وصلنا سؤال عبر الإنترنت من الأستاذ -سامى البنا يقول فيه : - هل فعلا قتل الصحابى خالد بن الوليد الصحابى مالك بن نويرة بحجة أنه مرتد ليتزوج زوجته، ولو كان هذا صحيح فما حكم الإسلام على الصحابى خالد بن الوليد ؟ بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد فأن رواية أمر الصحابى خالد بن الوليد لجنوده بقتل الصحابى مالك بن نويرة ، كبير قبيلة بنى يربوع بعد أسره وتكبيل يديه وأرجله ، ثم تزوج خالد من زوجة مالك ، ليلى أم تميم بنت سنان فائقة الجمال ، فى نفس اليوم ، بزعم أن مالك مرتد، ورغم شهادة الصحابى أبوقتادة الحارث بن ربعى الأنصارى حيث قال لخالد أننى رأيته وقومه يقيمون الصلاة وصدق على هذه الشهادة عبدالله أبن عمر---، قد أتى ذكرها فى العديد من كتب السير وكتب الفقهاء الأوائل مثل أبن كثير فى كتابه البداية والنهاية ( 322| 6) كما رواها الجزء الثالث من الطبرى ص 224 ايضا فى تاريخ الطبري ، ج 3 ص 276 - 280 ) ايضا الواقدى فى كتاب الردة (107 | 108 ) ايضاً رواها الحافظ أبن حجر العسقلانى فى كتابه الإصابة ( 755 | 5 ) ايضاً أبن تيمية فى منهاج السنة ( 518 |5) ايضاً الماوردى فى الاحكام السلطانية (47) ايضاً السرخسى فى المبسوط ( 111 | 10) ايضاً أبن حجر الهيتمى فى كتابه الصواعق الحرقة (91 | 1) ايضاً خليفة أبن خياط ( 17 | 1) وابن سلام في "طبقات فحول الشعراء ( 172 ) ايضاً أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، (3/71). كما رواها الزمخشرى وأبن الأثير وأبو الفدا وسيف أبن عمر كتاب "الردة والفتوح والطبقات الكبرى لابن سعد ت 230هـ، والذهبى وتاريخ اليعقوبى ت 284هـ، وأسد الغابة وغيرهم كثر مما يؤكد صحة الرواية ، ومالك بن نويرة يكنى أبا حنظلة ، كان شاعرا فارسا من فرسان بني يربوع ، وكان النبي (ع) يستعمله على جمع صدقات قومه لثقته فيه وإعتماده عليه ، وقد قال الواقدى (ثم قدَّم خالدٌ مالكَ بن نويرة ليضرب عنقه ، فقال مالك : أتقتلني وأنا مسلم أصلي للقبلة ؟! فقال له خالد : لو كنتَ مسلما لما منعت الزكاة ، ولا أمرت قومك بمنعها ) وقد أنكر بعض الصحابة على خالد بن الوليد قتل مالك بن نويرة ، كما فعل عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو قتادة الأنصاري ، ويقول الواقدى فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته أى زوجته ليلى ، فنظر إليها ثم قال : يا خالد بهذه تقتلني ( لأن خالد كان يرغب فى الزواج من ليلى فى الجاهلية وفضلت عليه مالك ) فقال خالد : بل لله أقتلك ، برجوعك عن دين الإسلام ، وأمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم ، وجفلك – يعني منعك - لإبل الصدقة. قال : ثم قدمه خالد فضرب عنقه وأمر برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدراً فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم. وقال ابن كثير : إن شعر مالك جعلت النار تعمل فيه إلى أن نضج لحم القدر ، ولم تفرغ الشعر لكثرته. وقد تكلم أبو قتادة مع خالد فيما صنع وتقاولا في ذلك حتى ذهب أبو قتادة فشكا خالد إلى الخليفة أبو بكر الصديق ، وتكلم عمر مع أبي قتادة في خالد وقال للصديق : إعزله فإن في سيفه رهقاً ، فقال أبوبكر: لا أشيم سيفاً سله الله على الكفار.حتى بعث الصديق إلى خالد بن الوليد فقدم عليه المدينة وقد لبس درعه التي من حديد وقد صدئ من كثرة الدماء ، وغرز في عمامته النشاب ( السهام ) المضمخ بالدماء ،فلما دخل المسجد قام إليه عمر بن الخطاب فإنتزع الأسهم من عمامة خالد فحطمها وقال : أرياء قتلت إمرأ مسلماً ، ثم نزوت على إمرأته ، والله لأرجمنك بالجنادل وخالد لا يكلمه ولا يظن إن رأي الصديق فيه كرأي عمر ، حتى دخل على أبي بكر فإعتذر إليه فعذره ألخليفة أبو بكر وتجاوز عنه ما كان منه في ذلك وهذا ما أغضب عمر وجعله يعزل خالد من قيادة جيش المسلمين فى أول قرار يتخذه عمر بعد توليه الخلافة (ج/ص:6/355) وخلاصة ماسبق أن خالد قد إرتكبَ وفعل َ أكبر المحرمات من قتل وتمثيل بالجثث وطبخ رأس الجثة والزنى بزوجه المقتول., وهى أفعال تشتد لها جهنم وتغضب لها السماء ولن تتركها بدون قصاص .؟ فيكون حكم الإسلام على خالد هو أنه من أهل النار لا محالة لأن الصحابى بشر وغير معصوم من القصاص ، ونحن نفتى بذلك بقلبٍ مطمئن صادق مع الله هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى مصرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
|