15 يوما في العراق (1) بقلم المفكر المصري مؤمن المحمدي |
العراق تايمز: كتب المفكر المصري مؤمن المحمدي..
زيارة العراق بالنسبة لي، وعلى المستوى الشخصي، مش زي زيارة أي بلد تاني، فيها حصلت أحداث تاريخية الواحد عاش معاها ومع تفاصيلها سنين، وأنا طفل ما كنتش أقرا مجلة "ماجد"، كنت أحب أقرا مجلة "المزمار". إخواتي الكبار ما راحوش السعودية ولا ليبيا، راحوا العراق، حرب العراق وإيران أول حدث سياسي أنتبه له فـ حياتي. أول مظاهرة مشيتها فـ حياتي كانت بسبب ضرب العراق في 1991، أول مظاهرة ف التحرير كانت علشان الغزو في 2003، في العراق اتولد أعز أصحابي، وعاش أهم الشعرا اللي حبيتهم من المتنبي لـ حد السياب، وفي العراق كانت ليلى حبيبة قيس بـ عافية، وكتب فيها: لذلك، كلامي هنا من النهارده ولمدة كام يوم جايين، مش هـ يكون أي نوع من التحليل السياسي أو غير السياسي للوضع في العراق بـ قدر ما هي مشاهدات شخصية، من خلال زيارة كانت كل لحظة فيه اكتشاف. أول حاجة طبعا، كانت تحذيرات الأصدقاء، يا راجل فيه حد يروح العراق في الوقت ده؟! طب اكتب وصيتك قبل ما تمشي، والله هتوحشنا، ابقى سلم لنا على داعش، وإنت بالذات مالقيتش غير العراق وتروحها. الحقيقة، الكلام كان وجيه، ومع إني رايح في ضيافة محافظة البصرة، لـ تكريم خاص من المحافظة، وبـ استقبال من د. ضرغام الأجودي نائب المحافظ، إلا إن الإرهاب مش بـ يميز، وعادي يعني مش هـ تفرق لو عربية انفجرت، اللي جنبها بتاعة مين.
الحقيقة، إني لما رحت، وعلى مدار أسبوعين، أول حاجة اكتشفتها إن العراق تلات مناطق: منطقتين في منتهى الأمان، حيث لا حروب ولا تفجير ولا مفخخات ولا داعش بـ كل تأكيد، وكل البلاوي الزرقا هـ تلاقيها في منطقة واحدة. المنطقتين الأمان هما كردستان في الشمال(تلات محافظات)، ومناطق الجنوب ذات الأغلبية الشيعية (9 محافظات) أما مناطق الدب والحرب هي المحافظات ذات الأغلبية السنية والسيطرة الداعشية (5 محافظات) وتفضل فـ الآخر بغداد اللي فيها خليط من كل حاجة، حتى الحالة الأمنية: مفيهاش حروب زي اللي حاصلة في الموصل وكركوك وصلاح الدين والأنبار، بس الأمر لا يخلو من تفجير هنا أو هناك، بس التفجيرات بـ جد، حيث أقل تفجير بـ يروح ضحيته 40 مواطن غير مئات الجرحى. الإقليمين اللي فيهم مساحة أمان، الحياة فيهم بقت طبيعية من سنين طويلة، وإقليم كردستان بدأ يحصل فيه تطور على مستوى عالي، أما الإقليم الجنوبي، فـ رغم الأمان الشديد لسه محصلش نمو موازي للاستقرار، وده له أسباب كتيرة ومعقدة. إنما اللي يلفت النظر إن تقسيم العراق للمناطق التلاتة المذكورة يبدو لأول وهلة طائفي، على أساس الصراع بين السنة والشيعة، إنما لما تدقق في الصورة تكتشف الموضوع مش كده، أو خلينا نقول مش كده بالظبط، وده اللي هـ نشوفه على مدار الأيام الجاية، إنما دلوقتي خلينا في البسترة اللي حصلت للواحد أول ما دخل العراق، وده موضوع بكرة.
|