لماذا لا تساهم المرجعية في إسناد الميزانية بأموال الخمس و السياحة الدينية ؟و هل هذه الأموال للعراقيين أم لغيرهم ؟


ليس سراً أن هناك أموالاً طائلة تحت سيطرة المرجعية ترد إليها من واردات الخمس و السياحة الدينية وعلى مدار أيام السنة , تقدر بالمليارات من الدولارات , هذه المليارات لا أحد يعرف مقدارها بالضبط ولا أين تذهب ولا كيف تصرف , و هناك تكتم شديد على هذه الأموال و يمنع الكلام عنها منعا باتا , لكن من المؤكد أن المقربين جدا من المرجعية , وخاصة وكلاء المرجعية خطباء الجمعة ,  يعرفون كل شيء عنها , وكلاء المرجعية يتفاخرون بان عدد الزوار في هذه المناسبة الدينية أو تلك بلغ الملايين من العراقيين و مئات الآلاف من العرب و الأجانب , حسناً , هذا جيد , لكن ماذا عن الأموال التي وصلت إلى خزائن المرجعية نتيجة هذه الزيارات المليونية ؟ هذا السؤال لا أحد يجيب عليه لأنه من المحرمات , أليست المراقد المقدسة داخل ارض العراق ؟ الا تعتبر أموال السياحة الدينية هذه ملكاً للعراقيين ؟ أليس لكل عراقي حصة في موارد بلده ؟ ألا تفتخر و تتباهى دول العالم الناشطة سياحياً بأنها تحصل على مردود مالي ضخم من السياح يضاف سنوياً إلى الدخل القومي للبلد  وتعلن ذلك بالأرقام المفصلة ؟
العراق يمر حالياً بأزمة  اقتصادية  خانقة بسبب انخفاض أسعار النفط مما يستدعي التوجه للاستفادة من كل موارد البلد بكافة أشكالها , و موارد السياحة الدينية واحدة من هذه الموارد المهمة التي لم يستفد منها العراقيون , و الآن هو الوقت المناسب لتشغيل  صمام الأمان كما يسمي أنصار المرجعية مرجعيتهم و من أنها الأب الروحي لجميع العراقيين , فلا وقت أفضل من وقت الشدة هذا لمد يد العون و المساعدة لكل من يستطيع أن يفعل ذلك , و المرجعية تستطيع أن تفعل ذلك بالتأكيد إن هي أرادت , و ربما يقول قائل إن للمرجعية التزامات و مصروفات , لا بأس , لكن أليس من حق الناس أن تعرف ما هي هذه المصروفات و الالتزامات كي تُنصف المرجعية و ترد على منتقديها بالحجة و الدليل , أم أن ذلك لا يجوز لأن الموارد المالية للمرجعية أشبه بالأسرار العسكرية كشفها يؤدي إلى تعريض الأمن القومي العراقي للخطر ؟
  قبل العام 2003 كانت فئة من المجتمع العراقي تعاني من الفقر لا شك في ذلك , لكن لم نكن نشاهد عراقياً يأكل من المزابل , و لم نشاهد أحداً يتصدق على عراقي بقطعة لحم أو كيلو  سكر أو علبة زيت و ما إلى ذلك , الآن أصبح الكثير من العراقيين عرضة لهذه الحالات , و أصبحنا فرجة  و يسخر منا ويشتمنا كل من هب و دب ,  و كل هذا منا و بسببنا و بأيدينا ,  و الشعوب النائمة المخدرة لا أسهل من سرقتها و الضحك عليها و التلاعب بمصيرها . 
       و رغم الأهمية الدينية و الرمزية للمسيرات المليونية للمراقد المقدسة بين فترة و اخرى , إلا أنها لم و لن تقدم منجزاً و لم و لن ترفع ضيماً , و كم يتمنى المرء أن يشاهد مسيرة مليونية واحدة , واحدة فقط لا أكثر , تتجه إلى بغداد و تطالب بمحاسبة من قتلوا العراق بكل ما تعني كلمة قتل من معنى , عندها سيكون لنا شأن آخر و حياة اخرى ولن يتطاول علينا من يتطاول .
أخيراً هل سترتفع المرجعية إلى مستوى التحدي الذي يواجه البلد و تساهم في رفد الخزينة بأي مبلغ يخفف من أزمة البلد المالية ؟ هذا هو المأمول , لكن هل سيتحقق ذلك ؟