رسالة الى الصديق مع ...التقدير |
سألني احد الأصدقاء: الذين كلما اشتقت لنفسي نظرة اليه ,فالصديق ليس كالأخ انه المرآة التي تحاكي همومي وتنصحني عندما يحين وقت النصيحة ,وبه استرشد طريقي المظلم ,ماذا ستفعل لو قدر لك ان تصبح مسؤولا رفيع المستوى كأن تكون تساهم بصنع القرار ,او وزيراً , أو سفيراً ,أو مديراً عام أو ...أو ....أو ,هل ستقوم باستبدال رقم جوالك ,وتغير مسكنك ,وتقاطعني,كما يفعل بعض ممن جاءت اليه السلطة ,أو هو من ذهب اليها ليلتحق بركب الوجاهة ,عندما قاطعوا أصدقاء طفولتهم ,وأصدقاء الشدة والضيق وقول الامام علي (ع) (جزى الله الشدائد كل خير عرفت بها صديقي من عدوي),المحصلة واحدة ,وتقول من هذا لا أعرفه ,أو تقول لهم قولوا له أنني مشغول ,أو تتركني أصارع الصبر في صالة الانتظار ,فقلت له : هذا السلوك يدل على ذلة كامنة ومتمكنة في ذات المرء ,وأنت تعرفني جيداً لأنك موضع أسراري , كيف أقدم على هذه الأفعال وأنت :كنت ضلاً لي وبلسماً لجروحي ,كنت السامع الوحيد لصوتي في زحام المطرقة والسندان ,لن استبدل رقم هاتفي ففيه أرقام أحبتي ,ولن استبدل أصدقائي بآخرين لأنهم فقراء ,والآخرين لديهم مالاً وسلطة ,قد تفسر ياصديقي العزيز انها صورة وردية اتحدث عنها ,لكنني لن اتخلى عن طبعي ,ما فائدة المنصب مادام هنالك خسراناً لذاتي وابتسامتي ,وراحة بالي ,لعن الله المنصب الذي يجبرني على نسيان الأحبة والأصدقاء ,وذكرته بقول الامام علي (ع) (الفقر في الوطن غربة ,والغنى في الغربة وطن) لأنه يدرك جيداً ان الفقر يغير مبدأ الناس وسلوكياتهم ,ويساومهم على ثوابتهم ,ويروضهم لفكر العبودية ,ويجعل منهم عبيداً دون اغلال وقيود ,ويقول (لوكان الفقر رجلا لقتلته ) فلله الحمد والشكر هالك الجبابرة ومبيدهم ومخلص الناس من جبروتهم وطغيانهم ,لم يكن لدى أبونا ادم عليه السلام مناصباً وامتيازات ,وأيفادات لدول أوربية , ,وسيارات مصفحة ,وفلل فارهة ,سوى مقام النبوة ومنزلتها الرفيعة,وعندما ابلغ ولده قابيل ان النبوة ستكون لهابيل ,حدث ما حدث وأقدم على قتل أخيه هابيل ,لتسجل اول حادثة في تاريخ البشرية تدل على التعدي والعدوان ,اليوم هنالك مناصب وامتيازات وخدم وحشم ,ومتملقين وماسحي الأكتاف ,وكان هنالك الغراب ساعد قابيل ليواري سوئة اخيه ,اليوم من سيواري سوءتي ,صديقي الصدوق وهنالك من يفسر التواضع انه نوع من انواع الضعف , لأنه يستشعر الذلة في ذاته ,فالتواضع دلالة على رقي فكر الإنسان ,كان الرسول (ص) متواضعاً والأئمة (ع) من بعده متواضعين وجل الصحابة ساروا على نهجهم ,والتغطرس سمة يمتاز بها الطغاة والمستبدين الذين يمارسون ممارسات غير إنسانية ,عذراً ان وقفت لك إجلالا ً واحتراماً ,وقبلت يداك أمام الملء في محفلاً أو ملتقى ,هنالك من يفسر هذا العمل انه (لواكة ) مني لك فليست لي معك مصلحة ولا بيع ولا شراء وأنت مديري ومسئولي أنت :اكبر من هذا وذاك ,أنت من قلت بأمانة سأفتديك بنفسي وروحي وبأحد أولادي ان تطلب الأمر لذلك, سأعذره لأنه لا يعرف معنى قيمة الصديق ,فعلاقته قائمة على مبدأ المنفعة الشخصية ,وليس محبة في الله.
|