بدا كسر شوكة داعش من كوباني


منذ امتداد داعش و وصل الى المدن الكثيرة والكبيرة و حتى تخوم بغداد، كانت له استراتيجية عسكرية واحدة و هي ادخال الرعب و الفزع الى قلوب الناس و التاثير على معنويات المقاتلين و الشعب على حد سواء . لم يكن شعارهم اعتباطيا ولم يات من فراغ بل _باقية و تتمدد_ جاء من صلب تفكيرهم و خدعوا به و اخدعوا من التحق بهم من المناطق التي احتلوها و نجحوا بنسبة كبيرة في خطواتهم الاولية .
لم يهدفوا منطقة اومدينة بشكل جدي و لم يحتلوها، و كل ما احسوا بالمقاومة لم يتوغلوا كثيرا و انهم اعلنوا اهداف كبيرة و لكنهم احسوا بانهم ليسوا بالامكانية المطلوبة على تحقيق ذلك، بعد تلقيهم ضربات موجعة من المناطق الكثيرة في العراق خاصة تراجعوا عن بعض اهدافهم . غيروا وجهتهم نحو كوردستان و لم يتمكنوا من تحقيق شيء يُذكر الا في منطقة سنجار و هي نائية نسبيا و بعيدة عن المراكز، و استغلوا نقطة الضعف الوحيدة لقوات البيشمركة هناك . 
لقد توجه داعش نحو كوباني و هي منطقة هامة اليها ربما بامر من مَن ورائه، لانها منطقة فاصلة بين شرق و غرب كوردستان الغربية، و طبيعتها الديموغرافية ذات اهمية لكوردستان الشمالية من جهة، و تعتبر نقطة عبور رئيسية بين سوريا و تركيا و كان بامكان تركيا ان تتدخل كثيرا ولو سرا في الشان السوري الداخلي و تحقق اهداف سياسية كبيرة و مهمة من جهة اخرى . لم تكن كوباني ذات اهمية قليلة لداعش و من وراءه من الناحية العسكرية بقدر الناحية السياسية، و بعد اعلانه الصريح عن احتلاله مهما كانت ضحاياه، وضع نفسه امام امرين لا ثالث لهما اما الانتصار او الاخفاق في المناطق التي احتلها، و لكنه قدم اكبر التضحيات دون تحقيق هدفه الرئيسي لا بل انكسر و تراجع و تلقى اول ضربة قوية منذ اجتياحاته الكبيرة .
اليوم و تطرح اسئلة كثيرة، و في مقدمتها، كيف تمكٌن الكورد من الانتصار و لماذا دافع التحالف الغربي عن مدينة كوباني و ساعد الكورد هناك بجديةو باصرار على عدم التنازل عنها، وهل كان كوباني بالاهمية للغرب اكثر من المناطق الاخرى، ولماذا الغرب لم ينصاع لطلبات تركيا حليفهم و احد اعضاء حلف ناتو، و هل التقت مصالح الكورد مع امريكا بالذات، هل ان تكون امريكا قد علمت تركيا درسا لمن لم ينصاع لها من حلف ناتو و بالذات و هي حليفتها ،وهل من الممكن ان تكون هذه العمليات الناجحة بداية لتحرير مناطق اخرى و بداية لخطط سياسية يشارك فيها الجميع وبالخصوص امريكا و الحزب العمال الكوردستاني اللذان يمكنهما ان يتوافقا على فرض الكانتونات في المناطق التي تتحرر و تكون ضمن الدولة الرئيسية دون ان يتم تغير ما في البنية السياسية او في الخارطة العامة للبلد . هل يلائم نظام الكانتونات لمدن سورية و عراقية اخرى كالموصل او الرمادي او صلاح الدين ومن ضمن الخطة كانتون سهل نينوى ايضا، و يمكن ان يؤخذ بها بعد تحريرها او تكون جميع هذه المحافظات ضمن اقليم خاص بهم تابع للمركز الاتحادي العراقي . 
ان تجسيد الكانتونات في كوردستان سوريا بات امرا واقعا و ربما تنجح و تنتقل و تصبح نموذجا يحتذى به في العراق و مناطقه المختلفة التركيب و التكوين .
ان تحرير كوباني كسر شوكة داعش و من اراد اللعب به و ليس بمقدوره ان يتمدد بعد ، و لكنه يمكن ان يتم انبثاق خطط معينة لتحرير مدن اخرى تحت ايديه و يصدم بها، الا انه المناطق التي احتلها اصبح تحريرها مؤكدا حسب كل العرف و المقاييس العسكرية . و لكن الترتيبات السياسية هي التي يمكن ان تؤخر او تسرع من التحركات و بدء العمليات العسكرية المنتظرة . 
المناطق الاخرى ستحتاج الى اتباع طرق و خطط و تعاون اكثر من غارات التحالف و تعاونه كما حدث في كوباني .