انما للكذب اصول

 

من هبات التغيير الذي " تصخم " بأوساخ بقايا البعث المقبور نظرياً , كثيرة ورهيبة ومنها قنوات طائفية شتى واحزاب اكثر شتاتاً وضياعاً ,افقدونا صوابنا وعقولنا بمواقفهم الخيانية والعبثية وما عاد احد بقادر على ايقاف هذا الهيجان السياسي والاعلامي المراهق, فاصبح الكذب والافتراء من سمات الاعلام المتبعثي وميزة البرامج السياسية المطروحة في الاسواق الطائفية المكتضة بالسلع التحريضية الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الوطني , قنوات ارهابية بطعم الموت والخراب واخبارها المفخخة سياسيا وحزبياً تنثر الاحباط واليأس في قلوبنا كل يوم , الاحداث في نشراتها عبارة عن صراخ ولطم وهستيريا مفتعلة مهما كان الخبر بسيطاً , ولكن للامانة العلمية علينا القول بصراحتهم الوقحة , فقذارتهم واضحة وحقدهم سافر وطائفيتهم جلية لاغبارعليها, باستثناء مصيبة واحدة هي الكذب , ولكنه بدون اصول ولا ضوابط تجعله مقبولا نوعا ما, لنشارك نحن ايضا في العويل والبكاء معهم على وطن دمره حكم الشيعة " التعسفي" التوافقي .

في احدى القنوات الفضائحية الجديدة على سبيل المثال لا الحصر , يطل علينا شيخ غير جليل يسبق اسمه , الف ودال , من مقر القيادة القومية لحزب البعث الصهيوني في الاردن ليحول البرنامج الحواري الى خطبة منبرية حماسية ترفع نسبة الضغينة والحقد الوطني لاعلى مستوياته, هذا والرجل معتدل وحباب جدا! افتتح الشيخ صراخه الذي اخذ يتعالى شيئأ فشيئاً , جازماً بانه لايمكن اصلاح البلاد طالما الاوامر تاتي الى المالكي من الخارج " اكيد مايقصد ايران " واضاف بان الجماهير الغاضبة خرجت في كل محافظات العراق , خمسة عشر مليون عراقي يعتصمون في الشوارع في كافة المحافظات , وان هناك رغبة مليونية لغيير النظام , واحجام كبير عن التصويت في انتخابات مجالس المحافظات , وان العراق مازال محتلاً من قبل ايران وامريكا في ذات الوقت ! كيف حدث هذا ؟ لانعرف!! يعني كان الاحتلال موجود , اذن العراق محتل وناقص السيادة , خرج الاحتلال لكن العراق مازال محتلاً!! فماذا نفعل لكي يصبح العراق حراً ؟ لاندري ولم يفسر الشيخ لنا هذه الحزورة المضحكة المبكية !.

وعليه فالانبار والموصل وصلاح الدين حسب هذا الشيخ تشكل بسكانها نصف الشعب العراقي , ويعني ايضا ان نصف الشعب يجلس في الشوارع ! والبلاد معطلة , والغريب ان مذيعة البرنامج لم تسأله عن اماكن تواجد هذه الملايين ولماذا لم يتم تصويرهم لحد الان؟ ولم تساله عن مصدر معلوماته الدقيقة جداً, ثم تسائل الشيخ ببراءة ازلام البعث وبعصبية كادت تفجر اوداجة غيضاً, كيف تجري الانتخابات ؟ والناس في كل محافظات العراق لاتأمن على حياتها في الشارع , والفوضى تعم البلاد , وختم خطبته العصماء بتحريض مبطن بقوله , ان الجماهير سوف لن تكتفي بالاعتصامات فقط , بشرك الله بالخير ياشيخنا الفاضل.

التفتت الاعلامية المخضرمة والمخبره السرية سابقاً للمقبور برزان التكريتي الى ضيفها الثاني داخل الاستوديو بعد ان تقيئ صاحبهم من الاردن كمية لاباس بها من الافتراءات المنطقية والحقد المعتدل والتحريض الوطني الفاخر ,لتسال ـ الاعلامي ـ الخبير في الاعلام الكاذب, عن امكانية اجراء الانتخابات في ظل الفوضى العارمة التي تضرب البلاد لاسيما في الانبار, والشهادة لله فان الرجل كان متزناً ولطيفاً, ولكنه لايختلف عن صاحبه في موقفه وقد ابدى تاييده المطلق له .

الكل يعرف بان اعضاء مجلس محافظة الانبار هم من طالب بتأجيل الانتخابات بسبب الاوضاع , فاهل مكة ادرى بشعابها ,ولكن هذا الاعلامي يقول بان المالكي من يريد التأجيل لانه خائف من نتائج الانتخابات في الانبار؟ لان قيادات التظاهرات " قاطعي الرؤوس " ستفوز بالانتخابات حتما ؟ واضاف ان الانفلات الامني هو الوقت المناسب جدا لاقامتها ’ كيف ؟ لاندري وكأ ن البلاد ليس فيها الا الانبار وهي من سيقلب الموازين في العراق, لان الشعب يريد التغيير الكامل وماعاد بالامكان خداعه حسب قوله!!

لانعرف لماذا يصر البعض على ان يعتبر ارادة ـ الاقلية ـ ثلاثة محافظات فقط هي ارادة الشعب العراقي باكمله ولهم البطولة المطلقة في فلم العراق التراجيدي والباقي كلهم كمبارس لاتأثير لهم ولاقيمة لمواقفهم وآرائهم , وتظاهراتهم التي خرجت لتأييد الدستور والقانون لاتعني شيئاً ومدفوعة الثمن مع انها لم تدم طويلاً بسبب مشاغل الناس في امور حياتهم اليومية , كما دامت غيرها وبهذا الزخم الاعلامي الهائل وكمية الولائم والاموال التي تصرف يومياً على حساب ولي امر الارهابيين الابن العاق في دويلة قطر المنتفخة صهيونياً ومملكة آل سعود التكفيرية .

هذا هو النموذج " الناضج " الذي يطرح في الاعلام العراقي الجديد تحت شعار حرية الرأي ,حتى لو كان كذباً , وبصرف النظر عن نتائجه الكارثية على البلاد وعلى الشارع المحتقن اساساً لاسباب كثيرة , فعراقة الديمقراطية والحرية في العراق منذ دولة الحجاج الفاضلة ليومنا هذا جعلت من الاعلاميين الاماجد مشاعل نور ورموز للحرية والتحدي للطغاة والظالمين , لاسيما من كان منهم يرقص ويغني , الله ايخلي الريس ...الله ايطول عمره , وسيدي شكد انت رائع سيدي, وغيرها من الشعارات الثورية الخالدة في تاريخ الاعلام العراقي العريق.

ـ هناك فرق شاسع بين الحرية والانفلات وبين الصراحة والوقاحة!