كانت سوريا هي أول بلد عربي يقوم بالانقلابات العسكرية، ويُقحم الجيش نفسه في السلطة ويتقلد زمام الأمور، ورغم أن أول انقلاب قام به اللواء حسني الزعيم عام 1949، إلا أن حكمه لم يستمر أكثر من 139 يوما، حيث تم الإطاحة به وقُتل على يد منافسه سامي الحناوي الذي لم يحكم أكثر من ستة أيام، وبدأت عجلة الانقلابات العسكرية تضرب الحياة السياسية، وأصبح تقلد السلطة من قِبل مغامر عسكري مسألة طبيعية، في ظل الطموح الذي يتمتع به ضباط الجيش السوري آنذاك. ولكن في عام 1970، جاء الرئيس السوري حافظ الأسد بانقلابه العسكري الأخير، واستطاع أن يسيطر على الساحة السياسية رغم الهزات الكثيرة الداخلية التي تعرض لها النظام، حيث قمع معارضيه بدون رحمة، وأبعد أو سجن أو قتل كل من يقف في وجه سلطته، ومن خلال تفرده في السلطة أضاف عاملا جديدا في السياسة العربية بعد عامل الانقلابات الذي انفردت به سوريا، وهو مسألة توريث السلطة إلى الأبناء، حيث استطاع بحنكته أن يبني مقومات توريث السلطة، ضاربا بذلك كل قيم الدولة الوطنية التي نشأت بعد طرد المستعمر بعد موجة التحرر التي طالت العالم العربي أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية عرض الحائط. وفي مقدمات بناء دولة التوريث قام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بزيارة إلى كوريا الشمالية، وخلال زيارته أُعجب كثيرا بالطريقة التي يحكم بها كيم إيل سونغ بلاده، وتطلعاته لبناء دولة قوية في جنوب شرق آسيا، إلى جانب اليابان والصين، ورغبته بتوريث سلطته إلى أبنائه! عاد الأسد إلى بلاده وكله أمل أن يبني دولة قوية ويتم توريثها إلى أبنائه في شرق أوسط غير مستقر وقابل للاشتعال في أي لحظة، وكانت سوريا نفسها قد خرجت منذ أشهر قليلة من حرب شنتها على إسرائيل في أكتوبر 1973، وحققت بعض التقدم من خلال تحرير مدينة القنيطرة، وهي جزء من أراضيها التي اُحتلت من طرف إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967. كانت كل المؤشرات الداخلية تدفع الأسد لكي يبني دولة ديمقراطية، حرة تنطلق من التأييد الشعبي الكامل لحافظ الأسد بعد نصره على إسرائيل، ولكن كانت آمال الشعب في جهة والطموحات الشخصية للأسد في جهة أخرى، ولكي يبدأ في مخططه للتوريث وبناء دولة على مقاسه من خلال القضاء على أي نزعة تمردية في صفوف الجيش أو الشعب قام بالخطوات التالية: 1- اعتمد على بناء وحدات من القوات العسكرية الخاصة التي تتمتع بجاهزية عالية وبأسلحة متطورة، وقام بتسليم قيادة هذه الوحدات إلى إخوته وأقاربه وأبناء عشيرته، وقام بالوقت نفسه بتهميش الجيش الرسمي للبلاد الذي كان من المفروض أن يكون حامي وحدة البلاد وحارس دستورها، والمدافع عنها ضد أي أطماع خارجية. 2- قام بعسكرة المجتمع المدني، من خلال فرض اللباس العسكري الموحد على الطلبة في المرحلة الإعدادية والثانوية، والقيام بتدريب الطلبة مرة واحدة أسبوعيا، لينتهي العام الدراسي بمعسكر يمتد إلى خمسة عشر يوما يتم فيه تعبئة الطلبة بأفكار حزب البعث، والولاء لزعيم هذا الحزب، وطبعا القيام بالتدريب العسكري، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أنشأ أخوه رفعت الأسد (الذي سيصبح بعد سنوات العدو الأول لأخيه) دورات صاعقة ومظليين للطلبة في المرحلة الثانوية. 3- إيجاد طبقة واسعة من المرتشين والانتهازيين والمنافقين في كل إدارات الدولة، تكون مهمتها هي النهب المستمر للوطن ولجيوب المواطن الفقير الذي أصبح مغلوبا على أمره، ومستسلما لكل ما يأتي من مسؤولي الدولة العسكريين، وقد استطاع الأسد الوصول إلى هذه النقطة بعد أن قام بالقضاء على حركة الإخوان المسلمين السورية التي رفعت السلاح ضد النظام البعثي. 