عاش العرب والمسلمون ،وطيلة زمن احتلال الصهاينة ارض فلسطين، انكسارا ً معنويا ً ونفسيا ً ،وفشلوا تقريبا ً في جميع حروبهم التي خاضوها سواء كان هدفها تحرير ام تحريك ،والأسباب دائما ً لم تكن لنقص في الكفاءة او الحماسة والأندفاع لتحقيق الأهداف او الدافع بل دائما ً كان السبب فشل القيادة اما لخيانة القيادات وارتباطاتها المشبوهة او لعدم التسليح بصورة صحيحة وبالتالي كان يباع الجندي العربي في ساحة الوغى ، وبالمقابل تم التهويل لأنتصارات الصهاينة حتى بدأ الحديث عن جيش لايقهر وما هو كذلك . انزوت الحكومات العربية وركعت واصبح التواطئ ثمنا ً للكرسي وتسابقوا ايهم يخدم السيد المحتل أكثر وضاعت القضية المركزية ،لولا بطولات المقاومة في لبنان وفي فلسطين . لقد اثبت السيد حسن نصر الله قائد حزب الله في لبنان انه ليس القائد الذي فرض احترامه وهيبته على العدو فقط بل وهو الوحيد الذي أعاد للأمتين العربية والأسلامية الأمل بلمسات الأنتصارات المتتالية على العدو واذاقهم الخوف والهزيمة في منازلات خالدة طرزت ثرى سهول وجبال لبنان ،والتي لولا صولاتهم لما غادرها العدو ابدا ً ، كما اثبت مقاتلوه انهم الأسود الذين لايهابون الموت وانهم يفتدونه بأرواحهم واولادهم وأعز مايملكون ،انهم المثل للعربي المسلم الذي ان توفرت له الظروف الملائمة فأنه يبدع سواء في بناء او قتال او جهاد وأغلى الجهاد هو الدفاع عن الوطن والمقدسات . هم الوحيدون الذين يخشاهم العدو اليوم والذي فعل كل مايمكنه فعله لتحجيمهم او للقضاء عليهم، وبكل من سانده من جوقة الباطل الدولية ،دون ان يتمكن منهم ،وهم الذين اجبروا العدو على اتباع طرق خسيسة لاتليق بما يدعيه من مبادئ ومثل كاذبة كالأغتيالات والخديعة والأعتداء غيلة ولكنهم دائما ً كانوا أقوى منه ،لأن الله يمد المدافعين عن الحق بقوة الأيمان والنصر الدائم . الأمة تعيش اخلاقية الهزيمة والتفكك : طيلة عصرنا الحالي الذي أحتلت فيه فلسطين عاشت الأمة أخلاقية الهزيمة بكل معانيها ،على الرغم من ثقلها الديموغرافي والعسكري والأقتصادي ،وقد عمّت هذه الأخلاقية حكامها المسيرين والذين هم بيادق تديرها الصهيونية العالمية من وراء الستار ،وفي حقيقة الأمر أن اكبر منجز حققه الصهاينة بعد احتلالهم فلسطين هو ليس أمتلاكهم أسلحة حديثة أو ربط مصالحهم الأستراتيجية بمصالح اكبر دولة في العالم اليوم ،على الرغم من أهميتهما ، ولكن في أمريين مهمين : الأول - تعميق اخلاقية الهزيمة في نفوس العرب والمسلمون على أمتداد العالم الأسلامي واشاعة ان جيش العدو أسطورة لاتقهر وان على العرب والمسلمون ان يقبلوا بقسمتهم وينتظروا بين زمن وأخر أبتداء قضم اراضي عربية واسلامية جديدة تضاف الى الكيان الصهيوني وان يرضوا بالمكائد والدسائس التي تحاك ضدهم لأبقاءهم في الواقع المتخلف المزري الذي يعيشونه ،حيث أن قادت العدو يصرحون علنا" أنهم لايحتلون شئ من الأراضي العربية بل انهم قاموا بواجبهم بتحرير اراضيهم المنصوص عليها في خرافات التاريخ التي ابتدعوها هم ، وليس هذا فحسب بل ان العرب والمسلمون لايزالون يحتلون اراضيهم دلالة على الفكر التوسعي اللاَ نهائي الذي لن يقف عند حد ! والأمر الثاني المهم جدا" :- الذي يتوجب علينا ان ننتبه اليه كعرب ومسلمون هو تحويلهم الصراع من صراع أسلامي صهيوني لتحرير فلسطين والمقدسات الأسلامية الى صراع مذهبي وطائفي داخل العالم الأسلامي لا شان للصهاينة به ،حيث بدأنا نستأسد على بعضنا وهم علينا يتفرجون ،وليس هذا فقط بل ان الصهاينة أصبحوا اصدقاء لأولئك الذين بدءوا يلتقون معهم فكريا ًفي تلاقح شيطاني ، رغم انهم محسوبون على العالم الأسلامي ،يمدونهم بالعون المعلوماتي واللوجستي ويبيعونهم السلع والأسلحة الصهيونية ويتبادلون المصالح والسفارات والمعلومات المشتركة المهمة لكليهما !
يقول الصهاينة وعلى لسان الجنرال يائير غولان قائد المنطقة الشمالية في اسرائيل ان تنظيم القاعدة و الجماعات الجهادية التي تقاتل في العراق وسوريا لاتشكل أي خطر على اسرائيل ويمكن التعامل معهاولكن اكبر خطر علينا هم الشيعة وأن اكبر ارتياح شعرنا به هو عندما افتى علماء سنة بقتل الشيعة ووصفوهم بأنهم أخطر من اليهود . ولااعتقد ان كلام الجنرال يحتاج الى ايضاح ، ومقدار اهميته كونه يأتي من قائد عسكري ميداني ،انه يدرك جيدا ً عمق الأنحراف الفكري الذي تعيشه هذه الجماعات التي تستهدف اجزاء من الجسد العربي وتستهدف العرب والمسلمين في الجزء الأعظم من عملياتها الأرهابية ،كما ان الدول التي تمولها وتمدها بأسباب الأستمرارية هي دول تلاقحت فكريا ً مع الصهاينة وبالتالي فلا خطر منهم على الكيان الأسرائيلي . وفي مؤامرات دولية كبرى بدأ يفكك السلاح العربي وبمباركة ومشاركة الصهاينة دون ان يجرأ احد على الأشارةالى السلاح الصهيوني النووي او الكيمياوي او البايلوجي المحرم دوليا ً ومع ان كل هذا يحصل على المسرح العالمي الذي لايخفى اليوم فيه شئ لما حصل من تطور في الأعلام والأتصالات ولكن الأرهابين والدول الداعمة لهم يسمون انفسهم جهاديين ويدّعون مع كل ما فعلوه ونشروه من قتل وخراب بأنهم يقاتلون على الحق وانهم يمثلون الأسلام وان نهايتهم الجنة وامتلاكهم الحور العين ، مع ان المنطق يقول ان من يصطف مع الصهاينة ويقاتل المسلمين لايمكن ان يكون جهاديا ً ولايمكن ان يحسب على العرب والمسلمين .
|