أسئلة لا جواب لها

 

أسئلة لا جواب لها من منكم يستطيع الإجابة من دون مراوغة على هذه الأسئلة الجريئة ؟, ومن فيكم يستطيع الرد عليها كلها من دون أن يكون انتقائياً في ردوده ؟, ومن دون أن يختار ما يتناغم منها مع مزاجه السياسي, أو ما يتلاءم منها مع توجهاته الأيديولوجية, فيحذف ما يراه محرجاً, ويتجاهل ما يراه مزعجاً ؟. . أنا شخصيا مازلت متحيرا, مشتتا, غارقا في حيرتي, لا أمتلك الإجابة عليها, ولا على غيرها, لا أختلف كثيراً عن أي مواطن عربي أعمته الفضائيات المنافقة, ودوخته الأبواق المضللة, وصعقته المواقف المتأرجحة بين الحق والباطل, فاغتالته خناجر القناعات المتذبذبة بين المعقول واللامعقول, حتى اختلطت علينا الأوراق المتطايرة فوق قصور الزعماء والأمراء, وبين أقلام ومحابر الفتاوى الممعنة في تطرفها, فضاع علينا الخيط والعصفور, وعصفت بنا سياسات التطبيع والتركيع في مسيرة التخاذل, وأودت بنا المؤامرات والدسائس والتحالفات الملبدة بسحب الضغينة. . تعالوا نستعرض معاً الأسئلة, التي لا جواب لها في هذا الزمن, الذي كثرت فيه العجائب, وانتشرت فيه الغرائب:- • متى يأتي اليوم الذي تختفي فيه المهاترات السياسية من منابر الفضائيات العربية, ومتى سيأتي الزمن الذي تتغير فيه المواقف القومية المتنافرة والتصريحات الطائفية الاستفزازية المتفجرة في العواصم العربية كلها ؟؟. . • لماذا يحثنا رجال الدين على اجتناب النهب والسلب والاختلاس, ويمنعوننا عن ارتكاب المعاصي, بينما يدعون في الوقت نفسه بإطالة عمر الحاكم الفاجر والأمير الداعر والوزير المقامر في الأقطار العربية, التي تبوأت المراتب الأولى في التصنيف العالمي للفساد, حتى لم يعد ورائها وراء في هذا المضمار ؟. . . • لماذا تحاك المؤامرات ضد الشعب العربي وحده, ولا تحاك ضد الشعب الهندي أو الصيني أو الجامايكي أو البرازيلي أو الياباني أو الألماني ؟. . • لماذا تكاثرت الأوكار الإرهابية في العواصم العربية الجمهورية واختفت تماما من العواصم العربية الملكية والأميرية والسلطانية ؟. . • لماذا تصاعدت وتيرة التفجيرات بالعبوات الناسفة, وارتفعت معدلات الاغتيالات بالمسدسات الكاتمة في مدن العراق وسوريا ولبنان وتونس وليبيا والجزائر والخرطوم بينما لا أثر لها في مسقط والكويت والدوحة وأبو ظبي وغيرها من المدن الخليجية ؟. . • ما سر الفتاوى التي تدعو للثورة والعصيان ضد قادة الأنظمة الجمهورية كلهم ومن دون استثناء, وتدعو في الوقت نفسه لتأييد ومؤازرة أمراء دول مجلس التعاون الخليجي وملوك الأردن والمغرب, وتطالب الناس بالالتفاف حولهم والدعاء لهم في صلاة الفجر والظهر والعصر ؟. هل أصبح الرؤساء العرب بين ليلة وضحاها من أعداء الله, وصار الملوك والأمراء من أحبابه وأنصاره ؟. . . • لماذا استطاعت الكثير من الدول أن تتطور وتتقدم وتحصل على مؤشرات ايجابية عالية في تقارير التنمية البشرية على الصعيد العالمي, بينما لم تحصل الدول العربية على أدنى المؤشرات المقبولة ؟؟. . • لماذا استطاع كيان مسخ أن يذلنا ويمرغ أنوفنا في التراب على الرغم من تفوقنا عليه في كل شيء تقريباً ؟, ولماذا تحولت أرضنا إلى ثكنات وقواعد وملاذات آمنة للقوات الأجنبية المعادية لنا ؟؟. . • لماذا أضحت حكومة (قطر) هي القاسم المشترك الأعظم في كل الفتاوى التي سمحت لها وحدها بالتدخل في الشؤون الليبية والمصرية والسورية واللبنانية والعراقية والسودانية واليمنية والجزائرية ؟. هل أصبحت هذه الدولة الصغيرة هي الوريث الشرعي للخلافة الإسلامية في الوطن العربي كله للمرحلة الراهنة؟. . • أم إنها صارت من البلدان التي هبطت عليها نعمة الورع والتقوى فسارت على الصراط المستقيم بمباركة الأمناء على الدين في الألفية الثالثة ؟. . • لماذا تخلفت الجامعات والكليات ومعاهد الدراسات العليا, وتردت مستويات التعليم في المدن العربية كافة, حتى جاءت متخلفة بمئات المراتب في التصنيف العالمي عن مثيلاتها في سريلانكا وهونغ كونغ وسنغافورة وكوريا وفيتنام وماليزيا واندونيسيا وإسرائيل ؟؟. . . • متى تهتم الحكومات العربية ببناء الإنسان وتأهيله وتدريبه وتمرينه وانتشاله من مستنقعات الجهل والأمية مثلما تهتم بتشييد القصور الفخمة ورفع الأبراج العالية ومد الجسور ونصب القناطر وإنشاء ملاعب كرة القدم ؟؟. . . • لماذا يصفق لنا الناس عندما نحارب في مقالاتنا الأمراض الطائفية الكامنة في نفوس الفئة (X), ويبغضوننا عندما نحارب الأمراض نفسها الكامنة في نفوس الفئة (Y) ؟, أليس للطائفية وجه واحد ؟, ولماذا يرحب بنا الناس عندما ننتقد الحاكم الظالم في البلد (M), ويمقتوننا عندما ننتقد النسخة الأخرى من الحاكم نفسه في البلد (W) ؟, أليس للظلم وجه واحد ؟, أم إن عقول بعض الناس صارت مشفرة ومفرمتة ومبرمجة حالها حال الدمى المتحركة الكترونيا من غير إحساس ومن دون وعي ؟؟. . . • ما سر نجاح الدول التي استُعمرت, ونُهبت خيراتها, وسُرقت ثرواتها, وتعرضت لأضعاف أضعاف ما تعرضت له الدول العربية من الكوارث والنكبات, لكنها استطاعت أن تنهض من الرماد, وتؤسس أنظمتها الرصينة المتحضرة, بينما ظلت الدول العربية ترزح تحت وطأة الفقر والتخلف, ولم تتمكن من بناء أبسط الأنظمة المرورية المحصنة ضد خروقات المواكب الاستفزازية الفخمة, التي يمارسها يومياً أسيادنا الجدد من أصحاب المعالي والوجاهة والسمو ؟؟. . • لماذا لا ننظر إلى أنفسنا, وإلى حياتنا, وإلى طريقة تعاملنا مع بعضنا البعض ؟, هل نحن ضحايا حقاً ؟, أم نحن مجرمون أيضاً ؟.