الغريب والعجيب أن تتخذ بعض الوزارات والدوائر الحكومية قرارات بعيدة كل البعد عن الجانب الإنساني والإقتصادي للمواطن الذي هو بحاجه ماسة للدعم الحكومي ورعايته وخاصة في هذا الظرف الذي يمر به العراق وهو بحاجة إلى مسعى كل مواطن ووحدته اتجاه الهجمة الشرسة للإرهاب ومحاولته تجنيد من تضعف قوى الإيمان لديه، ويكون عنصراً سهلاً لتجنيده فهل يصح أن تقوم هذه الوزارات بعزل وطرد من يعتمد على الراتب الشهري لسد رمق عائلته؟ وهل يجوز أن يحرم عاملين لمدة ثلاثة أشهر بعدم صرف أجورهم؟ السؤال هنا أين يذهبون هل تسمح الحكومة أن تزيد من نسبة البطالة أو أن يتحول هؤلاء إلى جيش من الأعداء؟ لماذا لا تفكر الوزارة المعنية بالقرارات التي تتخذها خاصة التي تخص الشريحة الكبيرة من موظفي العقود؟ هل صنفوا أنهم من الفضائيين؟ إن ما عرضته قناة البغدادية من لقاءات مع الحشود الذين لم يستلموا رواتبهم لثلاثة أشهر والذين أنهيت خدماتهم أصحاب العقود والذين يعملون في الشركات التي تمول ذاتياً لا يصدق هذا في بلد مخزونه النفطي يطفو فوق الأرض، نعم هناك أزمة في الميزانية وهناك ترهل في دوائر الدولة، ولكن هذه ليست مشكلة هؤلاء، وليس من حق كان من كان أن يقطع رزق هذا المواطن، ويتخذ قراراً ضد إنسانية ومعيشة هذه الشريحة الكبيرة من المواطنين الذين هم بحاجة ماسة إلى الدعم المادي والمعنوي.
وهنا لا بد من أن تقوم الحكومة والسيد حيدر العبادي بمعالجة هذه المشكلة التي تسبب بها بعض ممن لا يهمهم العيش الكريم لهذه الشريحة، التي عانت ما عانت من الإهمال والضياع وأن تضع في أولوياتها انتشال هذه الشريحة وعدم إهمالها، لأن اليوم والظرف الذي يحتم على الجميع تقديم الخدمات والدعم وسد الحاجة الإنسانية والإجتماعيه والمادية.
أين مجلس النواب الذين كانوا يتواجدون قبل الإنتخابات بين هذه الشريحة؟ الذين كانوا يأملون من نوابهم دعم مدنهم وقراهم ومعيشتهم، وأين اعضاء مجالس المحافظات من مشاكل آبناء محافظاتهم؟ هل الكرسي سرق تفكيرهم وضمائرهم مما يعانيه ابناء محافظاتهم.
إن صيحات ودعوات الذين حرموا من أبسط مقومات العيش الكريم سوف تطيح بكل من سولت له نفسه حرمان هذه الشريحه الكبيرة من ابناء الوطن، وإن ما قامت به قناة البغدادية بعرض ونقل هذه الصورة المؤلمة، هو إشارة لكل مسؤول أنه تجاوز الخط الأحمر، ويجب أن يتوقف عن اتخاذ قرارات من شأنها أن تعكر مسيرة مجابهة الإرهاب والقضاء عليه.
|