الزحافات والعلل وما يجري مجراهما ومتعلقاتها.. الفصل الرابع .. كريم مرزة الأسدي

 

 

مقدمة :

الزِّحافات نوعان مفردة ومركبة ، والعلل علل نقص وعلل زيادة ، وكل يدخل على تفاعيل معينة خماسية أو سباعية ، ذكرناها في الفصل الثاني ، وهي : فاعِلُنْ ، فاعِلاتُنْ ، فَعولُنْ ، مَفاعيلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ، مُفاعَلَتُنْ ، مُتَفاعِلُنْ مَفْعولاتُ ، وبعض هذه التفاعيل ما آخره سبب خفيف ، والأخرى ما آخره وَتِدٌ مجموع ، و واحدة فقط آخرها وَتِدٌ مفروق .إضافة للتفعيلتين المشتبهتين : فاع لاتنْ (/ه/ /ه/ه) - مسْتفْع لنْ (/ه /ه/ /ه) .

هذه التغييرات إمّا أن تكون جائزة ، أو أن تكون لازمة لأبيات القصيدة كلها وذكرنا هذا في الفصلين السابقين . وسنتسع في هذا الفصل لما للموضوع من أهمية قصوى لفهم علم العروض وبحوره وقوافيه وضرائره . ولهذه الزحافات والعلل أثر كبير في التعدد الفني لأعاريض وأضرب البحور في الشعر العربي، حتى بلغت خمسة وستين نوعا أو تزيد. ناهيك عن كسرالرتابة في النوع نفسه ، ولهذه التغييرات فسحة كبيرة للشعراء أن يتفننوا ويبدعوا ويولّدوا ما شاء الله لهم من النغم الشجي ، واللحن الطري !!

التغييرات الأولى : - الزحافات المفردة والزحافات المركبة :

 تعريف الزحاف :
الزحاف لغة : الإسراع ، ومنه قوله تعالى : " إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً " (1) أي مسرعين إلى قتالكم ، وفي ( لسان العرب ) " والزحاف في الشعر : معروف ، سمي بذلك لثقله ، تخص به الأسباب دون الأوتاد إلا القطع فإنه يكون في أوتاد الأعاريض والضروب ، وهو سقط ما بين الحرفين حرف فزحف أحدهما إلى الآخر"(2) ، و قال ثعلب : الزحف المشي قليلا قليلا إلى الشيء ، ومنه الزحاف في الشعر يسقط مما بين حرفين حرف فيزحف أحدهما إلى الآخر " (3) 
وفي الاصطلاح العروضي : هو التغيير الذي يلحق بثواني الأسباب ، ويدخل في حشو البيت، وأحياناً في عروضه وضربه . وإذا حل لم يلزم تَكراره في بقية القصيدة إلا إذا جرى مجرى العلة ، كقبض الطويل وخبن البسيط .كما سيأتي آخر هذا الفصل .

 وبما أنه يوجد سببان : خفيف وثقيل ، فهو إذن قد يصيب أي أحد منهما :
ما يلحق ثاني السبب الخفيف (/ه ) : ويكون بحذفه فيبقى ( / ) .
) .
 
وما يلحق ثاني السبب الثقيل (// ) : ويكون بتسكينه فيصبح (/ه ) ، أو حذفه ليبقى ( /
فائدة : الأوتاد لا تعتريها الزحافات لأنها كما ذكرنا الأصل والأساس وإلا لماذا هي أوتاد !! .
أمثلة على الزحافات :
أ - حذف الحرف الثاني الساكن من فاعلاتن /ه//ه/ه فتصير فعلاتن ///ه/ه. ولا يجوز حذف الحرف الثاني من (فاع لاتن)، لأنه ليس ثاني سبب، وإنما هو ثاني وتد مفروق (فاع) .
ب - تسكين الحرف الخامس المتحرك من مفاعلَتن//ه///ه فتصير مفاعلْتن أومفاعيلن //ه/ه/ه (فهما بنفس الوزن العروضي) .
//
ه//ه . ج - حذف الحرف الثاني المتحرك من متَفاعلن ///ه//ه فتصير مفاعلن
ويتفرع عن كون الزحاف لا يلحق إلا ثواني الأسباب، أنه لا يكون إلا في الحرف الثاني أو الرابع أو الخامس أو السابع .
لأن من التفاعيل العشرة نستدل على أن :

. الحرف الأول لا يكون إلا أول سبب أو أول وتد
.
 
الحرف الثالث لا يكون إلا أول سبب أو أول وتد أو ثالث وتد
الحرف السادس لا يكون إلا أول سبب أو ثاني وتد.

فائدة : ملخص الأمر وفلسفته عن الزحافات أن لا يبدأ الشعر بساكن ، فالعرب لا يبدأون بساكن ، وأن لا يلتقي ساكنان في وسط تفعيلات الشعر ، ولا تجتمع أكثر من أربع حركات والسلام !!

نوعا الزحاف :
والزحاف نوعان: مفرد ومركب.
الزحاف المفرد ما كان في موضع واحد من التفعيلة، كحذف السين من مستفْعلن/ه/ه//ه، فتصير متفْعلن//ه//ه.
والزحاف المركب ما كان في موضعين من التفعيلة، نحو حذف السين والفاء معا من مستفعلن /ه/ه//ه، فتصير متَعلن////ه ، فتنقلها إن شئت إلى فَعِلَـتن ////ه (وهي بنفس الوزن العروضي .
أسماء هذه الزحافات، مع تعريفها :
 
أ - الزحاف المفرد :

الزحاف المفرد – كما ذكرنا - يكون في الحرف الثاني، أو الرابع أو الخامس أو السابع، أي في ثاني الأسباب سيّان كان ساكناً أومتحركاً :

1 - الإضمار : تسكين الثاني المتحرك في (متَفاعلن ///ه//ه ،فتصبح مُتْفاعلن /ه/ه//ه ، وتقلب إلى (مستفعلن ) . يدخل البحرالكامل . مثال :

متخضّب بدم الفوارسِ لابس ****** في غيلــــــهِ مـــن لبدتيهِ غيلا

متخضْ ضبنْ/ بدمل فوا/ رسلا بسنْ **في غي لهي/من لبْدتي/ هي غي لا

متَفاعلن متَفاعلن متَفاعلن ** (مسْتفعلن) (مسْتفعلن) مسْتفعلْ

قد أضمِرت تفعيلتي ( متَفاعلن) في العجز ، وسكنت ثوانيهما فأصبحتا ( مسْتفعلن ) في حشوه.

 2 - الخبن : حذف الساكن الثاني في (فاعلن/ه//ه فتصبح فعِلن///ه) ويدخل خمسة من التفاعيل وهي: فاعلن وفاعلاتن ومستفعلن ومستفع لن ومفعولات، فتصير فعِلن وفعِلاتن ومتَـفْعلن ومتفع

لن ومعولاتُ ، والخبن يدخل عشرة أبحر: البسيط ، الرجز ، الرمل ، المنسرح ، السريع ، المديد ، المقتضب ، الخفيف ، المجتث ، المتدارك . مثال من البسيط :

لا يسألون أخاهم حين يندبهم *** في النائبات على ما قال برهانا

لا يسْ ألو/نأخا/ هم حي نين/دبهم **فن نا ئبا/تعلى/ماقالبر/هانا

مستفعلن (فعِلن) مستفعلن فعلن ***مستفعلن (فعلن) مستفعلن فعْلن

مرّ الخبن مرتين في الحشو ، بالصدر مرة ، وبالعجز مرة ، فتحولت فاعلن إلى فعِلن

3 - الوقص : حذف الثاني المتحرك في (مُتَفاعلن ///ه//ه فتصبح مَفاعلن //ه//ه) . يدخل الكامل.

