ايعقل ما شاهدته اليوم ام كان كابوسا مرعبا افرزه اللاشعور نتيجة الانباء المقروءة والمسموعة التي تفيد بتخلف الواقع الصحي في البلاد وانحطاطه , كلا ليس بكابوس انها الحقيقة المرة التي رأيتها بأم عيني التي جحظت من هول ما رأت .
في اثناء زيارتي لاحد اقاربي الراقد في مشفى امراض الجهاز الهضمي والكبد الكائن في مدينة الطب شاءت الاقدار ان اصله قبل دخوله صالة العمليات بسويعة ثم بعدها رافقت المريض الى الدهليز المفضي الى بوابة الصاله , عندها دخل المرض وبقيت انا استطلع المكان ذو الرائحة الكريهه التي جعلتني اشعر بالدوار , ومع نلك الرائحة دققت النظر في ارضية الدهليز المتسخة المليئة باغلفة السكاكر والسكائر واوراق ممزقة اخرى , ومن خلفي كان صوت المصعد يطرق اسماعي فاستدرت لأرى هذا الاختراع العظيم وياليتني لم ار , فارضية الدهليز انظف من ارضيته بكثير كانت قذرة بمعنى الكلمة , كل هذه المناظر البشعة استطعت تقبلها باشمئزاز لكن اين حلت الصدمة ووقعت المصيبة ؟؟
لقد تأخر وقت العملية كثيرا عما هو مبلغ به من قبل الجراح , فتاجج القلق في نفوس الزائرين وانا منهم , ولغياب شخص مسؤول نسأله عن سبب التأخير , تجرأت على فتح باب صالة العمليات وما ان فتحتها بخلسة و بهدوء بالغ حتى مستني رائحة دخان السكائر ففتحتها اكثر وعلى صوت صفير الباب التفت نحو شخص وهو ينفث دخان سكارته , هذا يدخن واخر هناك يأكل ويتحدث باستعجال وبقايا الطعام وعلبه (المسلفن) على المناضد بجوار قناني مواد التعقيم وادوات الجراحة ناهيك عن بقع الدماء المطبوعة على سرير , الرائحة تزكم الانوف انه مكان لمكب النفايات لا صالة عمليات , لن اطيل عليكم , فقد اجابوني بلطف عن اسئلتي والحق كانوا اشخاصا طيبين , وقد علمت من خلال حديثهم ان الشخص المدخن كان طبيبا والاخر ممرض , وبدا لي ان التدخين في هذه الاماكن امرا مالوفا بالنسبة لهم , فرايت الكثير من الداخلين والخارجين من الصالة وهم يدخنون والحقيقة ان احدهم بعدما انتهى من مص سكارته قذف بظرفها في احد اركان المكان على مقربة من سلة النفايات وكان طبيبا ايضا .
|