أبو رحاب وعديله ياسر عبد صخيل .. انتظرا الحساب ! |
عرفنا أبا رحابٍ بسيطاً، يوزّع الخُبز كل صباح على المحلّات، ثم تطور في عمله، فصار يلّم فضلات الكعك والخُبز مساءاً من المحال الدنماركية ليجمعها بأكياسٍ ويبيعها بسعرٍ مدعّمٍ للعراقيين، فقط عشرة كرونات للكيس الواحد، يركن سيارته القديمة في زاويةٍ أمام محطة القطار ويخبئ الأكياس في صندوقها، بعيداً عن الرقابة. كان جميل المُحيّا، لطيف الكلام، يجلس في أطراف المجالس الحسينية دون تكبّرٍ أو أيّ إشارة إلى نسبه لخاله نوري المالكي، قليل الكلام، لايخجل من طلب الاستشارة في الرسائل التي يعجز عن قراءتها أو رفقة الأصدقاء إلى الدوائر الحكومية والمشافي. يركب الباص المتوجه من سوريا إلى العراق بداية السقوط، بدشداشةٍ وسترة، يحمل حقائبه مع كيس الفاكهة الأسود، يقف في الطابور ويشرب من الحنفية بفمه ويصلّي في مسجد مجُمّع الوليد الحدودي، يتردد بين بغداد وكوبنهاگن بجواز اللاجئين الرصاصي .. حتى اختفى ! وعرف الناس ياسر بن عبد صخيل، بائع حلويات ومكسرات وسجائر، في بقالة صغيرة في استراليا، خجولٌ بسيط، من خجله يمتمت بالكلام، مستقيم في أخلاقه، حياته محدودة، من الشقّة الصغيرة إلى العمل، إلى الحسينية في ليالي الجمُع، لانشاط ملحوظ غير ذلك، قنوعٌ بما عنده، لم يُعرف له خصمٌ أو يُسمع له رأي في مناظرة .. حتى اختفى ! .. ثم بانا وظهرا، انتهت فترة الغيبة، وأُذن لهما بالحضور إلى العراق، ومنّ ( المالكي ) على الذين استضعفوا فجعلهم نوّاباً وجعلهم الوارثين. لحق ياسر بأبي رحاب، صهراً جديداً للعائلة، فكان حضوره مباركاً، يُكمل العَدد ويُظهر للناس ما خفي من عظيم قدره وجليل شأنه. قال أبو رحاب للمالكي، اجعلني على خزائن العراق فإني حفيظ عليم، واجعل لي من أهلي، ياسر عديلي، أشدّد به أزري، وأُشركه في أمري. فاستجاب المالكي لهما، فجعل أبو رحاب حاجباً وحامل مفاتيح، وجعل ياسراً مرافقاً يصدّ عنه رمي العِدى .. بعدها، تحول الصهرين إلى إمبراطوريتين، تبتلعان أيّ كمية من الأموال تتحرك في العراق، وضع أبو رحاب يديه على مفاصل الصفقات العملاقة في البلد، ونظّم كبار التجار والمقاولين شركاء في حلقته، يأخذون أيّ صفقة يريدونها، دمجَ سلطته بالمال، فصار ينمو وينمو بشكل انفجاري ومشوّه. كمية العمولات المهولة تتحول إلى حسابه في مصارف خاصة، داخل العراق وخارجه، لم يُبق صغيرة ولا كبيرة إلّا وضع يده عليها. الوزراء يستدعيهم لمكتبه، يجلسون ساعات إنتظار وهم يرتجفون، لايعرفون ما ينتظرهم من صهر الرئيس، فيوقّعون على العقود بكل سلاسلة ودون تردد، مدراء البنوك وموظفو الحوالات لايعارضون أيّ كتاب موجّهٍ من مكتب سكرتير القائد العام بخصوص حركة الأموال، والطائرات حاضرةٌ في الليل والنهار لنقل الشخصيات المهمّة والودائع. ورُبّ قائل يقول، هذا كلامُ مغرضٍ حاقدٍ لادليل عليه. أقول، الذي يتابع حركة مؤسسات أبو رحاب وياسر عبد صخيل في محافظة كربلاء والأقضية، سيعلم مقدار النثرية المرصودة لعمل هذه المؤسسات ( غير الربحية ) والتي يروّجان لها بكل وضوحٍ ودون خجل، في عشراتٍ من صفحات الإنترنيت و شبكات التواصل الإجتماعي والإذاعات الخاصة بهما. طواقم عمل بالمئات، آليات، أثاث، بنايات، نشاطات، عطايا وهدايا، سفرات وترفيه في المنتجعات العالمية بطائرات خاصة، قصورٌ وسيارات شخصية فارهة .. كل هذه، تكلّف ملايين الدولارات شهرياً، ملايين الدولارات تُصرف، بلا سؤال عن مصدرها ! لقد التحق كلٌ من أبي رحاب وياسر بن عبد صخيل بالعراق بعد السقوط، وهما بالكاد جمعا ثمن تذكرة الطائرة إلى سوريا، يتغديان التمن والمرق من مطاعم الحجّيرة في منطقة الست زينب بالشام، والآن، يتبختران كما الطاووس في البرلمان، البرلمان الذي لايعرفان حتى تعريفه أو فكرته، وستنتهي الأربع سنوات دون أن نسمع صوتيهما بأيّ تصريح أو تعليق مباشر، ففكرتهما في الالتحاق بالبرلمان لم تكن لخدمة الشعب والسهر على مصالحه، بل لتضخيم الثروة وتقوية القلعة التي يسكن خلفها العمّ ( نوري المالكي ) وعليه .. إنّي المواطن ( فاضل عباس قادر ) ومعي جموع من العراقيين نطالب رئيس مجلس النواب والسادة النواب في البرلمان العراقي، برفع الحصانة عن كل من النائبين ( حسين أحمد هادي المالكي ) و ( ياسر عبد صخيل محمد المالكي ) فوراً .. ونطالب بإحالتهما إلى هيئة النزاهة ومجلس القضاء الأعلى والمحاكم ذات الإختصاص، للتحقيق معهما عن هذه الثروة الفاحشة التي يديرونها، بتهمة جرائم استغلال الوظيفة والثراء الفاحش على أساس المال العام، كما نطالب بوضع اليد على جميع المؤسسات التابعة لهما في العراق وخارجه، مرافقها وأرصدتها، ومصادرتها إلى خزينة الدولة، وإحالة مدراء هذه المؤسسات إلى التحقيق كذلك، بتهمة التكتم على هذه الجرائم والترويج للفساد نحن في حالة حرب، إن لم نحارب المفسدين، فلن نربح هذه الحرب. تم. نسخة منه .. * إلى ما تبقى من ضمير كلّ مسؤول
|