"دماء لن تجف" موسوعة شهداء العراق الحلقة الرابعة عشرة محمد مظلوم
 
 
{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
 
القاضي منير حداد
الشهيد محمد مظلوم.. لواء طيار، إبن الانبار.. الجمر اذا التهب يستعر رجولة وعزما وإباءً، لا يسكت على ضيم ولا... يخضع لمذلة.. حاشى له ولأنبار الكبرياء التي رضع الشهامة من حليبها، والكرامة من مائها والشجاعة تسربت الى مسامات أديم جلده.. تسفي مع رمل الصحراء، التي قهرها بإرادة أقوى من الموت.
ولد في الرمادي، العام 1953، إستفزه الظلم الذيرآه، أثناء فترة خدمته.. ظلم واضطهاد في سياسة النظام المقبور؛ مما دفع الشهيد إلى التنسيق مع ضباط شرفاء، لتشكيل تنظيم في العام 1986هدفه الوحيد الإطاحة بنظام الحكم الذي كان يقوده الدكتاتور صدام حسين، الا ان أجهزة مخابرات النظام السابق، كشفته، وفي العام 1994 اختفى الشهيد منذ لحظة استدعائه ولم يقف ذووه مكتوفي الأيدي فقد بدؤا بالتساؤلات وتقديم طلبات الاستفسار عن الشهيد إلى أن ظهر انه معتقل في جهاز المخابرات (الحاكمية) حيث استمر هذا الاعتقال فترة (7) أشهر.
تعرض هو ورفاقه لتعذيب فظيع، ونفذ حكم الإعدام بحقه، في معتقل أبي غريب بتاريخ 14/5/1995 بعدها تم تبليغ ذوي الشهيد بعدم إقامة مجلس العزاء على روحه الآمر الذي جعل أهالي الانبار يعيشون بحاله من التوتر والهياج مما أدى إلى نشوب الانتفاضة في 18 /5 /1995 استنكارا" لإعدامه، وأقيم مجلس العزاء على روحه برغم انف قوات الأمن في ذلك الوقت كل هذه الأمور دفعت النظام السابق إلى الإيعاز بمداهمة بيته وإلقاء القبض على ذويه وأقاربه وأيداعهم في سجون الامن العامة.
يروي من أفلت من طوق الموت، بعد ان زامل اللواء مظلوم، في المعتقل، بأنه ساحر بحلاوة صوته وأدائه عندما يرفع الآذان وخاصة في صلاة الفجر، وكانت آخر مقابلة لأهل الشهيد عندما أذيع خبر من "مونت كارلو" بأن رجال المخابرات العراقية أطلقوا عليه، الكلاب البوليسية المتوحشة، بعد ان أجاعوهن ثلاثة ايام؛ فمزقنه.
نظام الطاغية، معروف بتلفيق القصص؛ إذ دعى وسائل الإعلام وصورت مقابلته لأهله تكذبياً للخبر وبعد أن انتهت هذه المقابلة اقتيد إلى غرفة الإعدام ونفذ به فوراً، وروى لنا معتقلون من محافظة السليمانية أن ذويهم شاهدوا على شاشات الفضائيات من خلال الأطباق اللاقطة الهجوم الذي شنه الشهيد أحمد تركي الدليمي عندما تقدم بقوة أربعة عشر دبابة محاولاً اقتحام أسوار سجن أبو غريب لفك القيد عن الشهيد محمد مظلوم وجماعته.