يقول عنترة :

لقد نزلْتِ فلا تظني غيره *** مني بمنزلة المحب المكرم

 دخل (الوقص) الجزء الأول من البيت ( لقد نزلْ) ، ووزنها (مفاعلن) ، والأصل في الكامل ( متفاعلن) ، و (الوقص) زحاف ثقيل نابٍ، لا ترتاح له الأذن .

4 - الطي : هو حذف الرابع الساكن في(مُسْتَفعلن /ه/ه//ه فتصبح مُسْتَعلن /ه///ه ، وتقلب إلى مفْـتَـعلن) . ويدخل مفعولات، فتصيرمفعلات. (ولا يدخل الطي متفاعلن إلا مع الإضمار، دفعا لتوالي خمس حركات) ، ويدخل خمسة أبحر : الرجز ، البسيط ، المقتضب ، السريع ، المنسرح . مثال من المنسرح :

 إنْ تزعما أنني كبرتُ فلمْ **** أُلفَ بخيلا نكسا ولا ورعا
أجعل مالي دون الدنا غرَضًا ** وما وهى مِلأمور فانصدعا 
إن تزعما / أننــــي كـَ / برت فلــــم *** أُلْفَ بخيـ / ـلا نكسا و / لا ورعا
مستفعلــــن / مفعُــــلات / مستعــــلن *** مستعـلن / مفعــولاتُ / مستـعلن
سالمــــــــة / مطوية / مطوية **** مطوية / سالمة / مطوية 

أجعل ما / لي دون الدّ / نا غرَضًا ** وما وهــــى / مِلأمــــور / فانصدعا
مستعلـن / مفعــــولاتُ / مستعلـــن ** متفعــــــــلن / مفعُـــــلات / مســـــتعلن 
مطوية / سالمـــــة / مطوية **** مخبونة / مطوية / مطوية

5 - العصب : تسكين الخامس المتحرك في ( مُفاعلَتن //ه///ه فتصبح مُفاعلْتن //ه/ه/ه ، وتقلب إلى مفاعيلن) ، يدخل الوافر. مثال :

وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا

وما نيلُ الـ / مطالب بالتـ / تمنِّي ***ولا كنْ تُـــؤ / خــــذدْ دنْيـا / غـــــلا
مُفاعلْتُــــنْ / مفاعلَتــــن / فعولُنْ*** مفاعلْتُــــنْ / مفاعلْتـــــن / فعــــولن
معصوبة / سالمــة / ....... *** معصوبة / معصوبة / ........ 
6 -
القبض : حذف الخامس الساكن في ( فعولن /ه/ه فتصبح فعولُ //ه/) ،ويدخل أيضاً مفاعيلن فتصير مفاعلن. (أما فاع لاتن فلا تكون إلا عروضا أو ضربا في البحر المضارع، ولا يدخلها القبض) . والقبض يدخل أربعة أبحر الطويل ، الهزج ، المتقارب ، المضارع. مثال من الطويل ، يفول الزمخشري عنه وفعولن الواقع قبل الضرب المحذوف - البحر الطويل - ، لا يكاد يجيء إلا مقبوضا، كقوله :

 وما كل ذي لب بمؤتيك نصحه *** وما كل مؤت نصحه بلبيبِ (4)
7 -
العقل : حذف الخامس المتحرك في ( مفاعلَتن //ه///ه فتصبح مفاعتن، وتقلب إلى مفاعلن //ه//ه). يدخل الوافر. وهو نادر لقبحه.

8 - الكف : حذف السابع الساكن في ( مفاعيلن //ه/ه/ه فتصبح مفاعيل//ه/ه/) . ويدخل أيضاً فاعلاتن وفاع لاتن ومستفع لن فتصير فاعلاتُ وفاع لات ومستفع لُ (ولا يدخل الكف مفاعلتن إلا مع العصب، دفعا لتوالي خمس حركات) ، والكف قبيح يدخل سبعة أبحر ،: الرمل ،الهزج ، المضارع ، الخفيف ،المديد ، الطويل ،المجتث. (5)

تكفي بما أوردنا أمثلة من الشعر ، وستمر علينا كثيراً عند دراسة البحور.

ولجميع أسماء الزحافات معانٍ لغوية ، فالإضمار معناها الهزل ، لأن الحركة تحولت إلى سكون ، والوقص معناه كسر العنق ، لأن الحرف المتحرك حذف تماماً ، والخبن من خبن الثوب أي يجمعه ، والطي هو طي الثوب من وسطه ، وهكذا من يريد ليرجع إلى قواميس اللغة .

ب - الزحاف المركب : وهو اجتماع زحافين مفردين مما مر معنا سابقاً

وتشكل الخبل والخزل والشكل والنقص وهو قبيحٌ على كل حال ونادر وقليل :

ثم المركبُ وإن أبيحا *** فقد أتى عندهمُ قبيحا
الزحافات المركبة :
1 -
الخَبْل : هو اجتماع الخبن مع الطي ، حذف الثاني والرابع الساكنين ، ويدخل على (مُسْتَفْعِلُنْ /ه/ه//ه ، مَفْعولاتُ /ه/ه/ه/ ) فتصير التفعيلتان (مُتَعِلُنْ ، مَعُلاتُ ) ، فتقرأ الاولى ( فَعِلَتُنْ ////ه ) والثانية كما هي أو ( فَعِلاتُ///ه/) ، والخبل يدخل على أربعة أبحر البسيط والرجز والسريع والمنسرح ، مثل من السريع (مستفعلن مستفعلن فاعلن) :

ونلد قطعه عامرٌ *** وجمل نحره في الطريق

فعلتن فعلتن فاعلن ............

2 - الخَزْل : هو الإضمار مع الطي ، وهو تسكين الثاني المتحرك وحذف الرابع الساكن ، ويدخل على ( مُتَفاعِلُنْ ///ه//ه ) فتصبح التفعيلة (مُتْفَعِلُنْ ) وتقرأ كما هي أو ( مُفْتَعِلُنْ /ه///ه) ،ويدخل على البحر الكامل ، قليل الاستعمال . مثال :

منزلةٌ صمّ صداها عفت *** أرسمها إنْ سلمت لم يجب

مفتعلن مفتعلن فاعلن ........

3 - الشَّكْل : وهو الخبن مع الكف ، ويدخل على ( فاعِلاتُنْ /ه//ه/ه ) فتبقى ( فَعِلاتُ ///ه/) ، ويدخل على أربعة أبحر المجتث والمديد والرمل والخفيف . مثال من الرمل :

إنّ سعدا بطلٌ ممارسٌ *** صابرٌ محتسبٌ لما أصابه

فاعلاتن فعلاتُ فاعلن *** فاعلاتن فعلات ُ فاعلاتن

4 - النَّقْص : وهو العصب مع الكف ، ويدخل على ( مُفاعَلَتُنْ //ه///ه ) فتبقى ( مُفاعَلْتُ ) وتقرأ ( مَفاعيلُ //ه/ه/ ) . ويدخل البحر الوافر. (^) مثال :

لسلامةٍ دارٌ بحفيرٍ *** كباقي الخلق والرسم قفار (6)

من متعلقات الزحاف :

يتعلق بالزحاف ثلاثة مصطلحات تتردد في كتب العروض، وإليك إياها :

 المعاقبة : يذكر ابن رشيق في (عمدته) : هي أن يتقابل سببان في جزءين، فهما يتعاقبان السقوط يسقط ساكن أحدهما لثبوت ساكن الآخر، ويثبتان جميعا، ولا يسقطان جميعا، والمعاقبة بين سببي جزءين من جميع الأوزان في أربعة أنواع : المديد، والرمل، والخفيف، والمجتث ....
والمراقبة : أن يتقابل السببان في جزء واحد ( تفعيلة واحدة) فيسقط ساكن أحدهما، ولا يسقطان جميعا البتة، وكذلك لا يثبتان جميعا، وهي من جميع الأوزان في المضارع والمقتضب... .
والفرق بين المراقبة والمعاقبة أن سببي المعاقبة يثبتان معا، وأن سببي المراقبة لا يثبتان معا، وأن المعاقبة في جزءين، إلا ما كان من مفاعيلن في الطويل والهزج ومستفعلن في الكامل وأن المراقبة في جزء واحد . (7)

وبالتالي الفروق بين المعاقبة والمراقبة والمكانفة كما يلي :

(أولاً) - المعاقبة بين الحرفين : تعني إذا تجاور في تفعيلة واحدة أو تفعيلتين متجاورتين سببان خفيفان، أحدهما (يجوز) أن يلحقه الزحاف، والآخر (يجب) أن يسلم؛ فلا يجوز أن يصيبهما الزحاف معا، ويصح أن يسلما معا.

