارعة الى الكفر اثناء غيابه لفترة غير طويلة؟! 4- تذكر التوراة والقران ان موسى عندما ذهب الى ميقات ربه استخلف اخاه هارون غير ان التوراة لم تذكر ان موسى استخلف احدا لسفر او لغياب غير تلك الحادثة رغم ان التوراة كانت سجلا مفصلا عن سيرة موسى وكانت ترجمان واسع لشخصيته , مما يدل على ان السفر لم يكن بالجسم المادي . 5- ان القصة القرانية تتضمن سفرا طويلا لموسى ومفارقة لقومه لمدة كبيرة ( أو أمضي حقبا) وهو يناقض الحكمة الالهية في بعثة الانبياء فان الله قد ارسلهم ليكونوا بين ظهراني قومهم واتباعهم ليدعوا الى الله وليبشروهم ولينذروهم وليس لفراقهم , والذهاب بسفر طويل يناقض الحكمة الالهية في بعثة الانبياء . 6- تذكر الروايات ان ابن عباس فسر الكنز المدفون لليتيمن بالعلم وقد اول ابن عباس الكنز بالعلم والتأويل لا يكون الا بالرؤى والكشوفات اما الحوداث الحقيقية فلا تحتاج الى تأويل . 7- ان مقتضى القصة القرآنية يدل على انها لم تكن الا في عالم الرؤى والكشوفات فاعطاب العبد للسفينة ما هو الا على سبيل المجاوز والا لما لم تغرق السفينة واذا كان الاعطاب لا يضر بالسفينة لما لم يغصبها الملك اذا وهي كان بامكانها الابحار؟ وكذلك مسالة قتل الغلام فالقصة تقضي ان الغلام قتل بيد عبد صالح غير موحى له من الله فكيف اذا يقتل صبي بدون ذنب او جريرة الا لانه سيفسق عندما يكبر واقول كيف يعاقب الله انسانا قبل ان يذنب ؟ وان قالوا انها رحمة من الله نقول ان العقاب الدنيوي والحدود كلها رحمة من الاله للبشر ليخفف عنهم ذنوبهم من خلال عذاب الدنيا وان قتل العبد للصبي هو عقاب على فعل لم يرتكب فهل هذا هو مقتضى الرحمة الالهية ؟! اما الحادث الاخير يدل ايضا على انه من قبيل المجاز فالحادثة تروي ان اهل قرية ابوا ان يطعموا موسى وصاحبه فلما اقام العبد الجدار اعترض موسى ولكن كيف يعترض موسى على اقامة جدار ليتيمين ليس لهما اي دخل في سلوك اهل القرية هل هذا هو خلق الانبياء ؟ وانا متيقن ان موسى لو حدث الامر على سبيل الحقيقة كان سيبني الجدار وان كان عائدا للبيت الذي ابى ان يطعمه الطعام فهذه سجية وخلق الانبياء وخاصة سيدنا موسى الذي شبه الله رسوله به في قوله إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً }المزمل15 - ان مقتضى السفر ان كان سفرا ماديا هو لتعلم خرق سفينة واقامة جدار وقتل صبي وهل من المعقول ان يترك النبي امته ليتعلم مثل هكذا امور وخاصة انه كان نبيا عظيما من اولي العزم من الرسل 9- ان القصة القرانية تقضي ان موسى عليه السلام وفتاه قد سافرا الى مضيق ولو تتبعنا الخريطة لرأينا ان اقرب المضايق الى المكان الذي يقطنه موسى هي ثلاثة أ- مضيق الدردنيل ب- مضيق باب المندب ت- مضيق البحرين ولكن القصة القرانية تقول ان سفر موسى كان بمحاذاة ساحل البحر وهذا لا يكون الا الى مضيق الدردنيل الذي يبعد الاف الاميال عن موطن موسى ولكن مضيق الدردنيل لم يكن يصله موسى الا بعد المرور بارض كنعان والادلة التوراتية والتاريخية وكتب الحديث تدل على ان موسى لم يجتز ارض كنعان في حياته ومن المعلوم ان السفر لمضيق الدردنيل كان يحتم على موسى المرور بارض كنعان ولكن هذا لم يحدث بسبب ان الادلة التاريخية والتوراتية والقرانية تدل على ان موسى لم يدخل ارض كنعان في حياته , كما ان السفر الى هذا المشيق سيكلف موسى اعواما تاركا قومه وهذا خلاف مقاصد بعث الانبياء الى اقوامهم كما اوضحنا من قبل بعد ان بينا ان الحادثة التي رواها القران الكريم بين العبد الصالح وموسى عليه السلام كانت كشفا وليست حادثة حقيقية سنجيب على التساؤل الاهم من هو العبد الصالح ؟ اهو الخضر عليه السلام ؟ ام هو شخصية أخرى ؟ ان افتراضية كون الخضر عليه السلام هو العبد الصالح هي افتراضية خاطئة لعدة اسباب ان الخضر عليه السلام باجماع المفسرين لم يكن نبيا وانما اغلب المفسرين توقفوا عند شخصيته وقالوا انه ولي من اولياء الله وسطرت الاساطير اليهودية والاسلامية عن هذه الشخصية حكايات لا يقبلها العقل ولا القرآن الكريم , منها خلوده المزعوم , ولكن تلك الدعاوي الفارغة تسقط امام اية واحدة من ايات القران الكريم وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ-;- أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ سورة الانبياء 34 ولا خلود لبشر في هذه الدنيا ولا حياة في السماء لولي او لنبي او اي بشر لقوله تعالى (فيها تحيون وفيها تموتون) وبالتالي ان تلك الاساطير مرفوضة من قبل الادلة القرانية الكبيرة بهذا الشأن وان شخصية الخضر حتى لو كانت شخصية لنبي فهي باجماع الائمة ليست من شخصية اولو العزم من الرسل ولا هو نبي برسالة عظيمة كموسى وكمحمد عليهم الصلاة والسلام فكيف يمكن ان يعطي الله ميزة لشخص ادنى من موسى وهي ميزة العلم ولماذا خص الله الخضر بهذه الخاصية دون غيره من الاولياء او الانبياء ؟ طالما اننا اثبتنا انه ليس حيا , ان هذه الافتراضية افتراضية جوفاء لا يقبلها عاقل ولا اي رجل انتهج القرآن الكريم منهجا انها افتراضية جاءت بسبب رغبة الطرفين تأكيد بعض الروايات التي لديهم فقط , والغريب ان هذا التفسير دفع ابا يزيد البسطامي وغيره الى التجاسر بالقول اننا جزنا بحرا عجز عن اجتيازه الانبياء ورغم ان هذه العبارة دفعت الكثير من السلفية الى تكفير البسطامي وغيره ممن قالوا بهذه المقولة الا انهم تجاهلوا حقيقة ان هذه المقولة صحيحة لو صدقنا بهذا التفسير بخصوص العبد الصالح . سادتي الكرام ان التاريخ يعطي لنا حلولا لمشكلة العبد الصالح وكذلك التوراة والقران لو جئنا وتناولنا الموضوع بروح علمية وغير انتقائية فالتاريخ والتوراة يثبتان ان سيدنا موسى صعد الى الجبل لميقات ربه وهناك نزلت عليه صحف التوراة ومن هذه الصحف سفر التثنية الذي بشر الله تعالى موسى ببعثة النبي الخاتم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إذ ورد في سفر التثنية ما نصه ( أقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ.) الاصحاح 18 الاية 18 وهناك حصلت حادثة غريبة الا وهي طلب موسى عليه رؤية الله تعالى والغريب في الطلب ليس ان موسى طلب الله رؤية الله جهرة فنحن نعلم باستحالة رؤية الله تعالى فكيف الامر بنبي ؟ ولكن موسى طلب تجلي الله وتعلمون ان الصوفية وغيرهم اوضحوا معنى التجلي الالهي وان التجلي الالهي يختلف باختلاف شخصية المتجلى عليه ولكن القران الكريم والتوراة تثبتان ان الله تجلى لموسى من قبل في حادثة الواد المقدس طوى اذ ورد في القران الكريم ﴿-;-إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾-;- وهناك تجلى الله لموسى وخاطبه مباشرة ولكن ان حصل هذا كيف اذا طلب موسى من الله تعالى تجل اخر اذ ورد في القران الكريم (قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ) وهنا نطرح التساؤل لماذا تجلى الله لموسى في الوادي ولم يتجل له في جبل الميقات وهنا اريد ان اربط ربطا دقيقا في القران الكريم فالمكانات في القران الكريم لم تذكر سدى فعندما بعث الله بعث الامة الموسوية كان البعث في وادي ولما اخبر عن سيدنا محمد وبشر به موسى ناداه الى الجبل لأن للجبل علوا وشموخا ورسيان وسمت العرب الجبال بالخوالد لديمومتها , اما الوديان فهي عكسها بالضبط فهي من الدنى والسفل وهذا دليل على ان اليهودية ستبقى دينا ناقصا اذا ما قارناهاه بالاسلام فكيف يستقيم جعل الوادي كالجبل !!!! على اي حال لنرجع الى طلب سيدنا موسى عليه السلام وهو تجل ثاني ان هذا الطلب يتعلق بسيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام اذ طلب سيدنا موسى ان يتجلى الله تعالى كما سيتجلى على المراة المحمدية الكبيرة عندها اجابه الله تعالى لن تراني وانتم تعرفون باقي القصة ! عندها استيقن سيدنا موسى عليه السلام ان النبي الخاتم هو من اعظم الانبياء وان رسالته اعظم الرسالات وهي التي ستنسخ شريعته وشريعة فتاه عيسى فمرج