من المسؤول عن استباحة دمائنا .. هل هو المالكي ام انا ؟؟ |
نامت بغداد الليلة الماضية على جراحها النازفة بعد ان ودعت العشرات من أبنائها الأبرياء بغير ذنب اقترفوه قضوا نتيجة الحقد الاعمى وغياب الراعي دون ان يتجرأ اي احد على ان يقول ان في الافق بارقة امل لغد أفضل لاننا أدركنا ان قبل الامس كان افضل بكثير من الامس وهكذا فان القادم سيكون اسوء بكثير لان الشواهد على الارض تقول ان الايام حبلى بالاحداث وان من يتصدى للمهام غير قادر على وقف ذبابة من ان تقوم بنشر الفوضى بطنينها. المحزن في الامر ان الحكومة والقيادات الامنية لا زالوا يمارسون هواية الكذب والتلاعب بالكلمات فمرة يستنكرون ومرة يتنصلون ومرة يحملون اطرافا لا اعتقد ان لها علاقة بكل ما يجري على الارض والشعب منقسم على نفسه لا يعلم ماذا يفعل او ماذا يقرر لانه لم يحسن بعد تقرير مصيره ومن لم يحسن تقرير مصيرة لن يعيش بحال افضل مما هو عليه الان. الشيء الواضح ان ما حدث في بغداد الثلاثاء من استباحة لدماء الابرياء والجيش والشرطة وبواسطة عشرات المفخخات والعبوات والكواتم كشف خللا كبيرا في كل الجهاز الامني يتحمل المسؤولية فيه الجميع من الصغير الى الكبير لكن المسؤولية تتصاعد طرديا مع مسؤولية كل فرد لذا فان من يتحمل المسؤولية الاكبر هو القائد العام للقوات المسلحة اولا ووزير الداخلية ثانيا ووزير الدفاع ثالثا وبما ان السيد المالكي يعتقد بقدرته على مسك الملفات الثلاثة وجعلها بعهدته عليه فان الرجل يتحمل الوز الاكبر سواء رضي ام لم يرضى لكن المشكلة ليست في هذه الفقرة المشكلة تكمن في كيفية ايقاف المالكي عند هذا الحد وجعله يعترف بفشله ويتحمل مسؤولية ما يجري ويسلم المهمة الى من هو اجدر منه لكن هذا الوقت لم ولن ياتي فدنيا هارون الرشيد اعز على قلب المالكي من العراقيين جميعا. قد يقول قائل ان الجميع مشترك والحقيقة ليست الجميع مشترك فما علاقتي انا او غيري من سياسيين ووزراء بالخطط الامنية وشراء الاجهزة والجهد الاستخباري وتوزيع المهام وتفعيل القضاء وبيع وشراء المناصب والخلافات والتقاطعات وقد يقول قائل ان من يقوم بهذه الافعال هم مجرمي القاعدة وايتام صدام ولا اعلم لماذا لا يقوم القائد العام للقوات المسلحة وتشكيلاته المختلفة بالقضاء على هذه المجاميع الاجرامية واراحة البلاد والعباد منهم وهل القى القبض عليهم ومنعه احد من ان يقوم بواجبه واذا منعه احد فما دوره ولماذا هو قائد عام وهل هي مسؤوليتي انا او غيري من الوزراء والسياسيين ومتى اشرك المالكي الاخرين في الخطط والواجبات وهل صحيح ان يتم اطلاع الجميع على الخطط والواجبات والتي يفترض ان تكون بسرية تامة. ان من اسوء المواقف هو الدفاع عن الفشل او تبريره وايجاد الذرائع له لانه يجعل الطرف الاخر يتمادى في تصرفاته ويصدق ما يقال له حتى يرى الدماء التي تسفك على شوارع بغداد والمحافظات الأخرى انهارا من الخمر والعسل.
|