1 - المعاقبة في تفعيلة واحدة تكون في خمسة أبحر:

أ - في (مَفَاْعِيْلُنْ) من الطويل ، والهزج ، والوافر ، بعد عصب (مُفَاْعَلَتُنْ) كي تصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) .

المعاقبة في مفاعلين الطويل ، الهزج ، إذا دخل القبض سلم من الكف ، ما بين الياء والنون مثل :

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا ** وإنّا لنبغي فوق ذلك مظهرا

من الهزج :

فقالت لا تخفْ شيْئاً ***فما عليكَ من بأسِ

وإذا دخل الكف سلم من القبض ، مثل (الطويل) :

 شاقتك أحداج سليمى بعاقلٍ *** فعيناك للبين يجودان بالدمعِ

ومن الهزج :

فهذان يذودان ****وذا عن كثبٍ يرمي (8)

ب - وفي (مُسْتَفْعِلُنْ) من المنسرح والكامل بعد إضمار (مُتَفَاْعِلُنْ ) كي تصبح (مُسْتَفْعِلُنْ) . تحدث المعاقبة بين السين والفاء .

2 - المعاقبة في تفعيلتين تكون في المديد والرمل والخفيف والمجتث، ولها ثلاث صور:

لنأخذ البحر المديد ، ووزنه ، ونرقم تفعيلاته : 1 - فاعلاتن 2 - فاعلن 3 - فاعلاتن / 4 - فاعلاتن 5 - فاعلن 6 - فاعلاتن

أ أن يزاحف أول التفعيلة لتسلم التفعيلة التي قبلها؛ فتسمى التفعيلة المزاحفة (صدرا ) .

كما في فاعلاتن وفاعلن في البحر المديد، فمثلاً تخبن التفعيلة 4 ،إذ يحذف ألف السبب الأول من التفعيلة ، وهو صدرها لتصبح فعلاتن ، وتسلم الثالثة من الزحاف ، كقول الشاعر :

ومتى مايع منك كلاماً *** يتكلم فيجبك بعقلِ

ب - أن يزاحف آخر التفعيلة لتسلم التفعيلة التي بعدها؛ فتسمى التفعيلة المزاحفة (عجزا ) . نرجع لمديدنا ، إذا أصاب زحاف الكف التفعيلة (فاعلاتن) ، وحذف نون سببها الأخير ، وهو عجزها ، لتسلم التفعيلة الثانية ( فاعلن ) ، كقول الشاعر ، وقد حدث الزحاف في التفعيلة 1، وسلمت التفعيلة 2 :

لن يزالَ فومنا صالحين *** مخصبين ما اتقوا واستقاموا

ج - أن يزاحف أول التفعيلة وآخرها لتسلم التفعيلة التي قبلها والتي بعدها؛ فتسمى التفعيلة المزاحفة (الطرفين) ، أي وفي المديد نفسه تصاب التفعيلة 4 ( فاعلاتن) بزحافين الخبن والكف ، فتصبح (فعلاتُ) ، فتسلما الثالثة والخامسة، مثال :

ليت شعري هل لنا ذات يومٍ *** بجنوبِ فارغٍ من تلاقي

(ثانياً) - المراقبة بين الحرفين: تعني إذا تجاورفي تفعيلة واحدة سببان خفيفان، أحدهما (يجب) أن يلحقه الزحاف، والآخر (يجب) أن يسلم؛ فلا يجوز أن يصابا بالزحاف معا، وألا يسلما معا . فالزحاف واقع واقع على أحدهما .

وهذا يجري على (مَفَاْعِيْلُنْ) في البحر المضارع؛ فهناك مراقبة بين الياء والنون؛ فلابد أن يحذف أحدهما ويبقى الآخر. وهذا الحكم نفسُه جارٍ على (مَفْعُوْلاتُ) في البحر المقتضب. ففي المضارع ( مفاعيلن فاعلاتن) ، هنالك مراقبة بين نون (مفاعيلن ) ويائها ، فإذا أصاب النون الكف ، يجب أن تسلم الياء ، كقول الشاعر :

دعاني إلى سعادا *** دواعي هوى سعادا

دعاني إ (مفاعيلُ) لا سعادا( فاعلاتن).

وإذا دخل القبض على( مفاعيلن) المضارع ، وحذفت الياء ، يجب أن تسلم النون ، فتصبح التفعيلة ( مفاعلن ) ، كما في البيت الآتي ( وقد رأيْ - مفاعلن ) :

وقد رأيت الرجالا*** فما أرى مثل زيد

 (ثالثاً) - المكانفة بين الحرفين : تعني إذا تجاور في تفعيلة واحدة سببان خفيفان، (يجوز) فيهما أن يزاحفا معا أويسلما معا، ومن هنا جاءت كلمة المكانفة أي المعاونة ، أي يتعاون السببان الخفيفان ، أو يزاحف أحدهما ويسلم الآخر. وتجري المكانفة قي ( مُسْتَفْعِلُنْ) من الرجز والسريع والبسيط، والتفعيلة الأولى من المنسرح . (9 )

مثال نورده من السريع كما ( مستفعلن مستفعلن فاعلن) ، أورده صاحبا ( النغم في الشعر العربي) ، لجميع احتمالات المكانفة :

الطي : قال لها وهو بها عالمٌ ***ويحك أمثال طريف قليل

الخبن: أراد من الأمور ما ينبغي *** وما تطيقه وما يستقيم

الخبل : وتلد قطعهُ عامر*** وجمل نحره في الطريق

السلامة : هاج الهوى رسمٌ بذات الغضا *** مخلوق مستعجم دارس

الجداول نذكر الزحافات المفردة والمركبة للتفعيلات مع توضيح بعض عروضها الرقمي والمقطعي للتدريب ، وقد وردت الجداول في العديد من المصادر بترتيبات معينة، وتعاريف للتغييرات، واجتهادات مختلفة متقاربة ، نذكربعضهافي الهامش .(10) 

(1) 
ثمانية أنواع للزحاف المفرد ، وهوالذي لا يصيب التفعيلة إلا بتغيير واحد فقط كما في الجدول الآتي :

وزنها بعد دخول الزحاف

صورة التفعيلة بعد دخول الزحاف

التفاعيل التي دخلها الزحاف المقابل

تعريفه

اسم الزحاف

م

/ه/ه//ه

- - ب -

322

مُتْفَاْعِلُنْ

مُتَفَاْعِلُنْ

تسكين الثاني المتحرك

الإِضْمَاْر

1

//ه//ه

ب - ب -

321

32لأنهما سبب ووتد مجموع بالأصل

مُتَفْعِلُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

حذف الثاني الساكن

الخَبْن

2

//ه//ه

ب - ب -

2121

مُتَفْعِ لُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

///ه

فَعِلُنْ

فَاْعِلُنْ

///ه/ه

فَعِلاتُنْ

فَاْعِلاتُنْ

//ه/ه/

مَعُوْلاتُ

مَفْعُوْلاتُ

//ه//ه

مُفَاْعِلُنْ

مُتَفَاْعِلُنْ

حذف الثاني المتحرك

الوَقْص

3

/ه///ه

مُسْتَعِلُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

حذف الرابع الساكن

الطَّيّ

4

/ه//ه/

مَفْعُلاتُ

مَفْعُوْلاتُ

//ه/ه/ه

مُفَاْعَلْتُنْ

مُفَاْعَلَتُنْ

تسكين الخامس المتحرك

الْعَصْب

5

//ه//ه

مُفَاْعَتُنْ

مُفَاْعَلَتُنْ

حذف الخامس المتحرك

الْعَقْل

6

//ه/

فَعُوْلُ

فَعُوْلُنْ

حذف الخامس الساكن

الْقَبْض

7

//ه//ه

مَفَاْعِلُنْ

مَفَاْعِيْلُنْ

/ه//ه/

- ب - ب

132

فَاْعِلاتُ

فَاْعِلاتُنْ

حذف السابع الساكن

الْكَفّ

8

/ه//ه/

فَاْعِ لاتُ

فَاْعِ لاتُنْ

//ه/ه/

مَفَاْعِيْلُ

مَفَاْعِيْلُنْ

/ه/ه//

- ^ ب

132

3 لأنه وتد مفروق

مُسْتَفْعِ لُ

مُسْتَفْعِ لُنْ

     