البحرين هنا بعث الاسلام , والان وبعد ان استيقن موسى اراه الله تعالى هذه الرؤية مع فتاه عيسى عليه السلام الذي انتم تعلمون انه بعث في امة بني اسرائيل ولكن من هو العبد الصالح والقران الكريم قرر ان العبد الصالح فيه 3 ميزات ذكرها في هذه الاية فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا هذه الميزات : العبد الصالح علم من الله رحمة من الله لنلاحظ ان قصة العبد الصالح وردت في الاحاديث معرفة بالعبد الصالح بال التعريف وليس عبدا صالحا وال التعريف يستخدم في العربية لامور مهمة الا وهي ذكر شخصية معروفة اي ان الشخص كان معروفا لموسى وتستخدم ال التعريف للتعظيم ايضا فالله تعالى يقول (أجيب دعوة الداع) ولم يقل (أجيب دعوة داع) واستدل بعض المفسرين بال التعريف ان الداعي هنا قصد به رسولنا الكريم لانه أعظم داعي الى الله تعالى وان الامة المحمدية ببركة دعاء نبينا تقبل دعواتها من قبل الله تعالى ولولا الرسول الكريم وهديه للامة ما اجيبت لها دعوة ابدا اذا العبد الصالح لا بد ان يكون عبدا عالي المقام عند الله تعالى وحاز على مرتبة عبودية كبيرة لم ينلها احد من قبله وتعالوا لنقلب القرآن الكريم لنتعرف من هو عبد الله يقول الله تعالى سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ-;- بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ-;- إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) والعبد هنا من اسري به الا وهو العبد الكبير سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وقال الله تعالى في قرانه الكريم واصفا سيدنا محمد بالقول وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا سورة الجن فهو العبد وهو من نال درجة العبودية الكاملة وقد قال الرسول لاصحابه ان الله خيرني ان ملكا رسولا ام عبدا نبيا فاخترت ان اكون عبدا نبيا وكان يحث صحابته على ان يصفوه بانه عبده ونبيه ويقول الصوفية ان اسمى مقام عند الله تعالى هو مقام العبودية وما نال مرتبة العبد الكامل الا رسول الله تعالى اما الميزة الثانية فهي العلم من الله تعالى والقرآن الكريم يقول عن الشخص الذي علمه الله بأشرف علم الا وهو النبي الاكرم {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) ويقول الله تعالى ايضا وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ-;- إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ اي لولا ان الله علمك ما كنت تعرف الكتاب والحكمة وقال ايضا (وانك لتلقى القران من لدن حكيم عليم) وامر الله تعالى نبيه ان يدعوا هذا الدعاء (وقل رب زدني علما) أما الميزة الثالثة هي الرحمة ويكفينا ان نقول ان الله تعالى لخص بعثة النبي بالقول (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) وقال عنه ايضا (فبما رحمت من الله لنت لهم) وقد كان النبي يقول عن نفسه (إنما أنا رحمة مهداة) وها الان نحن نثبت بان العبد الصالح ما هو الا نبينا الذي تمثل لموسى في اسرائه وبين له اشارات وعبر في هذه القصة الروحية العظيمة التي يمكنكم ان تأولوها روحيا وفق هذه المدلولات العظيمة التي أوضحناها لكم حبث تمثل نقطة التقاء "مجمع البحرين" النقطة التي تلتقي عندها الشريعة الموسوية بالشريعة الإسلامية أي عندما تُنسَخ الشريعة الموسوية ويحل محلها الشرع الإسلامي. ويمثل أول عمل قام به العبد الصالح بخرقه للسفينة بأنه عبارة عن التشريعات التي تنزلت على رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) والتي تشير إلى الثروات الدنيوية حسب التأويل الروحي لهذا الاصطلاح ومعناه توزيع الثروات بالتساوي على الجميع وعدم تراكمها في أيدي القلة القليلة. فالمساكين (أصحاب السفينة) هنا يمثلون المسلمين. أما خرق السفينة فيعني حث الإسلام أتباعه على الإنفاق في سبيل الله بدفع الزكاة والصدقات التي قد تبدو كنقطة ضعف مادي بيد أنها ستكون في الحقيقة مصدر قوة وازدهار اقتصادي. |