وأنا أشاهد في قناة الحياة التبشيرية لحصة الأخ رشيد المغربي الأصل بعنوان داعش ومحمد بتاريخ 29/01/2015 الحقيقة أنه لم يأتيني النوم ليلتها، وقلت في نفسي لولا علمي بمختلف المذاهب الاسلامية ودراستي للتاريخ وكتب السير والتفسير، ومعرفتي بتاريخ المسيحيين وخاصة الفرنسيين في الثورة الجزائرية بصفتي ابن مجاهد وجدي شهيد، مع اطلاعي على الانجيل وغيره، لولا هذا كله لصدقت ما قاله الاخ رشيد ووحيد في قناة الحياة . ولهذا تجدني اعذر وابرر للملحدين وللمتمسحين الجدد وغيرهم . بل ابرر واعذر الارهابيين من دواعش وغيرهم ولكل جرائمهم التي ارتكبوها باسم الاسلام وفي حق الاسلام والمسلمين والانسانية . لابد من غربلة كتب التراث واعادة دراستها وتجديد المفاهيم عن الاسلام ، يعني لابد من نهضة وثورة على ومن عملية احياء فهم جديد للاسلام وفصل التاريخ وصناعه من خلفاء وفقهاء عن النص الديني المقدس (القرآن وما صح عن النبي وقبله العقل والمنطق). فالاخ رشيد يأتي على ذكر جرائم داعش ويبررها بكتب تراث الإسلام الأموي المتهافتة، وينسب ما جاء في تلك الكتب إلى محمد رسول الإسلام بأنه هو جد وسلالة الدواعش اليوم وما يخرج من دواعش أمويين من بعد، فيعرض لنا من خلال كتب معتمدة لدى المسلمين التقليديين الكلاسيكيين والمحافظين، يعرض ذلك الرسول والنبي قاطع الرؤوس والمجهز على الأسرى والممثل بالموتى وقاطع الاشجار وحارق الدور والبشر بالنار، والذي يقاتل من من أجل الغنائم والأموال . أما عن الأسرى من النساء فهو بعد ان يقتل الرجال يسبي نسائهم ويغتصبهم وهم يبكون وممن اغتصبها بعد قتل اهلها صفية اليهودية اغتصبها من ليلتها بسبب جمالها وصغر سنها، والحقيقة أن اي مستمع وباحث في كتب التراث المتهافت إن كان له عقل وانسانية في قلبه لا ولن يتبع محمد أبدا ولا إلاله مصاص الدماء والقاتل المفسد في الارض. فكتب التراث دائما تصوف لنا رسول الاسلام برسولين متناقضين ومحمد بمحمدان متناقضان في الشخصية واحد انساني رحيم والاخر قتل مصاص للدماء وهمجي متخلف. وفي نفس الوقت كنت اتفقد ما يقوله شيخ وهابي في قناة البصيرة وهو يكفر ويفسق في الصوفية المشركين حسب قوله، أما قناة صفا فهي تكفر وتفسق في الروافض الشيعة إلا الشيخ رشيد في قناة الحياة الذي ينقد في محمد من خلال كتب التراث التي تدافع عنها قناة صفا والبصيرة وغيرهم من القنوات الدينية ، وكان الصادق حقيقة هو الاخ رشيد فيما ينقل من حقائق أما الاخرون فهم يثبتون صدق ما تقول قناة الحياة التبشيرية. والحقيقة الاخرى ان ما تقول به هذه القنوات الحياة والبصيرة وصفا يثبت صدق ما يقول به الدكتور والباحث المجدد إسلام بحيري في قناة القاهرة والناس الذي فضح وكشف زيف كتب التراث الأموي المتهافتة والتي يستشهد بها الاخ رشيد ووحيد في قناة الحياة ، كذلك ما يقوم به الدكتور والباحث والمجدد الشيخ عدنان إبراهيم من سويسرا والباحث الحجازي حسن فرحان المالكي والشيخ محمد عبد الله نصر الذي يسميه الخوانجية والوهابية بالشيخ ميزو في مصر وغيرهم مثل المرحوم جمال البنا وحسن الترابي والسيد كمال الحيدري والسيد حسين فضل الله والفيلسوف حسين نصر وعلي شريعتي ومالك بن نبي الجزائري ومحمد أركون وغيرهم من التنويريين الإسلاميين. فكل كتب التراث التي أخذت من مصادر مختلفة ومتناقضة جمعت في العصر الأموي والعباسي كانت سياسية ومعادية للمصادر الموثوقة التي أمر الرسول بالأخذ منها فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليدخل من الباب وليس من النوافذ والثقوب.، كما أنه أمر بالتمسك بالثقلين فقط بعد وفاته وهما الكتاب والعترة لكن السياسة والمصالح والنفاق فعل فعلته. ولما نرجع للقرآن نجده ذكر المنافقين في عدة آيات وصور، والسؤال المنطقي المطروح هو هل بعد وفاة الرسول أصبح المجتمع بلا منافقين، هل مات المنافقون بمجرد وفاة الرسول واصبحوا كلهم معصومين عدول فيما يقولون ويروون ويفعلون؟؟؟ هل انتهى المنافقون والمعادون للاسلام أم زادوا وانتشروا وحكموا وملكوا وكتبوا ما أرادوا من تشويه للاسلام ؟ فلابد من دراسة ما وقع بعد وفاة الرسول إلى أن كتبت هاته الكتب المتهافتة والمتناقضة في العصر العباسي. فظهور المذاهب وكتب التاريخ والسير والفقه والحديث كلها ظهرت بعد قرنين من وفاة الرسول. ولسوء حظ المسلمين اليوم أنه لم ينتصر تاريخيا في الصراع الدائر بين الفقهاء التراثيين والعلماء العقلانيين تيار العقلنة بل انتصر التيار الفقهي السلطوي هذا هو سبب التهافت الموجود في كتب التراث، فعلماء مثل الرازي وابن رشد والشريف الإدريسي لم يكن لهم مكان في تاريخنا بل اتهموا وحرقت كتبهم بواسطة الغثاء والغوغاء وتجار الدين والسياسة، فانتصر السيف على القلم وهذا سبب المأساة. فما سمي قديما بمذهب الاعتزال والفلسفة من الذين قدموا العقل على النقل، إلا أنه انتصر مذهب النقل على العقل الذي كان يتزعمه فقهاء المذاهب الذين فرقوا الأمة وخدروها وجهلوها باسم ما نقل إليهم من روايات لا يقبلها عقل منصف، فانتصر الغزالي (تهافت الفلاسفة) على ابن رشد (تهافت التهافت). مما جعل الامة تتقهقر للوراء ولا تقدم أي جديد لا في العلوم الانسانية ولا التقنية، وغلق الاجتهاد وفتح باب الجهاد على كل مفكر أو ناقد مبدع بدعوى ليس في الامكان خير مما كان ولا يصلح هذه الامة الا بما صلح به اولها وانتهت القصة في ان المسلمين اليوم هم في مؤخرة القافلة البشرية وسوف يبقون هكذا إلا إن غيروا بما في انفسهم وغربلوا كتب تراثهم المتهافتة واعتموا على عقولهم بدل نقولهم وعنعناتهم روي وقيل.
|