انفجارات ماقبل نوروز! |
مساء ربيع بارد! وعنفوان عراقي عاشق! اختلطت الوان االفرح الحمراء بدم الاطفال! وبقى عشقنا رمزا للحياة! عشق بغداد حياتنا ! حياة بغداد! حياة المجتمع! حياة الوطن! البرد والعشق تربطهما علاقة وثيقة من الأزل! حيث يرتمي العشاق في احضان البرد ليبدأ بالتغني بدفئ الحب! او التغزل بقطرات المطر على زجاج شباك موصود! والعراقي معروف بعنفوانه الذي يمكن وصفه بالحار جدا دائما وابدا! حيث لم تكن لهذه الحرارة وجود! إن لم يكون البرد حاضر! هكذا نحن في العراق في الاعياد وفي وسط الفرح نحتفل بارتداء الدم! ففي كل عيد نلبس ثوبا جديد! مايميزه هو نفس اللون الذي لم يتغير منذ ابد الابدين! بالامس لبسته العجوز، ومنذ حين لبسه الشباب، وقبل فترة كان للرجال حصة! حتى جائنا نوروز الذي تحضرنا له بكل مانملك! فهو رمزنا وعزنا وعيد الربيع واليوم المشهود بالفرح العظيم! ولكن شاء الذي شاء ماشاء ليلبسنا من جديد لون الدم الذي لم يفارقنا منذ الازل! امهات تصرخ! اباء يندبون حضهم! شباب يتوعدون! قلوب خافتة! عيون ناعسة! مواقف صعبة! انفجارات على الارض وآهات في القلوب! صياح يشبه الغناء ونحيب يذكرني بالموال! يغرقون في الحزن ويحاولون النجاة برمي التراب على الرؤوس! لحظات تخر فيها الابدان ونفقد كل مانملك من عزيمة وقوة! تنغلق الطرق وتظلم الحياة لتظهر على شكل واحة من الدماء! بينما هناك من يتظاهر ويطالب لنا بالمزيد! ويصرخون الا من مزيد! بكل هدوء اقول لكم وبكل هدوء، رغم كل مايحدث وكل مايمر علينا ! لنا سلاح رهيب اسمه الحبيب! به متمسكون! وفي حبه ذائبون! نعشقه عشقا عظيما! هو في النفوس! هو العراق بل كل العراق! ملكنا قلبه وسكنى لبه وعشقنا ترلبه، بل ترابها انها بغداد الجبيبة! التي خلقنا من اجلها وخلقت من اجلنا! وانا اعبدها لأنها قدري وماأحلاه من قدر!
|