مقاومة الأمراض لأدوية المضادات الحيوية

شكلة جديدة تواجه المرضى اليوم، وهي مقاومة الأمراض للمضادات الحيوية، حيث أصبحت وصفات المضادات الحيوية منتشرة بشكل كبير. وذكرت "الحياة" سبب ذلك هو رخصها واستخدامها كعلاجات عادية، بالإضافة إلى مبالغة الأطباء في وصفها لمرضاهم، حيث أصبحت تستخدم بشكل عشوائي، الأمر الذي جعلها غير مجدية، وتتسبب بظهور "جراثيم عملاقة" لا يمكن للمضادات الحيوية محاربتها.

وبسبب المبالغة، أخذت هذه "الجراثيم العملاقة" بالنمو، لكنها لم تنتشر بعد على نطاق واسع، ولذلك فإن الأبحاث المكلفة الضرورية لمحاربتها لا تستحق كل هذا العناء. ويقول خبراء الطب إن هذه المشكلة قد تعيد صناعة الدواء إلى ما قبل اكتشاف ألكسندر فليمنغ للبنسيلين عام 1928.

كما يرى صناع الدواء ومسؤولو الصحة الذين أطلقوا صيحة التحذير، أن حل هذه المشكلة يتطلب موافقة سريعة على أدوية الملاذ الأخير، وفي الوقت ذاته ضمان أن يعود ذلك بالفائدة على شركات الدواء.

وقدمت شركة "جونسون آند جونسون" بصيصاً من الأمل في ديسمبر/ كانون الأول الماضي حين حصلت على موافقة الجهات المنظمة على علاج جديد للدرن أو (السل)، مقاوم للعقاقير، وهي قضية مهمة بالنسبة إلى عدد من الدول. ومن سوء حظ العالم أن هذا حدث مرة واحدة، ولا تطور الشركة حالياً أي مضادات حيوية.

وقال بول ستوفلز، كبير الصيادلة في الشركة: "تتعلق المسألة بكمية الأموال التي يشعر الناس بأنهم مستعدون لدفعها، فيما يخص مرض السرطان الناس يدفعون ما يتراوح بين 30 ألفاً و50 ألف دولار أو 80 ألف دولار في الدواء (لمريض واحد)، لكن في المضادات الحيوية على الأرجح لن يزيد هذا على بضع مئات من الدولارات".

من جهة أخرى، أعلنت شركة "استرازينيكا" أنها تستثمر أموالاً أقل في تطوير أدوية لعلاج الأمراض المعدية. وقال مديرها التنفيذي باسكال سوريوت: "علينا أن نحدد اختياراتنا، وأن نركز استثماراتنا في المجالات التي نعتقد أننا سنُحدث فيها فرقاً ملموساً".

كما أن أبحاث المضادات الحيوية مرتفعة التكلفة، ويرجع ذلك إلى فضيحة الموافقة على عقار «كيتيك» الذي أنتجته شركة سانوفي عام 2004. وقال مسؤولون أمريكيون فيما بعد إن استخدامه يجب أن يقتصر على الأمراض الخطيرة، نظراً إلى جسامة أعراضه الجانبية، كما أن فرص حصول الدواء على موافقة الجهات التنظيمية شيء أساسي بالنسبة إلى أي استثمار في الأبحاث البيولوجية الخلية.

وتعهدت جانيت وودكوك، رئيسة قسم الأدوية في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العام الماضي إجراء "مراجعة" شاملة لعملية الموافقة على الأدوية، لتدارك الأثر السيئ من تطوير أدوية جديدة.