15 يوم في العراق (5) بقلم المفكر المصري مؤمن المحمدي |
العراق تايمز: كتب المفكر المصري مؤمن المحمدي.. اصدقاء كتير سألوني عن حكاية السيستاني والصدرية، ويعني إيه فيه شيعة ضد إيران؟ هو الموضوع مش إن الشيعة ضد السنة ودمتم؟ طيب، فكرتي أصلا إن الموضوعات في العراق، والصراعات والتفاعلات، معقدة لأقصى درجة، ويمكن مفيش صراع سني شيعي مباشر، أو خلينا نقول إن دي مش طبيعة الصراع. لأسباب تاريخية معقدة، اللي بـ يختار المرجعية الشيعية الأعلى رسميا في العراق مش العراقيين، هو بـ يطلع من خلال الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ودي مش بـ تشترط إن المرجعية تبقى عراقية ولا حتى عربية. ودي اللي جابت السيستاني. السيستاني نفسه طاعن في السن، ومش بـ يظهر تقريبا في الإعلام، واللي بـ يدير الأمور، خصوصا من الناحية السياسية ابنه محمد رضا السيستاني، والحوزة دي مرتبطة بـ إيران ارتباطا كليا وجزئيا. ومن خلال السيستاني إيران متدخلة في شؤون العراق بـ درجة كبيرة. شيعة العراق على الأرض في أغلبهم، مش مرتبطين بالفكرة دي، وتاريخهم مع إيران تاريخ سيئ، كفاية إن حرب التمن سنين، كانت بين شيعة العراق تحديدا، وبين إيران، وفيه حكاية متداولة في العراق، الله أعلم بمدى صحتها، لكنّها بـ تورّيك الموضوع متشاف إزاي. بـ يحكوا إن قائد سني أصيب في حرب العراق وإيران، وراح يتعالج في السعودية، فـ قالوا له: وإنت إيه اللي وداك الحرب دي، إحنا بـ ندفع لـ صدام علشان شيعي يقتل شيعي (الرواية المنتشرة بـ تستخدم ألفاظ صعبة). ولذلك، فيه حوزة تانية، هي الحوزة الصدرية، دي توجهاتها أكتر وطنية (بمعنى وطنية عراقية)، ودي ليها مرجعية تانية، بس حتى الحوزة الصدرية، مش حاجة واحدة، الحوزة تفتت وأصبح لها أكتر من مرجعية، أبرزهم على الأرض الشيخ اليعقوبي، اللي بقى عنده استقلالية عن كل المرجعيات التانية. اليعقوبي هو المرجع الوحيد العربي في النجف، ويمكن نعتبره دلوقتي هو المقابل للسيستاني، يعني مثلا تلاقي السيستاني وحزبه بـ يدعموا الإخوان المسلمين في مصر على طول الخط، بينما اليعقوبي وتياره مؤيدين لـ 30 يونيه. وأصدروا بـ كده بيان رسمي، ودي حاجة مش بـ تتكرر كتير. هم طبعا مش داخلين في التفاصيل عندنا، لكن التأييد على خلفية تانية، إيران، ومن وراها السيستاني (الشيعة) بـ يدعموا الإخوان المسلمين (السنة) لأنهم بـ يفكروا طول الوقت بمنطق إن الإسلامي أيا كان، متقدم على الوطني أيا كان، بالعكس، حزب الفضيلة، اللي مرجعيته الشيخ اليعقوبي. برضه تلاقي السيستاني بـ يفضل تشكيل الجماعات المسلحة في مواجهة داعش بعيدا عن الجيش العراقي الموحد، في حين تلاقي دعوة الشيخ اليعقوبي ضد تشكيل أي جماعات مسلحة بعيدا عن الجيش النظامي في بغداد. في 2003 بعد ما بول بريمر قرر حل الجيش العراقي وتسريحه، كانت إيران مع القرار، لكن الصدريين كانوا ضد القرار، ومع إعادة تشكيل الجيش ووزارة الدفاع. الخلاصة إن الشيعة في جنوب العراق تيارين كبار: الأول مرتبط بـ إيران، ومش معترف بـ فكرة العراق الوطن، وبالتالي معظم توجهاته ليها بعد طائفي، سواء شيعي في مواجهة السنة بالعراق، أو إسلامي في مواجهة غير الإسلامي بعموم المنطقة. التيار ده هو الأقوى بالفلوس والسلاح والنفوذ. والتاني مفتت، لكنه في عمومه، بـ يبص للعراق من زاوية وطنية أو تقدر تقول دولتية، وهو غير مرتبط بإيران بالعكس هو ضد النفوذ الإيراني في العراق، ونفسهم إن دولة زي مصر يبقى لها هناك تواجد أكبر على المستويين الرسمي والأهلي. التيار ده الأكثر شعبية على الأرض. لكن الملاحظ إن اختلاف التوجه مش خالق اشتباكات على الأرض، ومش مؤثر على حالة الأمان في الجنوب الخالي تماما من داعش ومن وراء داعش. صباح الخيرات
|