إيران والغرب .. هل تحصل المواجهة
 تدرك أمريكا أكثر من غيرها ان حربا" كارثية جديدة ،هذه المرة ضد ايران ستجعل هيبة أمريكا وأقتصادها في موضع شك كبير ، فأمريكا لاتريد تكرار حرب العراق التي خاضتها بأستشاره صهيونية ،على الرغم من الضغط الكبير الذي يمارسه اللوبي الصهيوني ودولة الصهاينة في فلسطين ،فقد شاهدت أمريكا سهولة بدء الحرب ولكن وجدت من الصعب أن تنهيها وفق ما تخطط له هي .
    أن خروجها المرتب من العراق لحفظ ماء الوجه ،على الرغم من الخسائر البشرية والأقتصادية ،قد لاتحصل عليه هذه المرة مع أيران ،ومع أن أمريكا تحاول الأطباق على خناق الأيرانيين بالحصار كما فعلت مع العراق محاولة منها لتفادي المواجهة المباشرة مع أيران ،ألاّ أنها ستجبر أيران بالرد على الحصار بالمواجهة العسكرية بسبب من العقوبات المتوالية والتي تبدو بلا نهاية والتي وصلت نتائجها الى خروج بعض الأيرانيين في تظاهرات أحتجاجية بسبب تدهور قيمة التومان .
    وهناك شك كبير في أن القادة الأيرانيون سيراهنون على صبر وصمود شعبهم، و قد توفرت لهم فرصة معايشة حالة مماثلة في العراق ،حيث عايشوا كيف أن الحصار قد أخذ بالعراق الى حالة من التقوقع والتخلف الأقتصادي والتكنلوجي والعمراني ومجالات الحياة الأخرى ،والى أرهاق عموم فئات الشعب وأختلال أنظمة الدولة .
     ومن حقنا أن نتساءل لماذا نجد الاميركان في حرب دائمة ، هل انهم يعتقدون أن أستمرار الحرب هو خير وسيلة لأستمرار أمبراطوريتهم ؟ أم أنهم أمنوا أن الهجوم خير وسيلة للدفاع ؟ .
     ولكن الحروب على أي حال هي تاريخ أسود وسجل ملئ بالمآسي والدماء ، ومغامرة مابعدها من مغامرة ، فاذا كانت اميركا قد تمكنت من ترويظ  شعب العراق بعد أثنا عشر سنة من الحصار ، فأن الامر سيكون مختلف بالنسبة للأيرانيين :                                                                                                                                                            -  حيث  تمتد بلادهم على مساحات شاسعة ، وتطل على بحار ومضايق مهمة للملاحة الدولية  والاقتصاد الدولي .
-   ونعتقد انهم استعدوا جيدا" للامر ، وأعتمدوا على انفسهم في الصناعة والزراعة والعلاقات الدولية .
-   ويظهر أنهم زادوا من قدراتهم العسكرية ، وأدخلوا بعض التقنيات التكنلوجية الحديثة ،وهذا ما تكشفه مناوراتهم العسكرية المستمرة .
-   وقد يكونوا حتما" درسوا تجربة العراق قبلهم ،فلا نتوقع انهم سوف يستسلمون لحصار مدمر طويل ، بل أنهم سيفضلون المواجهة أذا شعروا ان الحصار قد يأخذ ماخذه منهم .
أننا لانستطيع فهم  منطق أقوياء اليوم في الساحة الدولية ، اللذين يريدون أستخدام السلاح المحرم والمدمر للبشرية ،فهو مسموح لهم وحدهم ،ويخزنونه بكميات هائلة كافية لفناء عالمنا الارضي الذي نعيش عليه  ،ولكنهم مستعدون لاستخدامه ضد كل من يظنون(على الحدس ) أنه يحاول أن يمتلكه مثلهم ، لقد قاموا بمغامرات ضد دول أستنادا" الى أوهام كانت بعيدة عن الواقع ،كما ثبت في العراق .
   أنهم اليوم يتصرفون بالعنجهية نفسها ولكنهم ينسون أن أسلحتهم لم تعد مخيفه كما كانت في السابق بسبب كشفها في حروبهم المتوالية في العراق وأفغانستان ،بحيث أصبح مقاومون لايملكون سوى السلاح التقليدي يتمكنون من تدمير السلاح الحديث ،التي لطالما تبجحت به الالة الحربية الأميركية .
  ولانزال نستذكرفي العام2003 كيف أن بضعة أفراد، على طريق الناصرية ــ بغداد ، لايمتلكون سوى أسلحة بدائية قياسا" لما يمتلكه الاميركان ،أستطاعوا تعطيل الأرتال الأميركية وشل حركتها لعدة ايام وكبدوها خسائر فادحة ، على الرغم من كل التغطية الجوية والتقدم التكنلوجي والهالة الاعلامية التي رافقت عملياتهم وعزوف العراقيون عن المقاومة بسبب موقفهم من دكتاتور العراق آنذاك .
  وألان ألا تتفقون معي من إن كل من الاميركان والأوربيون منهكون حاليا" ، وأنهم قد وصلوا الى شوط قد اخذ منهم التعب والانهاك مأخذه ، وأن اوباما ما كان ليفوز لولا أنه كان ينظّر أمام شعبه بعكس العنتريات التي كان يسير  فيها  بوش الأب والأبن ، وهذا يعني أن شعوبهم قد سئمت من حكايا القاعدة وأسلحة الدمار الشامل، التي ما فتئوا يلصقونها بمن يرغبون في عزله وتدميره ،ومن جانب آخر فأن أيران اليوم ليست دولة منفردة كما كان العراق ،فالمتغيرات الدولية اليوم مهمة جدا"،وقد يعطي أصطفاف روسيا والصين في الوقوف ندا"بوجه أمريكا والغرب في الشأن السوري ، دلائل ومؤشرات كبيرة على ولادة قوى ناهضة على الساحة الدولية بدأت ترى في الهيمنة الأمريكية أنتكاسة لمصالحها ،كما أن أن هناك دولا" محسوبة على التحالف الغربي ،بدأت تبحث عن مكان لها في الساحة الدولية كبريطانيا على سبيل المثال .
  وبعد ، فأن دراسة التاريخ تثبت أن الدول العظمى التي برزت ثم بان آوان نهايتها ،لاتكتشف ضعف ووهن روحها ، بل تستمر بالتصرف بنفس الروح الأستعلائية والتي تستوحيها من ايام القوة الفعلية ، حتى تواجه بقوة فتية ناشئة ، تدافع عن نفسها أو حق من حقوقها تؤمن بشرعيته ، فتكون سببا" لبداية النهاية ، وتصبح القوة العظيمة ذكرى من الماضي .
    أننا نستقرأ المواجهة الحتمية ، حيث :
 - تشابك المصالح  في منطقة ضيقة ومهمة في العالم.
 -  دسائس الدول المستفيدة من هذه المواجهة  .
 - الخلافات القديمة والتي هي أ شبه بالثارات بين الطرفين والتي لم تتمكن الحكومات المتعاقبة لكلا الدولتين من أستيعابها .
 ونستقرأ معها النهاية والتي ستكون ولادة أمبراطوريات جديدة ، قد تكون واحدة منها الصين ، ولكن ليست أميركا من ضمنها .