المالكي يطيح ببقايا شعبيته في البصرة.. والبصريون يذكرونه بإخفاقاته

 

العراق تايمز: عباس سرحان

لم يحسب رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي جيدا ردة فعل البصريين حين اعرب عن رفضه إقامة إقليم البصرة خلال كلمة له في جامعة المدينة الواقعة في أقصىجنوب العراق، على هامش زيارة قام بها الخميس اعتبرها البصريون المؤيدون للاقليم بأنها جاءت ضمن مساع تقوم بها الاحزاب والكتل السياسية لإجهاض مشروعهم.

وكانت ردة فعل البصريين واسعة وشديدة على تصريحات المالكي هذه وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحاتها الخاصة بالترويج لفكرة انشاء اقليم البصرة، واعرب بعض المعلقين عن خيبة املهم من تصريحات المالكي هذه، فيما طالب آخرون بإضافة حزب المالكي إلى قائمة الأحزاب التي يجب على البصريين عدم  إعادة انتخابها مستقبلا عقابا لها بسبب مواقفها الرافضة لإقليم البصرة.
وكان نائب رئيس الجمهورية نوري كامل المالكي، قد أعرب خلال زيارته البصرة، الخميس، عن خشيته على وحدة العراق من التقسيم بسبب الدعوة الى الاقاليم وقال" إن الوقت غير مناسب لتحويل محافظات الى أقاليم، معتبراً أن اقليم المحافظة الواحدة أشد ضرراً على وحدة العراق من الاقليم الذي يتكون من محافظات عديدة".
وبعد ساعات من تصريحات المالكي التي فسّرها البصريون على أنها استهانة واستخفافا بجهودهم وووجودهم حين وصف تحركاتهم بأنها تهدف الى تقسيم العراق، عقد ممثلون عن عدة تجمعات شعبية وثقافية اجتماعا موسعا لتوحيد جهودهم الرامية الى تشكيل الاقليم واختيار ناطق لهم للرد على مداخلات السياسيين الرافضين لهذه المساعي.
وقال، مصدر مقرب من الاجتماع، إن"المالكي الذي قاد العراق الى الخراب طيلة سنوات حكمه جاء ليشيع الخراب في البصرة أيضا من خلال تهجمه على أبناء المدينة" وذكّر المصدر بتصريحات سابقة للقيادي في حزب الدعوة، خالد العطية، وصف فيها البصرة بأنها خالية من الكفاءات ولايمكن لأبنائها تولي مناصب مهمة في الدولة لأنهم فاقدي الخبرة.
ووضع المصدر هذه التصريحات في سياق نظرة استعلائية تتبناها الاحزاب الحاكمة منذ 2003 والى الان، مضيفا أن المالكي الذي ما انفك يتغنى بوحدة العراق يتجاهل عن عمد ما آلت إليه أوضاع البلاد في ظل حكمه، وقال" خسر العراق أكثر من 20% من اراضيه لصالح داعش وعاد التواجد الاجنبي الى البلاد برا وجوا، وأفلس العراق تماما وتوقفت مشاريعه الاقتصادية، وشاع الانقسام الطائفي بدرجة كبيرة بسبب سياسات المالكي".
ويشهد الشارع البصري حراكا متواصلا منذ أشهر فيما يسعى ناشطون لبلورة هذا النشاط في تجمع كبير يضم كافة الجهات التي تتبنى مشروع إقليم البصرة، ومن المؤمل أن يجتمع ممثلون عن التيارات والحركات الشعبية الناشطة على الأرض وعلى صفحات التواصل الاجتماعي في غضون ايام للخروج بإطار عام يجمعهم تنبثق عنه هيئة عليا لقيادة التحركات الشعبية.
ووصف ناشطون بصريون ردة فعل الاحزاب الشيعية الحاكمة بـ"الغريبة" في وقت تعتبر البصرة أهم معقلا شعبيا لهذه الأحزاب، وقال، جواد البصري، وهو ناشط في الحراك المطالب بالإقليم إن"الاحزاب الشيعية تخسر كثيرا باستعداء الشارع البصري" وأوضح أن هذا الإستعداء سيؤدي الى تزايد الهوة بين الطرفين.
وقال"البصرة تشكل ثقلا انتخابيا كبيرا وعدم وقوف الاحزاب الشيعية الى جانب مطالب البصريين سيؤدي الى سقوط هذه الأحزاب سياسيا في هذه المحافظة" ولفت البصري إلى أن رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كان من أشد المعارضين لتطوير البصرة فقد وقف بوجه انشاء ميناء الفاو الكبير ومشاريع استراتيجية اخرى كانت مهمة للمحافظة.
وقال" حزب المالكي حكم البصرة لسنوات طويلة بعد 2003 لكنه لم ينهض بالمحافظة كما ان المالكي وحزبه وقفوا بوجه تخصيص 5 دولارات لصالح المحافظة عن كل برميل نفط" مضيفا أن الاحزاب الدينية بما فيها حزب المالكي تنظر الى البصرة على أنها بقرة حلوب ومصدرا للثروة لا أكثر.
بدوره اعرب ناشط آخر، علي الخفاجي، عن استغرابه من حديث نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، عن الوحدة الوطنية في ظل انقسام واحتراب واسع تشهده معظم مناطق البلاد، وقال الخفاجي" الا يعلم المالكي ان المواطن من الجنوب لايمكنه العيش في المحافظات السنية بل لايمكنه المرور فيها بسبب سيطرة جماعات متشددة؟".
مضيفا أن اقليم كوردستان أصبح أشبه بالدولة المستقلة ويسعى قادته باستمرار الى تأسيس دولة كوردية خاصة بهم، وقال"عن أية وحدة وطنية يتحدث المالكي وقد أصبح العراق مقسما على أرض الواقع".
ويقدر عدد سكان محافظة البصرة بثلاثة ملايين شخص بينهم 1448787 ناخب بحسب بيانات  مفوضية الانتخابات  في آخر انتخابات نيابية جرت العام الماضي، ويبلغ عدد اعضاء مجلس النواب عن محافظة البصرة 25 عضوا، فيما يبلغ عدد اعضاء حكومتها المحلية 36 عضوا ينتمون لأحزاب دينية تمثل محافظات أخرى ويتهم البصريون هذه الأحزاب بتجاهل البصرة والتسبب بخرابها وعدم الانتماء الى المحافظة.