 (2) أربعة أنواع للزحاف المركب (المزدوج)، وهو الذي يصيب التفعيلة بزحافين اثنين أي بتغييرين، كما في الجدول الآتي:

وزنها بعد دخوله

صورة التفعيلة بعد دخوله

مايدخله من التفاعيل

تعريفه

اسم الزحاف المركب

م

////ه

ب ب ب -

311

مُتَعِلُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

حذف الثاني والرابع الساكنين

الخَبْن + الطَّيّ

الْخَبْل

1

///ه/

ب ب ^

311

وتد مفروق

مَعُلاتُ

مَفْعُوْلاتُ

/ه///ه

مُتْفَعِلُنْ

مُتَفَاْعِلُنْ

تسكين الثاني المتحرك وحذف الرابع الساكن

الإِضْمَاْر + الطَّيّ

الْخَزْل

2

///ه/

فَعِلاتُ

فَاْعِلاتُنْ

حذف الثاني والسابع الساكنين

الخَبْن + الْكَفّ

الشَّكْل

3

//ه//

مُتَفْعِ لُ

مُسْتَفْعِ لُنْ

//ه/ه/

ب - - ب

123

لأن الأصل ليس بوتد مفروق

مُفَاْعَلْتُ

مُفَاْعَلَتُنْ

تسكين الخامس المتحرك وحذف السابع الساكن

الْعَصْب + الْكَفّ

النَّقْص

4

التغييرات الثانية : - العلل بزيادة حروفها أو نقصانها :

تعريف العلّة :

العلّة العروضية : تغيير يطرأ على أسباب أو أوتاد العَروض أو الضرب ، إذا طرأت ألزمت، بمعنى أنها إذا وردت في أول بيت من القصيدة ألزمت الشاعر الإتيان بها في جميع أبياتها.

وهناك نوع من العلل يجري مجرى الزحاف في عدم التزامه ، فإذا عرض للشاعر لم يجب عليه التزامه بل جاز تركه والعود إلى الأصل .

العلل نوعان :

أ - علل بالزيادة :

وهي لا تدخل غير (الضرب المجزوء ) ، وتكون بزيادة حرف أو حرفين في آخر التفعيلة، وهي ثلاث علل :
زيادة سبب خفيف بالكامل على ما آخره وتد مجموع .
أو زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع .

أو زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف .

إليك إياها ، مع التقطيع العروضي الوزني والمقطعي والرقمي لبعض التفعيلات للمارسة والتدريب :
1 -
الترفيل: زيادة سبب خفيف (تنْ /ه) على ما آخره وتد مجموع (فاعلنْ /ه//ه ، - ب - ، 2 3 ) ، ولغرض عروضي نحوّل نون (فاعلن) إلى ألف ، وكلاهما حرفان ساكنان لذا لا يغيران من الوزن شيئاً ، فتصبح التفعيلة بعد الزيادة (فاعلاتن /ه//ه/ه ، - ب - - ، 2 3 2).

الترفيل يدخل على :

- (متفاعلن ///ه//ه ، ب ب - ب - ، 4 3 ) ، ، فتصبح متفاعلن تن = ( متفاعلاتن ///ه//ه/ه ، ب ب - ب - - ، 4 3 2 ) ) لأمور عروضية بحتة لا تغير من الوزن أبداً .

- وفاعلن تصبح فاعلن تن = ( فاعلاتن ) لأمور عروضية . أمثلة :

من الكامل المجزوء :

وإذا أسأتَ كما أسأ *** تُ فأين فضلك والمروءة ( لك والمروءة = متفاعلاتن )

من الكامل التام ، يقول ابن زهر الأندلسي :

ياصاحبيَّ نداء مغتبط بصاحبْ *** لله ما ألقاه من فقد الحبائبْ

ياصاحبي / ي نداء مغ - تبطن بصاحبْ** لله ما / ألقاه من / فقد لحبائب
مستفعلن / متفاعلن / متفاعلاتن *مستفعلن / مستفعلن / مستفعلاتن

 2 -
التذييل (الإذالة) : هو زيادة حرف ساكن مثل (نْ) على آخر تفعيلة وتد مجموع : نحو : (مستفعلن /ه/ه//ه ، - - ب - ، 2 2 3 ) فتتحول إلى ( مستفعلنْنْ ) ، ولغرض عروضي بحت - دون أن يتغيرالوزن فتصبح ( مستفعلان /ه/ه//ه ه ، - - ب ^ ، 2 2 3 ه) . 
التذييل يدخل على مستفعلن ومتفاعلن وفاعلن 
فتصبح : مستفعلنْ نْ = (مستفعلان) .
متفاعلنْ نْ = (متفاعلان) .
فاعلنْ نْ = (فاعلان) .

أمثلة :

من الكامل المجزوء :

الظّلمُ يصْرعُ أهلهُ** والبغي مصرعهُ وخيم (رعهو وخيم= متفاعلان)

وهذا مطلع لقصيدة مطولة من الكامل التام عن الجزائر لكاتب هذه السطور ، وجاءت مذيلة ، وهو نادر جداً في الشعر العربي :

 كفـّاً -جزائرُ- نزفَ جُرحِكِ للدماءْ * في كلِّ يوم ٍنسستفيقُ على بكاءْ (متفاعلان ///ه//ه ه ) (11)

3 - التسبيغ (الإسباغ): وهو زيادة حرف ساكن أيضاً مثل (نْ) ، ولكن على تفعيلة أخرها سبب خفيف (فاعلاتن /ه//ه/ه ، - ب - - ، 2 3 2 ) ، فتتحول إلى ( فاعلاتنن ) ، فتصبح لغرض عروضي بحت - دون أي تغيير للوزن - (فاعلاتان/ه//ه/ه ه ، - ب - ^ ، 2 3 2 1 ) . 
إذن التسبيغ يدخل على فاعلاتن فقط فتصبح فاعلاتن ن = فاعلاتان

مثال من مجزوء الرمل :

يا خليليّ اربعا واســـــــتخبرا ربعاً بعسفانْ

ياخلي لي / يربعا وس/ تخْ برا ربْ / عن بعس فانْ (فاعلاتان /ه//ه/ه ه )

ب - علل بالنقص : وهي تدخل العَروض والضرب المجزوء والوافي على السواء، وتكون بنقصان حرف أو أكثر من العَروض والضرب أو أحدهما، وأحيانا لا يرد البحر إلا بهذا النقصان كما في البحر الوافر . وهي تسعةُ أنواع ، تتعلق بأواخر التفاعيل وأولها حسب موقعها :

1 - الحَذْف : هو اِسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، أي أنه لا يدخل إلا على التفاعيل التي آخرها سبب خفيف ، وذكرناها من قبل . يدخل الحَذْفُ على :

أ - (فعولن) تصبح (فعو) ، كقول المتنبي من المتقارب :

كقول الشاعر من المتقارب:

بِها نَبَطِيٌ مِنَ اهْلِ السَّوادِ ** يُدَرِّسُ أَنْسابَ أَهْلِ الْفَلا

وَأَسْوَدُ مِشْفَرُهُ نِصْــ(ــفُهُ)** يُقالُ لَهُ : أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَى

فقوله: (فُهُوْ) على وزن (فَعُوْ) = ( //ه) وقد دخلها الْحَذْفُ، ولم يلتزمه الشاعر في عَروض البيت الأول.

