امريكا تسخر منكم , فماذا انتم فاعلون!؟



سبق ونشرت في موقع عراق القانون خبر سقوط  80 شهيداً من منتسبي اللواء52 الفرقة 14 جراء القصف الامريكي  وبقائهم دون اسعاف او اخلاء وبقاء الكثيرمن رفاقهم محاصرين دون مساندة تذكر او حتى محاولة لانقاذهم ,الخبر وصلني عن طريق الصديق الكاتب والصحفي جمال الخرسان وحسب مصادر دقيقة وموثوقة من ارض المعركة وبعد هذه الكارثة  بيومين وبقاء الحال على ماهو عليه ولم نسمع اي تصريح رسمي او غير رسمي من الاعداد الهائلة للسياسيين واصحاب الاصوات العالية ,كما ولم يرد اي خبر من اعلام مايسمى بالوطني او حتى البعثي من باب التشهير بالحكومة على اقل تقدير !!! مع ان اهم ميزة عُرف بها الاعلام بعد 2003 بحثه عن الفضائح والكوارث بتفاني جليل!!! الا هذه الحادثة لم يتطرق لها الاعلام لاسباب لايعرفها الا الله , وحكومة المقبولية الجديدة .

ولعدم ثقتي باي جهة رسمية ممكن ان تأخذ الامر على محمل الجد بذريعة عدم  نشرالرعب بين المواطنيين باخبار كاذبة , قررت الاتصال بالنائب الشجاعة السيدة حنان الفتلاوي ,واجابت بسرعة مشكورة على موقفها المشرف واخذت الموضوع بغاية الجدية والاهتمام وتم تزويدها بمصدرالمعلومات ,وتأكدت بنفسها من صحتها واصدرت بيان في نفس اليوم طالبت فيه الحكومة ببيان موقفها الواضح من هذا الجريمة النكراء ضد ابناء قواتنا المسلحة الذين يموتون يومياً من اجل العراق والساسة نائمون كأن الامر لايعنيهم ولكن للاسف لم تحرك الحكومة ساكناً حتى هذه اللحظة. 

نحن نعلم بان اغلب الفصائل التي شاركت بقتال داعش من المخلصين الشرفاء والذين يحضون بدعم وتأييد شعبي كبير في اغلب مدن العراق لاسيما بعد الانتصارات الكبيرة التي تحققت ومازالت مستمرة,اغلب هذه الفصائل مازالوا يرفضون التدخل الامريكي في حرب العراق ضد الارهاب, والحكومة غير مكترثه بهذه المواقف الصريحة  للفصائل المجاهدة, وبغض النظر عن حقيقة مواقفهم وهل هي أملاءات ايرانية ام لا ؟  بتهويل الامور وتضخيمها ,تبقى هناك مساحة كبيرة من الصدق في كلامهم عن الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة وتحالفها المشبوه ضد ابطال الحشد والجيش العراقي الباسل , ناهيك عن الدعم اللوجستي لعصابات داعش وماتم كشفه مؤخراً من مساعدات غذائية واعتدة واعتراف بعض الدواعش الذين وقعوا اسرى بيد الحشد الشعبي!!.

من جهة اخرى نجد ان الرئيس معصوم يدين بشدة الاعتداء على صحيفة " شارلي ايبدو " ويؤكد عميق تضامنه مع الشعب الفرنسي!!  كردستان " الدولة " تشارك مع 50 دولة اخرى في مسيرة ضد الارهاب في فرنسا ,رئيس الوزراء العراقي يدين الهجوم المسلح على صحيفة " شالي ايبدو" الفرنسية , السيد مقتدى الصدر يدين الهجوم على  "شارلي ايبدو " ويصفه بالآثم , المجلس الاعلى يدين الاعتداء على الصحيفة على لسان القيادي فادي الشمري اما السيد عمار الحكيم يكتفي بالاشارة الى الرسوم المسيئة للرسول الكريم ويدعو لمنع هذه الممارسات عالمياً.

هذا يعني ان اغلب قادتنا يقضوون جداً, يسمعون ويقرأون الاخبار يومياً ويتابعون مايحدث في اقصى ارجاء المعمورة , ويتعاطفون ويشجبون ويستنكرون ويدينون!!! وهذا عمل وموقف انساني رائع نحسدهم عليه, بل نحسدهم على هذه السرعة  المذهلة في التصريحات المتعاطفة مع ضحايا الصحيفة الفرنسية ولكن لماذا يصمتون حيال مايحدث من مجازر بشعة ضد ابناء هذا البلد الذي يقودونه!؟ ولانكاد نسمع لهم اي تعليق او اشارة او حتى همسة تشفي غليل جماهيرهم, حتى يشعر المواطن احياناً بانهم يؤثرون الصمت وان كان به أذى لمواطنيهم على قول الحق او مواجهة الحقيقة, حتى بعد ان اعلنت السيدة الفتلاوي عن هذه الجريمة في الاعلام وبشكل رسمي ويفترض انهم سمعوا الخبر كما سمعوا بخبر ضحايا شارلي!! , ثلاث شيوخ اغتيلوا بالبصرة انتقلت نصف الحكومة الى البصرة!!! وتصريحات واستنكار من جميع الاطراف ولجان وتحقيقات! فلماذا هذا الهلع؟ ولماذا تضعونا في موقف لانحسد عليه ونحن نقارن بين ابناء الوطن الواحد, كأننا لانكترث بما حصل في البصرة!!! لا والله ولكن مواقفكم الشاذة تدفعنا للمقارنة والتساؤل. فالجميع هم ابناء العراق ودمهم غالي.

فها هي حليفتكم  " العمة "امريكا ياقادة العراق تفعل ماتشاء وتسخر منكم ,تدعم داعش علناً وتكتفي بالانكار,تقصف الجيش العراقي والحشد الشعبي وتقول اخطاء غير مقصودة !! امريكا التي استطاعت قصف ملجأ العامرية  ايام النظام السابق وهو تحت الارض تخطأ ولاتميز بين الدواعش وابناء الحشد والقوات المسلحة !!! فأين مواقفكم الواضحة  والصريحة ازاء هذه الممارسات السافلة؟؟ هل يكفي نكرانها او اعتذارها لكمية الاخطاء المتتالية!!؟ هل سيستمر صمتكم  وتتكرر اخطائهم!!! يقتلون ابنائنا بدم بارد كما تفعل داعش!! وانتم عاكفون على تخوين وتجريم واتهام بعضكم