تحية اكبار ايها الشهيد البطل


كلماته الصلبة، وموقفه الشجاع يفتح ابواب القلب على مصراعيها ويشد السامع والمتابع، تابعته وتابعه غيري في اكثر من مادة فلمية صورت له كيف يحث جنوده على الثبات، ويبعث فيهم الارادة والعزيمة، كنا نتبادل مواقفه تلك بشيء من الاعتزاز والمرح، يمسح الغبار عن صورة الجيش العراقي التي ترهلت كثيرا، انه من البقية الباقية التي حفظت كرامتها وكرامة جيشها واهلها. انه الشهيد المقدم الركن "علي سعدي النداوي" امر فوج المغاوير التابع للفرقة السابعة، ابن ذي قار البار، استشهد بعيدا عن مدينته من اجل تراب العراق، سقط هذا الشهيد البطل قبل ايام قليلة في منطقة "الخسفة" غرب قضاء "حديثة".
"النشامى.. النشامى، اخوتي... اخوتي... لا تهتزون، تعلمو ضبط نار، اهل الغيرة، لا تتخلى عن اخوك المقاتل...، تلقوني كدامكم والله العظيم، ماكو فرق كل احنه اخوان" بهذه المفردات وغيرها ثبت في المعركة وثبت معه جنوده ورفع رؤوسنا جميعا في المواجهة ضد الارهاب.
كان المقدم الركن احدى ايقونات الحرب ضد داعش، له جمهور عريض يتغنى به كثيرا، وله مقاطع فيديو منتشرة في الانترنت، وكذلك عبر الهواتف النقالة، ننحني معه حينما ينحني الى الارض ونسمو معه حيثما يعلو شامخا الى السماء موصلا مطلبه العسكري والمعنوي لجنوده، اشعرنا بان في هذا الجيش مخلصون يستحقون الوثوق بهم وانهم مختلفين عن كثير من اقرانهم الذي لم يعرفوا من المسؤولية سوى المخصصات والاموال.
ايها المضحّي لقد اسقطت دمعتنا قبل ان تسقط دمعتك حينما ترفع منسوب الحماس بين جنودك، لسنا الذين نستحق تلك التضحيات الجبارة منك ومن امثالك، ان ساستنا والكثير من قياداتنا العسكرية لا يحملون هذا الاحساس المفرط بالمسؤولية، وما تصنعه لا يدفعنا الا للإحباط.
حرب الاستنزاف هذه اخذت منا خيرة الرجال وعلي الندواي واحد منهم، ومع ان المعركة ضد الارهاب تتطلب تقديم القرابين تلو القرابين الا ان التفريط بهذه الدماء مدعاة لليأس، الابطال الذين اعادوا الهيبة لنا جميعا لا يستحقون منا الا ان نقدر ونثمن تضحياتهم ونتّعض مما جرى. في الختام الف تحية اكبار واجلال للشهيد البطل ولكل المضحين من ابطال الجيش العراقي والحشد الشعبي محبة لكم جميعا.