الى العبادي .. شوف بعينك , ولا تسمع !!

  

نسمع بين الحين والاخر , أخبارا كاذبة , أو تمنيات معجونة بالهلوسه , يطلقها هذا السياسي , الجالس في المنطقة الخضراء , أو ذاك النائب الفاشل بالانتخابات , عن حالات هروب قادة تنظيم الدولة , من الموصل , أو أصابة البغدادي بجروح بليغة , أو أشاعات يرميها داعش عن قصد .. فبعد أكثر من ستة أشهر مضت , لم يزل التنظيم المسلح , يسيطر على ثلثي مساحة العراق , ويبيع نفط الشمال بالشاحنات, ولم تزل الاسلحة الغربية والاسرائيلية تصل اليه , ولم تتمكن طائرات التحالف الدولي , من تحجيم خطره , وأبعاده نفوذه عن نينوى وصلاح الدين والانبار .. ألا أن التقارير العالمية , تشير الى أحتمال تنفيذ هجوم بري واسع , على الموصل في الصيف القادم , بمشاركة دول التحالف .. ولكن الكرمة , المدينة الصغيرة , التي تقع شمال شرقي الفلوجه , بمساحة لا تتجاوز الالف كيلو متر مربع , لم تتمكن القوات العراقية , على مدى عام كامل , من تحريرها , أو حتى أنتزاع موطئ قدم صغير.. فكيف أذا كانت محافظة نينوى , الشاسعة الاطراف , ذات البيوت المتلاصقة , والانفاق الموصولة , والمتفجرات الجاهزة في كل مكان ..

 المشكلة ليست في وجود السلاح , الخطر يكمن في نية الاحزاب المشاركة في العملية السياسية .. وحكومة المالكي الثانية , المتصارعة , هي من جعلت الاوضاع المأساوية , تتزايد وتتعمق في مدن الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى .. وتركت للجماعات الارهابية , حرية أن تحصل على مبتغاها في الساحة العراقية , وأن تهدد أمن وأستقرار العاصمة بغداد .. بأختصار , أن المالكي ووزير دفاعه السابق بالوكالة , وبعض القيادات العسكرية الفاشلة , هي التي رتبت وسهلت لتنظيم الدولة , أن تحتقر وتستهزأ بالقوات العراقية , لابعاد فسادها عن المسؤولية ..

على حيدر العبادي , أن يرى الامور بعينه , وأن لا يكتفي بالسماع فقط .. وأن يبتعد البعض منا , عن مصطلحات مغايرة للواقع , ( الامور تحت السيطرة .. وأن بغداد بعيدة عن خطر داعش ) .. وأن يسعى العبادي , بكل ثقله المعهود , لتنفيذ بنود أتفاقه السياسي , لانها الحل الواقعي لكل الازمات السابقة , ولبعث الطمأنينة في قلوب الشعب , وهي مفتاح تحرير مدننا المسلوبة ..