4- إنشاء أجهزة مخابرات متعددة وصل عددها في مرحلة من المراحل إلى 13 جهازا أمنيا، يطال كل مناحي الحياة للمواطن السوري، فهناك الأمن العسكري، الأمن السياسي، المخابرات، وأجهزة أمنية مختلفة.بعد هذه الخطوات الأربع تحولت سوريا إلى مزرعة خاصة بآل الأسد وأقاربه وعشيرته وإلى بعض الانتهازيين الموالين لهذا النظام القمعي، الذي يعتمد على تأليه الرئيس، وقد وصل الحد من النفاق والمحاباة للرئيس الأسد أن يتم ذكره في كتاب الديانة الإسلامية التي يتم تدريسها للطلبة في المدارس، حيث يقول تعالى بما يخص الشهداء “ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون”، لتأتي بعدها جملة مباشرة تقول.. وكما يقول الرئيس حافظ الأسد “الشهداء أنبل بني الدنيا وأكرم بني البشر”. أصبح الأسد هو معبود الشعب المهزوم، المسحوق، المسلوب الإرادة والغير قادر على فعل أي شيء سوى القبول بالأمر الواقع والهتاف للأسد وعائلته.مات الأسد الذي كان يعاني من سرطان الدم في العاشر من يونيو/ حزيران عام 2000م بأزمة قلبية وهو يتحدث هاتفيا مع الرئيس اللبناني إميل لحود، كانت وفاته بعد أيام من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان. وتم نقل السلطة إلى الابن بشار الذي ولد في 11 سبتمبر/ أيلول عام 1965، وتخرج عام 1988 من كلية الطب بجامعة دمشق، وتخصص في طب العيون ومارس عمله فيه عقب تخرجه، وفي عام 1992 توجه إلى بريطانيا لمتابعة دراسته في هذا التخصص وبعد وفاة شقيقه الأكبر باسل تم استدعاء الابن الثاني بشار الذي كان يُعد تخصصا في طب العيون في لندن، وعاد على عجل ليتم تهيئته لخلافة أبيه.استلم بشار الحكم وهو في الـ 34 من العمر، تم تغيير الدستور، الذي يفرض على أن يكون عمر رئيس الجمهورية 40 عاما، كما تمَ ترفيعه إلى رتبة فريق ليصبح القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة السورية، واستمر الابن (بشار) بنفس خطوات الأب (حافظ)، لكن قام بتغيير بسيط وهو الاعتماد الكلي على أفراد العائلة من الدرجة الأولى، فأصبح أخوه ماهر هو قائد الحرس الجمهوري، وصهره زوج أخته الوحيدة بشرى، آصف شوكت، رئيسا للمخابرات ثم أصبح نائب رئيس الأركان، وأقاربه من جهة أمه (أنيسة مخلوف) يقومون بالسيطرة على الاقتصاد والمؤسسات الكبرى، ولا يمكن أن يتم أي مشروع ضخم في البلاد إلا بعد المرور عليهم و موافقتهم.بعد وفاة شقيقه باسل في حادث سيارة عام 1994عاد بشار إلى سورية ليتم إعداده بديلا عن أخيه في خلافة والدهما الرئيس حافظ الأسد، فالتحق بالجيش السوري برتبة نقيب، وفي عام 1995 رقي إلى رتبة رائد ثم إلى رتبة مقدم ركن عام 1997 ثم إلى رتبة عقيد ركن عام 1999، ثم عين قائدا للجيش والقوات المسلحة منذ 11 حزيران 2000. تم تكليف بشار الأسد بالملف اللبناني عام 1995 نظرا لتشابك العلاقات السورية اللبنانية، ولعب عام 1998 دورا بارزا في تنصيب الرئيس اللبناني الحالي إميل لحود. عقب وفاة حافظ الأسد في 10 حزيران 2000، اجتمع البرلمان السوري وعدل المادة رقم 83 في أسرع تغيير دستوري بالعالم خلال اجتماع استمر ربع ساعة وفي تصويت جرى خلال ثلاث ثوان أصبحت المادة 83 من الدستور تنص على أن سن الرئيس يمكن أن تكون 34 سنة بدلا من 40، وبذلك تمكن بشار الأسد من تقلد منصب رئاسة البلاد، وانتخب في 1 تموز 2000 رئيساً للجمهورية السورية. في يوم الثلاثاء 15 آذار عام 2011 انطلقت مظاهرات شعبية من درعا ودمشق لا زالت مستمرة ضد حكم الرئيس الأسد، سرعان ما انتقلت إلى جميع المدن السورية والمراكز الحضرية، رافعة شعارات ضد القمع والفساد وكبت الحريات ومطالبة بإسقاط النظام الذي استخدم ضدها الأسلحة الثقيلة وقوات الشبيحة بحسب منظميها في تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد ومتأثرة