اليوم سألني احدهم ...عمي شتكول ...الرشوة حلال لو حرام ؟؟ وبما انني عندما اريد اجاوب على سؤال احدهم ...اكعد عدل واتنحنح ..والبس معالم الحكيم الفاهم ...وابدي اتفلسف براس السائل ..واسهب بالاجابة ..كي اكسب احترام المسكين ...وبما اننا في عصر السرعة الصاروخية ...فاشعر به وهو يتضايق ويتملل (يضوج من طريقتي الروزخونية ) ولكن المسكين مجبر على سماعي لانه تورط وسالني واني متاكد هو في قرارة نفسه يقول ( ساعة السودة اللي سالت بيهه عمي الحجي ) ...ولكني وفي قرارة نفسي ارثي عليه ..لانه تربى في زمن الجهل والفساد ...مو مثل زماننا زمن الخير والبركة والقناعة وخوف الله .. وهنا فاجائته بسؤال ( عمي لويش تسأل عن الرشوة ؟؟) فاجابني والالم يعصر قلبه ...منذ ست اشهر اشتريت سيارة بيكب رقمها منفست وقد حولت باسمي بالمرور ...واعطوني رقم دائم بدل رقم المنفست وكلما اراجع دائرة الارقام على الرقم الجديد ..يقولون لي ( الرقم ما طلع بالحاسبة ) روح وتعال بعد شهر ( وعلى هالرنة طحينج ناعم ) صار اكثر من ست شهور ...عمي الله وكيلك مكتب المرور في طريق التاجي ...يقال انه مو نظيف...والرقم ما يطلع بالحاسبة اذا ما تدفع المقسوم وتدغدغ الحاسبة بورقة خضرة .. ولو تدري شكد دفعت لما اشتريت السيارة ( دفعت مئات الدولارات ) ولكن وربك مليت وتعبت والعن ابو السيارة لابو الساعة اللي اشتريتها .. ويكولون لو وسيط لو ماتمشي المعاملة .. ووين راح الكاه للوسيط ؟؟ عمي ..بروح امك وابوك .. كوللي الرشوة حلال لو حرام ؟؟؟ مو كل اللي بالحكومة ...يدعون انهم مسلمين للنخاع والاسلام يخر من كرعانهم وكلهم ينتمون الى احزاب اسلامية ..مثل حزب الدعوة ..مجلس اعلى ..فضيلة ..جماعة مقتدى ...حزب اسلامي ( اخوان مسلمين ) وحتى جماعة البعثيين ( صاروا طريقة نقشبدية وجند الاسلام ) ...والقاعدة للظواهري اسلامية ... وحتى ابو بكر البغدادي نصبوه جماعته خليفة للمسلمين ( وبالموس يكص الروس ) ...والماكلههه احنا الفقراء واصحاب النص ردن في الاسلام .. عمي كوللي الرشوة حلال لو حرام بالدين الاسلامي ؟؟؟ النزاهة تكول اكثر دائرة بالحكومة تاخذ رشوة هي مديرية مرور الرصافة ...وجمالة يكولون وزير الداخلية ينتمي الى منظمة بدرالاسلامية ...ويكولون هي تحارب الفساد والفاسدين وتتبع توجهيات وتعليمات الولي الفقيه السيد خامنئي في قم ( حفظه الله ورعاه )...وجا تحارب الارهاب في ديالي ويومية تقدم عشرات الشهداء ( الله يرحمهم برحمته الواسعة ..فهل من المعقول ...الوزير البدري ما يكدر يحارب الفساد في دوائر شرطة المرور ...ويريح الناس من دفع الرشوة ؟؟؟ وهنا كعدت عدل وتقمصت شخصية الحكيم والمعلم والذي يتكلم بهدوء وببطأ ويتحكم بمخارج الحروف ويكزكز على الكلمات .. اسمع ياولدي ...الرشوة داء ومرض معروف وليس بجديد ...ومن زمن النبي عليه افضل الصلاة والسلام ... وهى : ضرب من ضروب أكل أموال الناس بالباطل ، وهى ماحقة للبركة ومزيلة للنعمة ومثلما تاتي بسهولة تروح بسهولة ويقال مال السحت الحرام (مال الرشوة ) يبذر على الحرام اويدفع للطبيب وللاسفالمرتشين جهلة لايفهمون ولا يدركون عواقب المرتشي في الدنيا والاخرة . والراشي: هو المعطي للرشوة . والمرتشي : هو الآخذ لها . والرائش : هو الانسان الوسيط بينهما وهو ايضا ملعون دنيا واخرة يا ولدي ...ايام زمان والتي انا عشتها ..ومثلما سمعت من ابي ...ان نبينا (ص) لعن الراشي والمرتشي والرائش ..