ب (مَفاعيلُنْ) تصبح (مَفاعِي) وتقلب إلى (فَعولُنْ).

ج - فاعِلاتُنْ تصبح فاعِلا وتقلب إلى فاعِلُنْ .

2 - القَطْعُ : حذف ساكن الوتد المجموع من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ،وهذه التفعيلات المنهية بالوتد المجموع هي ( فاعِلُنْ ، مُتَفاعِلُنْ ، مُسْتَفْعِلُنْ ) ، إذن تحذف النون الساكنة منها وتسكن اللام التي قبلها فتصبح التفاعيل ( فاعِلْ وتقلب إلى فَعْلُنْ ، مُتَفاعِلْ ، مُسْتَفْعِلْ وتقرأ كما هي أو تُقلب إلى مَفْعولُنْ(

3 - القَطْف : وهو اجتماع العَصْبِ مع الحذف ، أي تسكين الخامس المتحرك ، وحذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، ويدخل القطف على تفعيلة واحدة هي ( مُفاعَلَتُنْ ) ، فتصبح بعده ( مُفاعَلْ ) وتقلب إلى (فَعولُنْ ) ، وتحدث في البحر الوافر. 
4 -
البَتْر : وهو اجتماع الحذف مع القطع ، أي حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة ، وما تبقى منها يدخل عليه القطع ، ويدخل البَتر على ( فاعِلاتُنْ ، فَعولُنْ ) فتصبحا بعد البَتْرِ ( فاعِلْ وتقلب إلى فَعْلُنْ ، فَعْ) .

5 - القَصْر : وهو حذف ساكن السبب الخفيف من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، ، فيدخل القصر على ( فَعولُنْ ، فاعِلاتُنْ ) فتصبحا بعد دخوله ( فَعولْ ، فاعِلاتْ وتقلب إلى فاعِلانْ) . 

 6 - الْحَذَذ : وهو حذف الوَتِدِ المجموع من آخر التفعيلة ،، ويدخل على ( مُتَفاعِلُنْ ) فقط فَتَصبح بعد دخوله ( مُتَفا) وتقلب إلى( فَعِلُنْ ///ه) ) ، وقد تضمر بالإضمار فتصبح ( مُتْفا) فتقلب إلى (فَعْلُنْ /ه/ه).

7 - الصَّلْم : وهو حذف الوَتِدِ المفروق من آخر التفعيلة ، ويدخل على ( مَفْعولاتُ ) فقط فتصبح بعد دخوله ( مَفْعو) وتقلب إلى ( فَعْلُنْ /ه/ه). 
8 -
الكَشْف : والبعض يسميه (الكَسْف) ، وذكرنا ذلك سابقاً ، وهو حذف السابع المتحرك من آخر التفعيلة ، ويدخل على ( مَفْعولاتُ ) فقط ،فتصبح بعد دخوله ( مَفْعولا) وتقلب إلى (مَفْعولُنْ /ه/ه/ه) . )
9 -
الوَقْف : وهو تسكين السابع المتحرك من آخر التفعيلة ، ويدخل ( مَفْعولاتُ ) فقط ، فتصبح بعد دخوله ( مَفْعولاتْ) وتقلب إلى ( مَفْعولانْ/ه/ه/ه ه).

ملاحظة : لا داعي للأمثلة في العلل ، لآنها - كلها - ستمر علينا حكماً عند الكلام عن بحور الشعر وأوزنها ، وأعاريضها و أضربها .

العلل نوعان:

(3) علل الزيادة : يوضحها الجدول الآتي:

وزن التفعيلة بعد دخول العلّة

التفعيلة بعد دخول العلة

بعض التفاعيل التي تدخلها علل الزيادة

تعريفها

اسم العلة

م

///ه//ه/ه

/ه//ه/ه

مُتَفَاْعِلُنْ تُنْ

فَاْعِلُنْ تُنْ

مُتَفَاْعِلُنْ

فَاْعِلُنْ

زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع

التّرفِيْل

1

///ه//ه ه

/ه//ه ه

/ه/ه//ه ه

مُتَفَاْعِلُنْ نْ

فَاْعِلُنْ نْ

مُسْتَفْعِلُنْ نْ

مُتَفَاْعِلُنْ

فَاْعِلُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع

التَّذْيِيْل

2

/ه//ه/ه ه

فَاْعِلاتُنْ نْ

فَاْعِلاتُنْ

زيادة حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف

التَّسْبِيْغ

3

(4) علل بالنقص: تسعةُ أنواع يوضحها الجدول الآتي:

وزنها بعد دخولها

صورة التفعيلة بعد دخولها

ماتدخله من التفاعيل

تعريفها

اسم العلة

م

//ه

//ه/ه

/ه//ه

فَعُوْ

مَفَاْعِيْ

فَاْعِلا

فَعُوْلُنْ

مَفَاْعِيْلُنْ

فَاْعِلاتُنْ

إسقاط سبب خفيف من آخر تفعيلة العروض أوالضرب

الحَذْف

1

/ه/ه

///ه/ه

/ه/ه/ه

فَاْعِلْ

مُتَفَاْعِلْ

مُسْتَفْعِلْ

فَاْعِلُنْ

مُتَفَاْعِلُنْ

مُسْتَفْعِلُنْ

حذف ساكن الوتد المجموع

آخر تفعيلة العروض والضرب وتسكين ما قبله

القَطْع

2

/ه

/ه/ه

فَعْ

فَاْعِلْ

فَعُوْلُنْ

فَاْعِلاتُنْ

هو الحذف والقطف في آنٍ واحد، أي إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة ، ثم حذف ساكن الوتد المجموع وتسكين

ما قبله

الْبَتْر

3

//ه ه

/ه//ه ه

/ه/ه/ه

فَعُوْلْ

فَاْعِلاتْ

مُسْتَفْعِ لْ

فَعُوْلُنْ

فَاْعِلاتُنْ

مُسْتَفْعِ لُنْ

حذف ساكن السبب الخفيف آخر التفعيلة وتسكين ما قبله

الْقَصْر

4

//ه/ه

مُفَاْعَلْ

مُفَاْعَلَتُنْ

هو الحذف والعصب في آنٍ واحد ، أي حذف السبب الخفيف من آخر التفعيلة، مع تسكين الخامس المتحرك

الْقَطْف

5

///ه

مُتَفَاْ

مُتَفَاْعِلُنْ

حذف الوتد المجموع آخر التفعيلة

الْحَذَذ

6

/ه/ه

مَفْعُوْ

مَفْعُوْلاتُ

حذف الوتد المفروق آخر التفعيلة

الصَّلْم

7

/ه/ه/ه

مَفْعُوْلا

مَفْعُوْلاتُ

حذف السابع المتحرك

الْكَشْف

8

/ه/ه/ه ه

مَفْعُوْلاتْ

مَفْعُوْلاتُ

إسكان السابع المتحرك

الْوَقْف

9

يضع الدكتور صبري إبراهيم السيد في ( أصول نغمه جدول الزحافات حسب حذف الساكن ، وحذف المتحرك ، والتسكين والحذف ، وضم التشعيث والخرم معها ، لأنهما علتان تجريان مجرى الزحاف ، أما العلل فجدولها بجدولين ، الأول حسب الزيادة ، وصنفها زيادة حرف ، وزيادة سبب خفيف ، أما الثاني فلعلل النقص ، وقسمها إلى الحذف ، التسكين ، والحذف والتسكين . ( 12) 

مقارنة بين الزحاف والعلّة :
الزحاف والعلة كلاهما من التغييرات المسموح بها للشاعر بحيث تكون مجالاً وفسحة للتغيير في التفعيلات حسب حركات البيت وسواكنه والفرق بينهما من أربعة أوجه هي :

1 - الزحاف تغيير يحدث في ثواني الأسباب والعلة تغيير يحدث في الأسباب والأوتاد .