بموجة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في الوطن العربي مطلع عام 2011، وقد وصل عدد الضحايا في الخمسة شهور الأولى من بدء الإحتجاجات إلى 1800 قتيل وآلاف الجرحى والمعتقلين، بالإضافة إلى خسائر قوات المسلحة -التي انشق العديد من الضباط والأفراد عنها، والخسائر المادية والاقتصادية من جراء قصف دبابات الجيش والزوارق الحربية للأحياء السكنية. في المقابل، قام الأسد بعدة إجراءات إصلاحية لامتصاص غضب الشارع والمجتمع الدولي – بعضها لم يُطبق على أرض الواقع، كان من جملتها أن رفع حالة الطوارئ المعمول بها منذ أن حكم حزب البعث البلاد قبل خمسة عقود، وقام بإصدار قانون لتجنيس الأكراد السوريين، وقانون آخر للعفو عن المعتقلين سياسيا، وقرارات لها علاقة بالحوار الوطني وتغيير الحكومة وإقالة المحافظين وتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.لا يبدو أن الاحتجاجات في سورية وصلت بعد إلى النقطة الحرجة التي أدت إلى سقوط الحكم في تونس ومصر في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط. ولكن لا يبدو أيضا أن الإجراءات التصالحية التي أعلنت ولا الحملة الأمنية على المحتجين نجحت في وقف الاحتجاج أو تخفيف حدة الأزمة.. ويواجه بشار الآن ضغوطا دولية للتنحي عن الحكم ومن المتوقع زيادة حدة الاحتجاجات الشعبية المناهضة لحكمه خاصة مع سقوط الحكم في ليبيا وإذا ما تم ذلك فستدخل سوريا التأريخ بثورتها الشعبية. أحمد علي عبدالله صالح مصير في الانتظار ولد عام 1972م في صنعاء، وفيها درس مراحل التعليم النظامي، ثم حصل على بكالوريوس في علوم الإدارة من الولايات المتحدة، ثم حصل على الماجستير من الأردن، كما خاض دورات مختلفة في العلوم العسكرية في عدد من دول العالم منها الأردن التي تلقى فيها أغلب تدريبه العسكري وترقى سريعا في الرتب والسلك العسكري حتى وصل إلى رتبة عميد ركن وهو أيضا رئيس مجلس الإدارة في مؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية للتنمية، ورئيس فخري لكلٍّ من: نادي التلال الرياضي في مدينة عدن، وجمعية المعاقين حركيا. ترشح عام 1997م لانتخابات مجلس النواب حيث ظهر للمجتمع، وفي عام 2000م عينه والده قائدا للحرس الجمهوري والقوات الخاصة بعد ان تم إزاحة القادة العسكريين المؤسسين للحرس وينتمون لعائلة الرئيس كعلي صالح الاحمر الذي قتل ابنه في الرئاسة فانتقل الى أمريكا غاضبا وشغل هناك ملحق عسكري ثم ما لبث ان عاد واصبح مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إضافة الى اللواءين محمد اسماعيل واحمد فرج . وكانت بعض الصحف قد تناولت ورود اسمه في تهمة فساد بتلقي رشى بعد كشف إحدى المحاكم الأميركية تورطه بمعية مسئولين بوزارة الاتصالات اللاسلكية اليمنية بتلقي رشى من شركة اتصالات أميركية مقابل الحصول على أجور عالية للخدمات التي تقدمها الشركة بينما أوضحت المحكمة لاحقاً ألّا دليل على ورود اسم نجل الرئيس في أي من هذه التهم وفقاً لموقع التحقيقات الفيدرالي. وأشار البيان إلى أن وثائق المحكمة لا تدعي ولا تشير إلى أي أدلة تثبت أن نجل الرئيس اليمني تلقى أي مبالغ مالية من شركة لاتن نود. وتعرض لمحاولة اغتيال عام 2004م على يد ضابط يدعى علي المراني أطلق عليه ثماني رصاصات مما أسفر عن إصابته ونقله إلى مستشفى الحسين بعمان لتلقي العلاج، لكن الحكومة اليمنية نفت صحة تلك الحادثة.. وبدأت تظهر بالسنوات الأخيرة دعوات ومبادرات تطالب بترشيحه للحكم ومنها مبادرة «أحمد من أجل اليمن» التي أطلقها أحد رجالات السلطة، ويعتقد أن هدف هذه المبادرات هو جس نبض اليمنيين ومعرفة مدى تقبلهم للفكرة.. وفي سياق تقديمه للخارج وخاصة الإقليم مثّل أحمد اليمن في فعاليات مختلفة وأوفد مبعوثا