لم يتقدم العراق على غيرة من بلدان العرب في ظواهر همجية عفى عليها الزمن وشرب ويتصور البعض انها من التقاليد العريقة في حياتهم وقد تختلف الوسائل في التقليد مع الصناعة.فقديما كانت بعض القبائل والعشائر تعمل وتعتاش على التسليب وتستعمل السيوف ومن بعدها الاسلحة ضد قوافل المسافرين وبعد ذلك للسيارات بغض النظر عن انواعها.ففي الجهة الغربية للعراق كان التسليب جاريا ومستمرا في جميع الاوقات وفي نفس الوقت في الجنوب بين الكوت والبصرة وبنفس الطرق,ايقاف المركبات,اخذ ما يستطيعون من الركاب او تفريغ الحملات من على المركبات الكبيرة بطريقة رمي الحمولة ومن ثم حملها من سيارات معدة مسبقا لهذا الغرض.المهم في القديم كانت هذه التصرفات تعتبر من الرجولة والاقدام والشجاعة وهي بالنهاية عادات متخلفة وبالية تقوم بها عشائر تعيش حياة بدائية لاتمت للحياة العصرية بشيئ.
في القديم والحديث من تاريخ العراق نرى ظاهرة اطلاق النار بالمناسبات :الموت,الزواج,النزاع العشائري الخ... مما يؤدي ذلك الى حوادث مؤسفة تقلب الزواج والافراح الى عزاء.لم تتخذ اية حكومة في العراق المنفلت اية اجراءات ضد هذه الظواهر المتخلفة منذ عهد النظام السابق والذي كان رأسه بنفسه يطلق العيارات النارية بالمناسبات المختلفة وصولا الى يومنا هذا.فما أن ينجز انجاز حتى ترى الرشاشات مرتفعة فوق الرؤوس والعيارات النارية منطلقة,او زواج احد "الكبار" ونفس الطريقة ينطلق من فوهات الرشاشات الرصاص في الوقت نفسف يصل جثمان احد الشهداء وتنطلق الصليات فوق الرؤوس عندما يربح الفريق العراقي في مباريات ليست حاسمة من كل حدب وصوب,يسقط قتلى وجرحى لا ذنب لهم سوى انهم كانوا فرحين لكن فرحهم تحول الى حزن وعزاء.في الايام الاخيرة بعد ان صعد العراق الى النصف النهائي بعد فوزه على ايران مات شخص واحد في الاقل في ذي قار وجرح اكثر من 150 شخص معظمهم في مدينة الثورة-الصدر- نتيجة هذا الانفلات الامني ولو بطريقة فرح متخلفة.
حدث مرة ان جاءت القوات الامنية الى منطقتنا وطوقت الشوارع,ربما اجراء احترازي, وبدأت تفتش البيوت بحثا عن السلاح,وبعد ان فتش بيتنا خرج الجنود وبكل ادب مع الشكر,ولكن من اين تأتي الاسلحة والعتاد اذا كانت مدينة بغداد تفتش بين الحين والاخر؟هل تفتش مدينة الثورة-الصدر-حقا بحثا عن الاسلحة؟اذا كان قد حصل من اين تطلق العيارات النارية ,اذن,في المناسبات المختلفة؟
ذكرت وزارة الداخلية ,مؤخرا,بأن تعتمد على القوات الامنية المحلية باعتقال اي شخص يطلق النار في الهواء!!لكن وزير الداخلية لا يعلم حقا ان افراد وزارته لا يهمهم ما يحدث في الشارع في هذا المجال لان واجبهم غير هذا,وهو يعلم ذلك جيدا .اذا وزارة الداخلية لاتطبق القانون وبصرامة في جمع كل الاسلحة ومن الجميع وفي كل المناطق وبدون اي تمييز فلن يكون لقراره الاخير اية فاعلية ,وهو يعلم بذلك.وفي الاساس تحريم الحيازة على قطعة سلاح مهما كانت مسمياتها.لكن كيف يمكن ذلك والحكومة اعطت اجازة حيازة سلاح للصحفين,كما تقول الاخبار؟ماذا لوسلحنا الاطباء والمهندسين ومن ثم المدرسين والاساتذة ايضا؟هل سوف ينقلب القانون الى فوضى وكل يحمي نفسه بنفسه؟ووقتها ماذا تفعل الدولة بوزارة الداخلية؟
ما العمل؟
إجرار حازم وصارم وفوري :التفتيش عن كل قطعة سلاح وفي اي مكان من العراق بغض النظر عن الشخص والجهة.عقوبات صارمة وجدية وقوية بقوة القانون لمن يستعمل سلاحا وهو بعيد الاجهزة الرسمية المعنية.بغير هذا سوف يبقى الفلتان الامني وحمل السلاح لغير القوى الامنية مستمر والضحايا تتساقط في كل مناسبة بدون ذنب.لماذا لا يفرح الناس بشكل سلمي وحضاري؟الم ترى الدولة ماذا يريد الناس؟حتى ان احد "الاسلاميين الكبار" قال في لقاء على الحرة:الناس تريد ان تفرح وترقص وتسافر..لماذا كل هذا الضغط؟؟الله اكبر سبحان الذي قلب المتقلبون بين ليلة وضحاها بعد ان فقد الكثير من امتيازاته,لكن اقول الحمد لله خرجت كلمة حق من فم مكمم الافواه اخيرا.
|