2 - الزحاف يكون بالنقص ( بتسكين المتحرك أو حذفه أو بحذف الساكن) ، والعلة تكون بالزيادة والنقص .

 3 - الزحاف قد يقع في أي تفعيلة من الحشو والعروض والضرب ، أما العلة فلا تقع إلا في العروض والضرب غالباً
4 - -
الزحاف إذا وقع لا يلزم غالبا وإذا لزم سمّي زحافا جاريا مجرى العلّة ، والعلّة إذا وقعت ألزمت الشاعرغالبا الإتيان بها في جميع أبيات القصيدة ، وفي الموقع نفسه ، وإذا لم تلزم سمّيت علّة جارية مجرى الزّحاف . (13)

ويتفق الزحاف والعلة في ثلاثة أمور هي :

(1) مطلق الحذف . أي الحذف سيان جاء في السبب الخفيف أم الثقيل ، أم في الحشو أو العروض أو الضرب .

(2) الدخول على الأعاريض والأضرب.

(3) الدخول على ثواني الأسباب . (14)

الزحافات التي تجري مجرى العلل ، والعلل التي تجري مجرى الزحافات : 
أ - الزحافات التي تجري مجرى العلل :

الزحاف وما أدراك ما الزحاف !! يزحف ولا يبالي ، يهجم على العروض من الزحاف ما يجري مجرى العلة، فيلتزم . وذلك في بعض الزحافات التي تلحق العروض أو الضرب .
مثال ذلك: القبض في مفاعيلن (فتصير مفاعلن) في عروض البحر الطويل. فلا بد من التزام (مفاعلن) في العروض في أبيات القصيدة كلها .

تفعيلات البحر الطويل :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 
الشكل السابق هو الشكل الأصلي لبحر الطويل ، ولكن علماء العروض يقولون أن التفعيلة الأخيرة في الشطر الأول أو ما تسمى بـ ( العروض ) تأتي دائما مقبوضة ، أي تأتي ( مفاعلن وكانت في الأصل مفاعيلن فحذفنا الخامس الساكن وهو الياء ، فأصبحت مفاعلن، واشترطوا أن تكون هذه التفعيلة ثابتة في نهاية الشطر الأول في جميع أبيات القصيدة ، فأصبحت تفعيلات البحر الطويل :

 فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 
هكذا لزاما في كلّ أبياته ، ويستمر زحاف القبض حتى ختام القصيدة كأنها علّة لازمة ، هذا ما يسمى ( زحاف جاري مجرى العلة ) .

وحتى لو جاء القبض قي العروض والضرب ، يجب أن يجريا مجرى العلة ، مثال :

 فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

ستبدي لك الأيّام ما كنت جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ

ستبدي/لكلْ أيْيا/مماكنْ/تجاهلن* * ويأتي/كبل أخْبا/ رمن لم/ تزوْودي

يعقب الدكتور علي يونس (موسيقاه)على هذا البيت دون أن يقطعه - وقطعه السيد الهاشمي في (,ميزانه ) بكتابة عروضية خاطئة للضرب (15) - قائلاً : " تعد (مفاعلن) صورة مزاحفة من تفعيلة " أصلية"هي "مفاعيلن" ، ولكن " مفاعيلن"لا ترد عروضاً لهذا الوزن ولا ضرباً له ، فإذا جاءت عروضاً عدّ ذلك كسراً ، وإذا جاءت ضرباً فالبيت من وزن آخر." (16)

كلام الدكتور يونس يحتاج لتوضيح ، فقوله :" ولكن " مفاعيلن"لا ترد عروضاً لهذا الوزن ولا ضرباً له " ، يقصد بالوزن المقبوض العروض والضرب للبحر الطويل ، لا البحر الطويل كلّه، وكذلك قوله : "وإذا جاءت ضرباً فالبيت من وزن آخر."" يعني بالوزن الآخر ، هو البحر الطويل نفسه لكن من نوع الضرب التام المنتهي بـ " مفاعيلن" ، وإليك مثال من هذا النوع الأخير:

غنى النفس ما يكفيك عن سدّ خلةٍ *** فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقرا

غننْ نفْ/ سمايكْفي /كمن سدْ/دخلْ لتن **فإنْ زا/دشي ئنْعا/دذاكلْ/غنى فقْرا(17)

" فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن

وهذا من البحر الطويل المقبوض العروض والتام الضرب 
 
مثال آخرمن البحر البسيط : 
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
هذا هو شكل البسيط الأصلي ، ولكن فاعلن الأخيرة في كلا الشطرين تصبح ( فــَـعـِــلــُـنْ ) ،وهذا زحاف ولكنه مستمر في كل الأبيات ، وهذا أيضا زحاف جاري مجرى العلة 
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن *** مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن

وعموماً الزحافات التي تجري مجرى العلل نجدها باختصار عند :

1 - القبض في عروض الطويل ، و في أحد أضربها .

 . -2 - الخبن في بعض أنواع البسيط

 3 - الخبن في بعض أنواع المديد مرفوقاً بالحذف .

4 - الخبن في عروض مخلع البسيط وضربه بمصاحبة القطع .

 5 - الإضمار في بعض أنواع الكامل بمصاحبة الحذذ.

 6 - العصب في أحد ضربي مجزوء الوافر.

7 - الخبل في أنواع من السريع بمصاحبة الكسف فتصبح مفعولات فعِلن .

 8 - الخبن في بعض أنواع المتدارك بمصاحبة الترفيل .

 9 - الخبن في بعض أنواع مجزوء الخفيف بمصاحبة القصر.

. 10 - الطي في بعض أنواع السريع الأخرى المصاحبة للكسف أو الوقف

 11 - الطي في بعض أنواع المنسرح.

 12 - الطي في عروض المقتضب .(18)

ب - العلل الجارية مجرى الزحاف :

تغييرات تطرأ على أوتاد الحشو ، وليس على أسبابه ، وهذا شذوذ عن القاعدة ، ومثال من البحر الطويل أيضاً ، وهذه تفعيلاته :

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن 
علينا بالتفعيلة الأولى والثانية من الحشو وعملية الخرم التي تعني حذف المتحرك الأول من الوتدالمجموع لتفعيلة الأولى ( فعولن //ه/ه ، ب - - ، 3 2) ، فتصبح (عولن) فتحول إلى ( فــَعـْـلــُنْ/ه/ه ، - - ، 2 2 ) ، هذا التغيير غير ملزم أن تكون كل أبيات القصيدة مثله ، فهذا التغير علّة لكونه جاء على أول وتد وليس على ثاني سبب ، ولكنه غير ملزم لبقية الأبيات ، وهذا من خصائص الزحاف ، لذلك هي علة تجري مجرى الزحاف ، وهذه أربعة أنواع ، وهي :

 1 - التَّشْعِيْثُ: وهو حذف أول الوتد المجموع، وذلك عندما يدخل (فَاْعِلاتُنْ) في ضرب الخفيف والمجتث، كقول الشاعر من الخفيف :
لَيْسَ مَنْ ماتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ ** إِنَّما الْمَيْتُ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ
إِنَّما الْمَيْتُ مَنْ يَعِيْشُ كَئِيْبًا **** كاسِفًا بالُهُ قَلِيْلَ الرَّجاءِ
فقوله: (أَحْيائِيْ) على وزن (فَاْلاتُنْ) = (/ه/ه/ه ، 222 ، ---) وقد دخلها التشعيث، ولم يلتزمه في ضرب البيت الثاني (ـلَ رْرَجَاْئِيْ /ه//ه/ه ، 232 ، - ب --) .

