أمريكا وداعش زواج على طريقة المسيار الخليجي

امريكا دولة عظمى في كل شيء وواهم من يعتقد خلاف ذلك فهي عظيمة في امكانياتها المادية والمالية والاقتصادية والحربية والعسكرية وهي متميزة ومتفردة في استكشافاتها وبحوثها وتجاربها وهي متفردة في غبائها وخبثها ولا اعتقد ان احدا يناقض الواقع ويتحدث خلاف ما هو سائد في العالم حيال ما وصلت اليه امريكا.

امريكا قدمت خدماتها للعراق والعراقيين عندما ساهمت باسقاط نظام البعث الصدامي لكنها في الوقت ذاته تركت جذور البعث راسخة وفتحت الباب لفوضى عارمة لا يمكن القضاء عليها الا من خلال الامريكان انفسهم وهي بهذا قبضت ثمن مهمتها من دماء العراقيين ومن حلقات الفساد المالي والاداري التي غذتها بسلوكها وسياستها الغير منضبطة والغير واقعية.

من عادت امريكا انها لا تغلق نهايات ملفاتها قبل ان ترد اموالها اضعافا مضاعفة وقبل ان تثبت اقدامها ومخالبها في جسد واقتصاد من تقدم لهم المساعدة، ولان العراقيين اداروا لها ظهر المجن وقرروا التخلص منها ومن غوائلها وانهاء وجودها العسكري ،عليه فانها تركت الباب مفتوحا لفوضى واحداث لا يمكن التخلص منها دون رجوعها وبالشروط والتوقيت الذي تريده.

امريكا خرجت من العراق عن طريق الكويت وعادت الى العراق عن طريق داعش مع الاشارة الى ان زمن المغادرة والعودة لم يكن طويلا وبعيدا ،وفي هذا الوقت رسالة يجب على القادة العراقيين قرائتها جيدا وبتاني.

قادة العراق اجمعوا على ان امريكا غير جادة في القضاء على داعش وان تحركاتها محكومة برسم سياساتها الداخلية وان لعبة توم وجيري التي يستمتع بها الامريكان مع الدواعش لا يمكن ان تستمر وان مسؤولية القضاء على داعش باتت مهمة عراقية خالصة خاصة بعد ان اثبتت المعارك التي خاضها ابطال الحشد الشعبي وابنائنا في القوات المسلحة والبيشمركة في سنجار وامرلي وجرف النصر وفي صلاح الدين وسامراء ومناطق الرمادي قدرة هؤلاء الابطال على تطهير كل الاراضي العراقية دون الحاجة الى وجود قوات برية اجنبية.

رئيس الوزراء الدكتور العبادي معه السيد عمار الحكيم زعيم المجلس الاعلى طالبوا امريكا والتحالف الدولي بفاعلية اكبر فيما يتعلق بتوجيه ضربات جوية مركزة ومتوالية الى مواقع التنظيم الارهابي وان لا يكون التدخل شكليا خاصة بعد ان تبين خبث الامريكان ومحاولاتهم اطالة امد الحرب وحتى موعد الانتخابات الامريكية مطالبين في الوقت ذاته ان يتركوا امر تطهير الارض للقوات العراقية المكونة من الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر الشرفاء.

المطالب تعدت حدود الدعم الجوي بعد ان طالبت كتل سياسية ولجان برلمانية الغاء المعاهدة الامنية الموقعة مع الجانب الامريكي بعد ان اتضح خبث الامريكان وتلاعبهم باتجاهات سير الاحداث وتقديمهم للدعم العلني ماديا ومعنويا وعسكريا لعصابات داعش والاتنظيمات الارهابية في العراق.

امريكا احست بحراجة الموقف وانكشاف لعبتها فاعلنت انها ستقوم بما هو حق عليها تزامن هذا التصريح مع ردات الفعل التي اشعلت فتيلها حادث الصحيفة الفرنسية .

امريكا ربما ستغير خيوط لعبتها وهذه المرة ستصب لصالح العراقيين رغم ان موعد الانتخابات الامريكية لم يزف بعد  ليس حبا بالعراقيين ولكن فترة زواج المسيار الخليجية انتهت بعد ان تجاوز الدواعش حدود اللعبة الامريكية والاوربية المرسومة لهم.وبعد ان تيقن الامريكان ان امر القضاء على داعش مفروغ منه سواء بوجودهم او من دون وجودهم.