الولايتين وقطيع الأبل العرجاء

بمجرد أن انتهت الولاية الأولى, لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي, هرول أغلب أعضاء دولة القانون, إلى إقليم كردستان, للتفاوض على الولاية الثانية, رغم الخلافات الشديدة التي كانت, قائمة آنذاك بين أئتلاف, دولة القانون والإقليم, أجتمع خصوم المالكي جميعاً, على طاولة واحدة في أربيل, وقدم  لهم ما قدم في ذلك, الحين ثمناً للولاية الثانية.
لم نسمع بعد, ذلك عن مهاترات, أو نزاعات بين المركز والإقليم, إلا قبيل الأنتخابات الأخيرة! لكسب مزيدٍ من الأصوات, لأن سياسية التصعيد, وأفتعال الأزمات ورقة رابحة يراهن عليها, كل من تلاشى, رصيده الجماهيري, وبطبيعة يتطلب الأمر نوعاً من الأكشن الذي, يصنع في هوليود, لأثارة الرأي العام.
تراكمات كثيرة خلال ثمان سنوات, ألقت بظلالها, على مختلف القطاعات الأمنية والأقتصادية والخدمية, بلد يُحكم بالهاتف, يديره وزراء الظل, من الطبيعي أن يصل ألى ما وصل عليه الآن.
أنهيار القطعات العسكرية, في الموصل, خيانة ,تسليم مقاليد البلد, لمن يدفع أكثر, ميزانية مفلسة, ومجازر ستبقى صورها, راسخة في أذهان العراقيين, أهالي مفجوعين, وشباب يواجهون الموت دون سلاح, بأختصار حصيلة الولايتين بقايا بلد
رغم ذلك كله لم نسمع, أنتقادات من سرب المستفيدين, عن كل تلك النكبات المتلاحقة, بقدر ما نسمع اليوم, عن أتفاقية النفط المبرمة مع الإقليم, رغم أنها أعادت للبلاد  من عائدات النفط, مالم يكن بالإمكان, أعادته في السنوات الماضية, فالعراق كان يدفع حقوق الشركات المستثمرة, ولم يأخذ ديناراً, واحداً مقابل أي برميل, بل كان يقدم مستحقات الأستثمار, دون أي مردود! فالقيادات الحكيمة, آنذاك كانت ترتأي ذلك.
تلك أبرز منجزات الولايتين, التي تركت البلاد, والعباد في دوامة من الخراب, وكأن مسيرتها كمسيرة أبل عرجاء, كل من حولها يمضي قدماً, بينما تبقى هي تراوح في مكانها, هكذا كان الأداء الحكومي, لمدة ثمان سنوات, ولم نسمع أصوات الأنتقادات تعلو, حتى بعد أن كشف العبادي, عن مافيات تدير البلاد من وراء الستار!
ترى ما الذي يدفع, بعض  النواب والوزراء, الى أنتقاد الاتفاقية النفطية؟ وسياسية الحكومة الحالية بشكل عام ,رغم أنهم جزءٌ منها؟ ولماذا يغضون الطرف, عن الكوارث السابقة, ويعزفون عن ذكرها على الاقل؟ لماذا لم نسمع الأصوات, التي تتحدث عن مصلحة العراق, تتطرق ألى مجزرة سبايكر؟ على ما يبدو أن بعض, مخلفات الحكومة السابقة, لم يحصلوا على المناصب, التي كانوا يحلمون بها, وهذا ما يدفعهم ألى العزف, على أوتار المصلحة الوطنية, علها تحقق لهم ما يصيبون إليه