لقد خاب بك الرجاء يا ملادينوف |
خيب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي) نيكولاي ملادينوف الآمال التي تم عقدها عليه لدعم مشروع المصالحة الوطنية في العراق وذلك من خلال حضوره في المنتدى الأول للمائدة المستديرة الذي انعقد في محافظة كربلاء برفقة متواطئ مع البعث الصدامي وفلوله من جماعات القتل والإرهاب والحقد الطائفي يتولى منصب كبير المستشارين السياسيين في البعثة الأممية. هذا الموقف كشف بما لا يدع مجال للشك أن مفهوم ملادينوف للمصالحة الوطنية في العراق مختل حيث انه بعث برسالة مفادها ان الممثل الخاص للأمين العام يرى في عودة البعثيين الى مواقع السلطة والقرار اساسا لمشروع المصالحة. وذكر بيان للبعثة الأممية ان ملادينوف ترأس في محافظة كربلاء المنتدى الأول من سلسلة منتديات المائدة المستديرة التي تعقد مع المجتمع المدني والجماهير وشيوخ العشائر ورجال الدين وباحثين من محافظات كربلاء والنجف وبابل حول التماسك الاجتماعي بين الأطراف الاجتماعية والسياسية العراقية الفاعلة والتي عقدت في بغداد يومي 26 و27 تشرين الثاني 2014. لا شيء سوى التناقض الممجوج والنفاق وازدواجية المعايير يفسر لنا ان يقوم ملادينوف بأن يصطحب معه الى اجتماع كربلاء الفلسطيني الطائفي الحاقد مروان علي الكفارنة والذي يعتبر راس حربة الاختراق المخابراتي والبعثي لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق. إن ملادينوف بعمله هذا يوجه ضربة لكل التطلعات التي قام بالتعبير عنها القادة العراقيين على اختلاف احزابهم ومكوناتهم الى دور البعثة الدولية من أجل انجاح مشروع المصالحة الوطنية المهم لاسيما في ظل الظروف الحالية ومع وجود اعداد كبيرة من النازحين والمهجرين فضلا عن حاجة العراق إلى الدعم والمشورة من الأطراف الدولية الفاعلة والحريصة على السلم الأهلي لانجاح مشروع المصالحة الوطنية على اسس موضوعية وصحيحة وعادلة. أن يطل علينا الى جانب ملادينوف في مؤتمر المصالحة الوطنية في كربلاء طائفي صدامي يستغل عمله في المنظمة الأممية للقيام بتبرير أعمال القتل والإرهاب وتلميع صورة الإرهابيين وتحريف الحقائق في تقارير الأمم المتحدة لتشويه صورة المساعي الحكومية العراقية وتلويث سمعة قوى الشعب العراقي الحية من فصائل الحشد الشعبي يشكل في حد ذاته ضربة لجوهر المصالحة المتمثل برص الصفوف وجمع اطياف الشعب وتقريب وجهات النظر لترسيخ الوحدة الوطنية. فهذا العمل بحد ذاته يؤكد خطأ اسناد اي دور لبعثة اليونامي في مشروع المصالحة الوطنية لأن القرار السياسي لهذه البعثة في كل ما تقوم به في العراق مستوحى من أكاذيب وافك واحقاد الطائفيين والبعثيين الصداميين الذين لايزالون يعملون في كافة المحافل على تحقيق مخططاتهم المشبوهة في زعزعة الامن واركان النظام الجديد في العراق وتحقيق حلمهم في العودة الى مواقع السلطة في البلد. وقد أفصح ملادينوف عن نوايا خبيثة دسها له مستشاريه السياسيين الذين أحاط نفسه بهم تريد أن تعيد البعث الصدامي الى مواقع السلطة والقرار في العراق تحت شعار المصالحة الوطنية حين تحدث عن "مبادئ الشمول والثقة والتوافق بين مكونات العراق". وكما لا يخفى على أحد فإن الشمول يعني أن يشمل الجميع بدون استثناء، ولا ندري ما إذا كان مفهوم الشمول عند ملادينوف وعصابة الطائفيين الحاقدين من المستشارين السياسيين من إخواننا العرب الذين يديرون المكتب السياسي والمكتب الخاص للممثل الخاص يتسع ليشمل الى جانب البعثيين الصداميين القتلة والذباحين وقاطعي الرؤوس من الدواعش وامثالهم من جماعات الإرهاب المسلح. ونحن من هنا نقول له لا يمكن لأي كان أن يرتجي الوصول إلى تعايش سلمي ومصالحة وطنية في العراق إذا كان عنوانه حقد الأفاعي الطائفية الأعمى وهي تبث سمومها لتزكية من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء والأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب العراقي. ونقول لملادينوف ومستشاريه السياسيين الطائفيين الحاقدين ان العراقيين الشرفاء واعين لمخططاتكم المشبوهة ويعرفون أحقادكم التي اكتووا بها خلال اكثر من ثلاثة عقود من الظلم والقهر والقمع على اساس طائفي وعرقي وهم مصممين على القيام برد كيدكم في نحوركم وان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء مهما كدتم وفعلتم وتآمرتم.
|