وقال هم جميعا في النار ...وكانت الناس انذاك متدينين ويحترمون تعاليم الاسلام ...مو مثل زماننا هذا ...يشكلون احزاب اسلامية ويرفعون شعارات اسلامية ..وهم يقتلون ويذبحون ويظلمون وياكلون المال الحرام .. والاسلام صار ديكور عند الكثير من وعاظ السلاطين وساسة الدين ...لبس عمامة وجبة ويطول لحية ويقصر شارب ودشداشة ... ويلفط البعير من ذيله ..شلون زمان اغبر هذا ؟؟؟ ولدي ... الناس فسدت ونست الحلال والحرام ...وهؤلاء اساؤوا للاسلام ...لانهم جردوا الاسلام الحقيقي من جوهره الاسلامي .. فياولدي ...الناس ايام زمان كانت تحتقر المرتشي ولايقل حقارة عن اللص والحرامي وحتى الزاني ..ولكن للاسف الجشع وحب المال وبهرج الحياة وفساد الاخلاق ونسيان القيم ..وابتعاد رجال الدين عن تعاليم الدين ودسائس اعداء الاسلام هي من اوصلتنا الى هذه الحال التي اصبحت الرشوة ظاهرة اجتماعية ...معاملتك لن تنجز الا بعد ان تورق وفي كل دوائر الدولة التي لها علاقة بالمواطن المسكين ... فهل سيقرأ احد انصار منظمة بدر او المراجع الدينية الاسلامية هذه الشكوى وينقلها الى العبادي او وزير الداخلية البدري ...ويخبره او يخبر رئيس منظمته ...بان الناس صاحت الغوث من الرشوة والفساد الاداري المستشري بسبب المحاصصة الطائفية في دوائر الدولة ومن واجبهم الاساسي مكافحته ...وهذا العمل لن يقل اهمية وثواب ومسؤولية شرعية عن قتال الارهاب في جبهات القتال ...فمن سيتبرع ويوصل هذه المناشدة ...سيحجز له فيلا ( من احدث طراز ) في الجنة .. ويقال عن عبد اله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( لعنه الله علي الراشي والمرتشي ) وزادوها (والرائش ) فياولدي وكل من يقرأ كلماتي هذه .. عقوبة الراشي والمرتشي والرائش في الآخرة ..هي اللعن والطرد من رحمة الله . فعلى كل عراقي شريف و يخشى الله ويخاف عقابه ، يجب ان لا يعرض نفسه لغضب الله وعقوبته ولايرضي أن يخون دينه ووطنه ؟؟؟؟وهل يليق بمؤمن حقيقي ويعرف ان هناك حساب في الاخرة و ياخذ او يعطي الرشوة او يتوسط بها ؟؟؟ وفي النهاية ...اذكر وزير الداخلية البدري ...ليس صعبا عليك ان تكلف احد الامناء والنزيهيين من اسخبارات الشرطة .. وان ترسله الى دوائر شرطة المرور لابسا طاقية الاخفاء ليراقب ويرصد وليأتيك بالخبر اليقين ... وليس صعبا الرجوع الى سجلات اصدار السنويات وتواريخها وتبديل الارقام وكلها مثبتة بحاسبات الكترونية ومو صعب المقارنة وعندها تضع اياديك عن المسؤول عن التاخير وعذاب المراجعين وربما يطلع هو وراء شيوع الرشاوي (واقول للعبادي وللوزير ولكل مسؤول يخاف الله ... الله وكيلك والعباس كفيلك ما طالب منك شي صعب تحقيقة وان نفذته فستحصل على مدح وثناء كل الشعب العراقي هاي بدنيانا الفانية وايضا ستحجز الك قصر بالجنة بالاخرة ) وهنا لا انسى ان اقول لك يا ولدي ...ان كل المفاسد التي يعانيها المواطن العراقي هذه الايام ...هي بسبب غياب المراقبة والمحاسبة والمحاصصة الملعونة ...ولو كانت هناك عقوبات رادعة وتوجع من صدك مثل ما جانت في الزمن الماضي ( ايام المرحوم اللي تعرفه ) من جانت الحديدة حارة وتجوي ...ما جان واحد تجرأ واخذ رشوة ...ولكن شنسوي غاب القط فالعب يافار .. يا ولدي ...اهلنا دائما كانوا يعلموننا مبدأ في الحياة وهو ( من امن الحساب ...اساء الادب ) فتعلمه وعلمه لغيرك ولاتنساه ...ياولدي .. ففيه لك ثواب .. اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا
|