الكَبْل : وهو اجتماع الخَبْنِ مع القطع ، أي حذف الثاني الساكن وساكن الوَتِدِ المجموع من آخر التفعيلة وتسكين ما قبله ، ويدخل على تفعيلة واحدة هي ( مُسْتَفْعِلُنْ ) وتبقى بعد دخوله ( مُتَفْعِلْ) وتقلب إلى (فَعولُنْ) 
2 -
الْحَذْفُ: وهو ذهاب السبب الخفيف من آخر التفعيلة، وذلك في (فَعُوْلُنْ) في العَروض الأولى من بحر المتقارب، كقول الشاعر من المتقارب :
بِها نَبَطِيٌ مِنَ اهْلِ السَّوادِ *** يُدَرِّسُ أَنْسابَ أَهْلِ الْفَلا
وَأَسْوَدُ مِشْفَرُهُ نِصْـ(ـفُهُ) **** يُقالُ لَهُ : أَنْتَ بَدْرُ الدُّجَى
فقوله: (فُهُوْ) على وزن (فَعُوْ) = ( //ه، ب - ، 3 ) وقد دخلها الْحَذْفُ ، ولم يلتزمه في عَروض البيت الأول .

 3 - الخزم : زيادة حرف أو أكثر في أول صدر البيت ، أو أول عجزه في بعض البحور، وهي علة قبيحة ، ومنه قول الإمام علي (ع) :
اُشْدُدْ حَيَازِيمَك لِلْمَوْتِ ** فَإِنَّ الْمَوْتَ لاقِيْكَا

حيث زاد كلمة (اشدد) ، تقطيعه :

اشدد /حيازيم / ك للموتِ ** فانّ المو\ ت لاقيكا
فالن / مفاعيل /مفاعيلن ** مفاعيلن \ مفاعيلن
فالخزم هو إضافة حركة أو حركتين إلى أربع حركات إلى ما أوله وتد مجموع، ولكن في البيت الثاني لم تدخل العلة ، لذلك هي علة جرت مجرى الزحاف
ولا تجزع\ من الموت** إذا حل\ بواديكا
مفاعيلن \ مفاعيلن ** مفاعيل\مفاعيلن
4 -
الخرم : هو حذف أول الوتد المجموع في أول شطر من البيت، الذي يبدأ بالتفاعيل الثلاث : فَعُوْلُنْ، مُفَاْعَلَتُنْ، مَفَاْعِيْلُنْ، وقد يدخلها وحده، أو يجتمع مع غيره، ولكل حالة اسمها حسب التفعيلة، واختلافها من حيث سلامتها، وزحافها ونوع هذا الزحاف :
أ - فَعُوْلُنْ: ونأتي على شكلين :
1 -
قد يحذف أول الوتد المجموع فقط من (فَعُوْلُن //ه/ه) فتصبح : (عُوْلُنْ /ه/ه) وتتحول عروضياً إلى (فعْلن)، فيسمى الثَّلْمَ، ويدخل الطويل ، والمتقارب .
2 -
قد يجتمع الخرم مع الْقَبْض بمعنى حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن من (فَعُوْلُنْ //ه/ه ) فتتحول إلى إلى (عُوْلُ /ه/)، فيسمى الثَّرْمَ، ويدخل البحر الطويل، والمتقارب .

 ب - مَفَاْعِيْلُنْ: وهي على ثلاثة أنواع :

1 - قد يدخل وحده أي حذف أول الوتد المجم(وع فتصير (مَفَاْعِيْلُنْ): (فَاْعِيْلُنْ)، فيسمى (الْخَرْمَ ) ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع.

2 - قد يجتمع مع الْقَبْض أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) : (فَاْعِلُنْ) ، فيسمى (الشَّتْرَ) ، ويدخل بحر الهزج، والمضارع.

3 - قد يجتمع مع الْكَفّ أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف السابع الساكن، فتصبح (مَفَاْعِيْلُنْ) : (فَاْعِيْلُ)، فيسمى (الْخَرْبَ ) ، ويدخل بحري الهزج، والمضارع.

ج مُفَاْعَلَتُنْ : ولها أربعة أنواع :

1 - قد يدخل وحده أي حذف أول الوتد المجموع فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلَتُنْ)، فيسمى ( الْعَضْبَ )، ويدخل البحر الوافر.

2 - قد يجتمع مع الْعَصْب أي حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ) : (فَاْعَلْتُنْ)، فيسمى (الْقَصْمَ) ، ويدخل البحر الوافر.

3 - قد يجتمع مع النقص أي حذف أول الوتد المجموع، وإسكان الخامس المتحرك، وحذف السابع الساكن ، فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَلْتُ)، فيسمى (الْعَقْصَ) ، ويدخل البحر الوافر.

4 - قد يجتمع مع الْعَقْل أي حذف أول الوتد المجموع، وحذف الخامس المتحرك فتصبح (مُفَاْعَلَتُنْ): (فَاْعَتُنْ)، فيسمى (الْجَمَمَ ) ، ويدخل البحر الوافر.

فما دخله (الْخَرْمُ) يسمى مخرومًا، وما لم يدخله يسمى مَوْفورًا .

ومن أمثلة الخرم في البحر الطويل قول المرقِّش الأكبر:

هَلْ يَرْجِعَنْ لِيْ لِمَّتِيْ إِنْ خَضَبْتُهَا ** إِلَى عَهْدِهَا قَبْلَ الْمَشِيْبِ خِضَابُها

فقوله: (هَلْ يَرْ) تساوي (عُوْلُنْ/ه/ه) ، والتفعيلة الأولى للبحر الطويل هي (فَعُوْلُنْ //ه/ه)

ومن أمثلة الخرم في البحر الوافر قول الحطيئة:

إن نزل الشتاءُ بدار قومٍ ** تجنَّبَ جارَ بيتهِمُ الشتاءُ

بدأ البيت بـ (إِنْ نَزَلَ شْ فَاْعَلَتُنْ /ه///ه)، والبحر الوافر تفعيلته (مُفَاْعَلَتُنْ//ه///ه) وإليك ملخصا لما سبق في هذا الجدول:

التفعيلة الأصلية

تركيب الخرم مع غيره

 

ما يسمى به

صورة التفعيلة بعد دخوله

فَعُوْلُنْ //ه/ه، ب - - ، 3 2

الْخَرْم

ـــــ

الثَّلْمَ

عُوْلُنْ /ه/ه ، - - ، 2 2

الْخَرْم

الْقَبْض

الثَّرْمَ

عُوْلُ

مَفَاْعِيْلُنْ //ه/ه/ه ، ب - - - ، 3 2 2

الْخَرْم

ـــــ

الْخَرْمَ

فَاْعِيْلُنْ /ه/ه/ه ، - - - ، 2 2 2

الْخَرْم

الْقَبْض

الشَّتْرَ

فَاْعِلُنْ

الْخَرْم

الْكَفّ

الْخَرْبَ

فَاْعِيْلُ

مُفَاْعَلَتُنْ

الْخَرْم

ـــــ

الْعَضْبَ

فَاْعَلَتُنْ

الْخَرْم

الْعَصْب

الْقَصْمَ

فَاْعَلْتُنْ

الْخَرْم

النقص

الْعَقْصَ

فَاْعَلْتُُ

الْخَرْم

الْعَقْل

الْجَمَمَ

فَاْعَتُنْ

الزحاف الذي يستحسن لزومه :

لنرجع لبحرنا الطويل ، طوّل الله عمره ، وأدام بقاءه !! ، ولو أننا لم ندخل رحابه ، وإنما نتقرب من تفعيلاته وعروضه وأضرابه ، المهم من أضرابه هذا المحذوف :

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن( فعولن) فعولن
حـــــــــــشــــــــــــــــو العروض*** حـــــــــــــشـــــــــــــــو الضرب

العروض لا تأتي في البحر الطويل إلا مقبوضة (مفاعلن) ، أما الضرب فقد يأتي إمّا تام (مفاعيلن) ، أو مقبوض (مفاعلن) ، أو محذوف (مفاعلن ) ،دقق معي رجاءً في عجز البيت ، قد جاءت تفعيلتا ( فعولن) ، إحداهما حصرتها بين قوسين ، وهذا البحر - يا قارئي الكريم- من البحور المركبة ، أي تفعيلاته متباينة ، فيها ( مفاعيلن و فعولن) ، وليس من البحور الصافية ، مثل الرجز، كل تفعيلاته ( مستفعلن مستفعلن ...) - سنأتي على الأمربعد عدة فصول - .

