دائما ثقافة الحقد والثأر والكراهية تتقدم وتخترق صفوفنا، حيث لا تسامح بيننا، نحصد الزروع التي بذرناها بعد ان غرسوا فينا وبيننا وفي احلامنا الغاما، ورسموا على كل فم فوهة بندقية، وفي كل كف طعنونا بخنجرا مسموما، وبدأنا نصغي لأصحاب الشعارات البراقة والطنانة وارباب التكفير والتخوين على انهم يمثلون الوطنية الحقة والاسلام الصحيح غير المسيس واتضح كل ذلك حلم وسراب. لازالت شهوة الانتقام مستمرة منذ عشر سنوات عجاف تمضغ ارواحنا، مشدودين للوراء نهجس بالثأر الذي لازال يسيطر على مخيلتنا، نطرب للعويل والنحيب حتى جدران الغرف المظلمة نتيجة انقطاع الكهرباء "الوطنية" وكهرباء السحب " غير الوطنية" تبكي وتنحب على بكاء طفل رضيع يخاف العتمة ونخاف نحن من مداعبته لإسكاته خشية من ان يقذفنا بقنبلة مولوتوف او قذيفة ار بي جي او بقنينة الحليب الفارغة، آو ان يبصق في وجوهنا. لاتوجد بيننا قواسم مشتركة نكرهها دائما وابدا، نتغنى بالفوارق وتغليب بعضنا على الاخرونغذي المحسوبية والمنسوبية، نميز انفسنا عن الاخرين باننا الافضل والاحسن، فنؤلف عنهم الروايات والقصص والمسرحيات والمسلسلات المقززة التي تحولهم امام من يتابعها على انهم كائنات مسخه مرعبة يتطلب الابتعاد عنها والانتقام منها، نحن المساكين ضحايا انفسنا وذاتنا، عاجزون حتى عن النطق بكلمة "تسامح" نستكثرها على بعضنا، والالغام المحشوة في داخلنا تتفجر وتفجر معها المجتمع بكل طوائفه واديانه وقومياته، ليبتهج الدواعش والفواحش وكل اشكال الحقد والكراهية والارهاب المخبئة فينا بعد ان انسكبت دمائنا انهارا لتتلذذ فيها احقادهم وغلهم وشعاراتهم الكاذبة ووطنيتهم المزعومة.!!.
|