في مثل هذا اليوم وقبل 50 عامل توفى ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا والذي قاد بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ، وتمكن من تحقيق النصر فكان البريطانيون يضربون به المثل في الشجاعة والإقدام والحكمة والنزاهة .. ولدينا نحن في العراق رئيس وزراء اسمه ( نوري المالكي ) حكمنا 8 سنوات فقاد العراق إلى هزائم لم تكن متوقعة ، هزيمة أمام الفساد فكنا تحت ظله أفسد بلد في العالم ، وهزيمة أمام التخلف الاقتصادي فكنا أكثر الدول فقرا مع الميزانيات الآنفجارية بعهده ، وآخر نكسة حاقت بنا هزيمة جيشنا أمام حفنة أعراب سائبة كانت تسكن في وادي حوران وخرائب الرمادي وزواغير الصحراء الغربية . 
ترى لماذا قاد ونستون تشرل بلده للنصر مع ظروف الحرب القاسية ، فيما قاد نوري المالكي العراق هزائم عسكرية واقتصادية واجتماعية مع الميزانيات السنوية الانفجارية ؟؟
هناك عدة اسباب نتناولها حسب الأهمية :
أولاً : أن تشرشل رجل دولة سبق وأن تولى مهام صعبة اكسبته مهارة وخبرة قبل توليه الوزارة ، كما أنه يمتلك من الحكمة القيادية مايؤهله لقيادة بلد مثل بريطانيا ... أما المالكي فرجل سلطة ومن سياسي الصدفة الذين قادته رياح التغيير ليتقلد منصب رئيس الوزراء ، وهو لم يمتلك الحد الأدنى من الحكمة في التعامل مع قضايا تستوجب عقلا راجحا متمرسا قويا مما يفتقر إليه المالكي .
ثانياً : المعروف أن القائد يفكر بعقول مستشاريه ، وتشرشل كان يدرك هذه الحقيقة فكان مستشاروه من الخبراء واصحاب الدراية ومن المتمرسين في اختصاصاتهم ، فكانت قرارات تشرشل عبارة عن خلاصة لتجارب عقول كبيرة ... أما المالكي فقد غابت عنه فكرة خطورة عمل المستشارين ، وكان يعتقد أن لاحاجة للمستشارين ، وأنه قادر لوحده قيادة الأمة وفق ما يعتقده في شتى المجالات ، ولذا فإن اختياره لمستشاريه كان فقط من أجل إرضاء بعض الجهات والأشخاص أو وفاءا لمن كان يخدمه من حزبه قبل التغير ، وكان أغلبهم من الأصدقاء أو السواق أو الصرافين .
ثالثاً : كان تشرشل من أصحاب النفوس الغنية التي لاتعير أي أهمية للمال أو الوجاهة أو المنصب ، ولم يكن متكبراً ، فكان يتصرف بعفوية النزيه الناكر لذاته ، والمهتم بمستقبل شعبه وكرامة وطنه ، وما كان لأهتمامه أي حصة لذاته أو حزبه ، هذه الخصال جعلت كل الجهات السياسية والمنظمات الاجتماعية تلتف حوله وتشد من أزره حتى حقق النصر ... أما نوري المالكي ، فقد كان من أصحاب النفوس الضعيفة التي لاتشبع من المال والعقارات والوجاهة وبريق المنصب ، وهذه الحقائق تجدها واضحة على اساريره وتقاسيم وجهه ونبرات صوته ، وكان متكبرا متغطرسا ، وكان يعبد ذاته ويفضل فساق حزبه على شرفاء شعبه .
ما كان ونستون تشرشل يؤمن بالله بالشكل الذي نؤمن نحن به ، ، ولا برسول الله ولا بالقيم التي نعرفها في الكتب السماوية ، بل كان ملحدا ، وإن كشفت رسالة له في سنة 1907 أنه معجب بالفكر الإسلامي ومع ذلك فكانت النزاهة والاستقامة والأمانة والشجاعة من أبرز ما اتصف به الرجل ، وما كان منافقا في شيء ... أما نوري المالكي المسلم الذي يؤمن بالله وبكتبه ورسله ويتغنى بمباديء أهل البيت ، ولطالما تمشدق بقيم الإمام علي عليه السلام ، ما كان أمينا على أموال وممتلكات الشعب العراقي ، وسرقة المال العام في عهده بلغت أوجها ، بل كان من المتسترين على كبار السرقات والصفقات المشبوهة ، وأن ممتلكات الدولة من عقارات وأراضي شهدت غزوا من قبل الدعوة والكتل الأخرى قل نظيره في تاريخ العراق ، وكان له وجهان ، وجه يلتقي به الناس والإعلام وآخر يعمل به بعيدا عن الناس .
لتلك الأسباب وغيرها انتصرت بريطانيا في حرب ضروس على أعدائها ، وانهزمنا أمام حفنة من الأعراب مع توفر كل مقومات النجاح .. ولذلك أحب أن اذكر بما طرحته من مقترحات لأختصار الزمن وعدم تكرار استحواذ الفاشلين على مقدراتنا وهي اعتماد توفر ( الشروط الذهبية الثلاث ) في عضو البرلمان قبل قبول اسمه من قبل المفوضية العليا للإنتخابات والشروط الذهبية هي ‏‎frown‎‏ رمز تعبيريالنزاهة و الكفاءة و الهمة العالية ) ، وسوف أعيد نشر المقترح بالتفصيل انشاء الله .