إذن ستكون تفعيلات صدر البيت (فعولن) خماسية ، (مفاعيلن) سباعية ، (فعولن) خماسية ، (مفاعلن) سداسية .

أمّا عجز البيت ، فتفعيلاته ، ( فعولن) خماسية ، ( مفاعيلن ) سباعية ، (فعولن) خماسية ، (فعولن) خماسية .

وهذا التباين ما بين الصدر والعجز ، وخصوصاً إذا تكرر يؤثر على الجرس الموسيقي للبيت ، فالبيت تفعيلاته متباينة وليست بمتجانسة ، فمن الأحسن أن يدخل زحاف القبض على (فعولن //ه/ه) المحصورة بين قوسين في العجز ، والتي تسبق الضرب لتتحول إلى (فعولُ//ه/) ، فتتولد التفعيلة الرباعية ، مما يؤدي إلى تباين التفعيلات في العجز كما في الصدر ، فيكون البيت :

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن *** فعولن مفاعيلن( فعولُ) فعولن

ومن الأحسن أن يلازم هذا الزحاف كل أبيات القصيدة ، ومن هنا جاء العنوان وهذا ما أشار إليه الخطيب التبريزي في كتابه (الكافي في العروض والقوافي) معللاّ .. بقوله :

 " لأن هذا البحر بـُـنـِيَ على اختلاف الأجزاء فلما تكرر في آخره جزآن خماسيان قــُـبض الأول فيكون على أصل ما بـُـنـِيَ عليه "

وأخيراً هنالك مبادئ يلخصها الدكتور السيد البحراوي في ( العروض وإيقاع الشعر العربي ) في قضية الزحافات والعلل أولها أن لا تخالف مبادئ اللغة العربية كأن يبدأ الشعر بساكن ، أو أن يلتقي ساكنان في في حشو الأبيات ، أو وسط تفعيلات الأعاريض والأضرب ، وبالجملة وسط الكلام ، وأن تنتهي الأبيات الشعرية بسواكن ، أو تشبع حركاتها حتى حروف لينها الساكنة ، ويستثنى من ذلك ( مفعولاتُ) دائرة المشتبه ، والعرب عادة يقفون على ساكن.

يجب أن لا تزيد الحركات المتتالية على أربعٍ متحركة وفي حالات نادرة خمسة ، ومن الأفضل أن تكون النسبةمتوازنة بين الحروف المتحركة والساكنة : 2 : 1 ، كما يرى حازم في ( منهاجه)(19) ، ليس هذا فقط ، بل التناوب والتناسب أيضاً ضروري ، أي كما يقول الأخفشفي (كتاب عروضه) من الأفضل أن يكون المتحركان بين ساكنين ، أو أن يكون ساكن بين متحركين (20) ، ومن هنا وضع العروضيون معايير في كيفية إلتقاء الزحافات والعلل في التفعيلة نفسها أو التفعيلات المتجاورة ، ومن الممكن إلتقاء زحاف وعلة في تفعيلة واحدة ، كما هو الحال في (فعولن من مستفعلن) ، إذ اجتمع القطع والخبن في مخلع البسيط . (21)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - سورة الأنفال - آية 15

(2) - لسان العرب : ابن منظور - ج 7- ص 20 - سنة الطبع 2003 م دار صادر

 (3) - التفسير الكبير : الإمام فخر الدين الرازي - ص 110 - تفسير سورة الأنفال - آية 15 - دار الكتب العلمية - 2004 م - بيروت .

 (4) القسطاط : الزمخشري (6 - 7 / 1) - الموسوعة الشاملة .

(5) : راجع ( ميزان الذهب في صناعة شعر العرب ) : السيد أحمد الهاشمي - ص 10 - - دار الكتب العلمية - 1990 م - ب يروت .

 (7) العمدة في محاسن الشعر وآدابه : ابن رشيق القيرواني - 1 / 48 - مصدر الكتاب : الموسوعة الشاملة - الوراق .

(8) عدة شواهد شعرية وردت في ( النغم الشعري عند العرب ): شرف وخفاجي ص 90 - 96 م. س .

(9) - موسوعة العروض والقافية، لسعد بن عبد الله الواصل - 1 / 16 - 1 / 17 - الموسوعة الشاملة .

(10) - راجع الجداول وقد وردت في عذة مصادر ، وقد زدت بعض تفعيلاتها العروض الرقمي ، والنظام المقطعي ، وبعض وجهات نظري حول التعاريف والتوضيحات ، راجع :

- المفصل في علم العروض والقوافي : إسماعيل حقي - ص 15 ،16 ، 17 - م. س .

- ميزان الذهب : السيد أحمد الهاشمي - ص 11 ، 12 ، 13 ، 16 ، م. س .

- وراجعها في : العروض الرقمي : الدكتور عبد العزيز محمد غانم ص 40 إلى 44 م. س .

(11 في كتاب ( علم العروض التطبيقي) تأليف : د.عمر الأسعد و د.نايف معروف، الطبعة الأولى 1407هـ صفحة 45 ، يذكر : إن هذه العلة لاتدخل على الوزن التام، وإنما تزاد على المجزوء من الأوزان. كما أنها لاتدخلل على غير الضرب إلا في حالات التصريع .
بينما في هامش ص 29 من كتاب (العروض والقافية)، لـمحمود مصطفى تحقيق د.محمد أحمد قاسم 2007م ، ينوّه أن الترفيل يختص بالكامل والمتدارك ولم يحدد ، وكما ترى قصيدتي المطولة عن الجزائر من البحر التام المذيل ، وهو نادر ، ولجأت لهذا الوزن الحاسم المنتهي بساكنين حتى انقطاع النفس - دون تقصد مني - للاصرار على إيقاف نزيف الدم غي تسعينات القرن العشرين !! 
(12 ) -
أصول النغم في الشعر العربي : الدكتورصبري إبراهيم السيد ص 11 - 13 - م. س .

(13 ) - راجع - محفظة الأستاذ خليفة ، تم الإرسال في 28 / 11 / 2013 م ، بواسطة الأستاذ خليفة ، وتم التحديث في 09 / 02 / 2014 م .

(14) راجع : (التغييرات العروضية ) في الموقع

http://www.elibrary4arab.com/ebooks/arabic/arood-qafeya/tagheerat-arodya.htm

(15) ، (17) : راجع ميزان الذهب : الهاشمي ص 32 م. س. هنالك بعض الكتابة العروضية غير الدقيقة.

(16) نظرة على موسيقى الشعر: د. علي يونس - ص 180 م. س .

 (18) ( ديوان العرب)علم العروض والقافية - ملاحظات واختصارات إعداد

كانون الأول (ديسمبر)2007،عادل سالم

(19) ، (20) ، (21) راجع ( العروض وإيقاع الشعر العربي) : د . السيد البحراوي ص 69 ، 70 ، والاستشهاد عن ( مهاج البلغاء وسراج الأدباء) : حازم القرطاجني ص 267 ، ( كتاب العروض) : سعيدى بن مسعدو - الأخفش الأوسط ص 141 تقيق السيد البحراوي نفسه