الاحتلال الاميركي للعراق في نيسان 2003 فضح عنصرية الساسة الاميركان والسياسة الاميركية ضد العراقيين عموما وهذا ليس اتهاما جزافا او غير قائم على أسس موضوعية وتاريخية فالاميركان كان لهم سجل حافل بـ"خيانة" حلفائهم وأصدقائهم من غير الاوربيين! لماذا عندما احتل الاميركان ألمانيا وايطاليا واليابان بعد سقوط هتلر وموسوليني وجيوش الاميراطورية اليابانية باشروا بــإعادة بناء هذه البلدان المتضررة من الحب وأقاموا فيها صناعات ضخمة وازدهارا اقتصاديا عظيما حتى أنهم خططوا لمشروع نهضوي سمي باسم "مارشال" للارتفاع بألمانيا الى مستواها السابق بل واكبر مما كانت عليه في عهد النازية وكذلك الحال مع ايطاليا واليابان ولكنهم تعثروا في بلدان آسيوية منها العراق! ربما يقول قائل: إن سر اهتمام اميركا بألمانيا وايطاليا واليابان وتركهم العراق على حاله المأساوي بعد الاحتلال يعود الى رفض العراقيين للاحتلال وقتلهم للاميركيين الذين جاؤوا "محررين!!" لا"محتلين!!" وتنظيم العراقيين للمقاومة المسلحة التي كبدت الجيوش الاميركية خسائر كبيرة لم يتوقعوها عندما قرروا "تحرير!" العراق وكانوا يتوقعون ان العراقيين سيستقبلونهم بالورود والرياحين كما قيل لهم!! كما سيقول المعترضون ان الاميركيين لن يصلحوا الأمور في اي بلد دخلوه لاقوا فيه مقاومة مسلحة استهدفت حياة جنودهم كما جرى معهم في فيتنام وكمبوديا فقد تركوا هذه البلاد في مجاعة وتخلف كبيرين! انا شخصيا لا أوافق هؤلاء في هذا الرأي فالاميركان رفعوا أيديهم عن إعمار العراق ليس بسبب المقاومة المسلحة التي جابهت جنودهم بالموت والدمار بل لان الاميركان أصلا جاؤوا للعراق بناءا على مخطط استعماري امبريالي يخدم الصهيونية العالمية وإسرائيل المتحكمتين بالقرار الاميركي منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى الآن.. الاميركان جاؤوا لاحتلال العراق لتعويق تقدمه وتطوره ونهوضه فكيف يعملون بعد احتلاله على تطويره ونهضته؟! إذا كانت المقاومة المسلحة التي ظهرت مع الاحتلال وضده هي العامل الأساس في انكفاء الاميركان عن تطوير العراق فهذه كذبة كبرى وافتراء على التاريخ والحقائق فاميركا واجهت بعد احتلال ألمانيا في نيسان 1945 مقاومة عنيفة من الألمان النازيين الذين نظموا حركات اغتيال ومقاومة سرية في المدن المهجورة والمخربة وفي غابات ألمانيا ضد الوجود الاميركي قبل تنفيذ مشروع "مارشال" ولم تمد اميركا يدها لانتشال ألمانيا من نكستها الكبرى إلا في أوائل عام 1950-1951 اي بعد احتلال المانيا بـ"6" سنوات !! ومع كل العداء الألماني الذي اججه هتلر والنازية ضد اليهود ساعد الاميركان والأوربيون ألمانيا المندحرة برضا المنظمة الصهيونية العالمية ولكن بشرط يهودي علمي هو الاتفاق على تقسيم ألمانيا إلى شطرين شرقي وغربي!! اسرائيل اليوم – برغم الدمار الهائل الذي أصاب العراق منذ عام 2003- غير راضية عن عراق اليوم لانها كانت تتوقع تقسيم العراق كألمانيا لإضعافه وإنهاكه تماما إلا أن التقسيم لم يحصل وهذا سر دهشة بايدن وقادة إسرائيل والمنظمة الصهيونية العالمية!!..
|