من أبيه إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من مرة، كما ارتبط بعلاقات جيدة مع نجلي القذافي ومبارك. من سيرة احمد يتضح ان إعداده تم بدقة فتم تقديمه أولا في الوسط السياسي كنائب برلماني ثم في القطاع العسكري وهذا هو الأهم لان المؤسسة العسكرية ظلت حتى الآن هي من تصنع الرؤساء ومنها يصعدون الى الحكم، ومن خلالها يتم نسج العلاقات وتقريب القيادات وتعيين الموالين في المناصب الحساسة، وأخيرا تم انشاء مؤسسة صالح لتهتم بالجانب الإنساني وتقدم عائلة صالح كناشطين اجتماعيين وللمصادفة تكاد تنطبق مهمة هذه المؤسسة بذات المهام التي تقدمها مؤسسة القذافي في ليبيا، وجمعية الرعاية المتكاملة التي أنشأتها سوزان مبارك زوجة الرئيس المصري المخلوع مبارك والتي رأست الى جانبها جمعية الهلال الأحمر المصري. ومن هنا يمكن الوقوف أمام هذين الجانبين العسكري والاجتماعي، فبالنسبة للجانب العسكري مثل تولي احمد قيادة الحرس دلالة واضحة لأهمية الحرس والدور الذي يمكن ان تلعبه في حسم أي صراع او خصوم لصالح احمد في المستقبل فتم توسيع المعسكرات التابعة للحرس في مختلف محافظات الجمهورية واعدت بعناية وتم تأهيل منتسبيها في عدة دول كالأردن وأمريكا وأوكلت إليها مهمة محاربة الإرهاب، ونالت العناية الكبيرة اكثر من بقية قطاعات الجيش. وفي الحرس حرص احمد على تطوير وهيكلة الألوية التابعة له وتعيين المقربين له في مختلف المفاصل وظهر الحرس كقوة عسكرية ذات ثقل كبير داخل اليمن رغم ان أساس انشائها يأتي لحماية النظام الجمهوري فقط لكنها ظهرت كما لو كانت اهم مؤسسات الجيش، وما كانت لتحصل على هذا الاهتمام لو كان على رأسها شخص اخر من داخل عائلة صالح او خارجها.وفي الجانب الاجتماعي مثلت جمعية صالح الرداء الإنساني الذي لبسه ابناء صالح وعلى راسهم احمد، وقدموا أنفسهم للمجتمع كنشطاء اجتماعيين مهتمين بمساعدة الناس والإحسان إليهم، ولن نعيب عليهم هذا فالميدان الاجتماعي يتسع للجميع. لكن ما ينبغي ان نعرفه هو ان هذه الجمعية جاء إنشائها وتسميتها بجمعية “الصالح” الذي هو اسم العائلة محاكاة للامراء والملوك في دول الخليج الذين أسسوا جمعيات بأسمائهم كمؤسسة زايد في دولة الإمارات ومؤسسة خليفة رئيس دولة الإمارات ومؤسسة محمد بن راشد وغيرهم.فجاء إنشاء المؤسسة على غرار تلك الجمعيات والمؤسسات وبدأ احمد كرئيس مجلس الإدارة وشقيقته بلقيس الناشطة في المؤسسة في بناء علاقات مع الجمعيات الخليجية بهدف الاستحواذ على الدعم المقدم من الخليجيين على اعتبار أنها- مؤسسة الصالح- مؤسسة رسمية، ليقطعوا بذلك الطريق على الجمعيات والمؤسسات الخيرية المحلية التي سبقتهم في هذا الجانب وحققت مكاسب كثيرة كجمعية الإصلاح وغيرها. وعمل احمد على تعيين أقاربه في إدارة المؤسسة كنجل عبدالرحمن الاكوع صهر الرئيس مديرا عاما للمؤسسة وغيره، وتم ايجاد الذرائع والمسوغات التي تجعل مؤسسة الصالح هي المؤسسة الخيرية الأولى في اليمن والاطار العام للجمعيات الخيرية ويبدو واضحا ان هذه المحاولة لا تخلو من هدف سياسي يقصد منه الالتفاف على الجمعيات المحلية الأخرى المحسوبة على تيارات سياسية قوية في الساحة من خلال تجفيف منابع الدعم الذي تحصل عليه من الخليجيين وغيرهم، والتضييق على عملها داخل اليمن. وهو ما بدا واضحا في عام 2009م عندما خلفت السيول كارثة انسانية في حضرموت واشترطت مؤسسة الصالح للجمعيات الخارجية التي اعلنت عن تبرعها لصالح المنكوبين ان تكون المساعدات عن طريقها وحدها. وفي كل الأحوال أرادت عائلة صالح ان تلتف على معارضيها من ذات الأبواب التي دخلها اولئك المعارضين، ولذلك لم تفلح المحاولات التي قدمت المؤسسة كمؤسسة خيرية إنسانية عامة لكل اليمنيين وسقطت المؤسسة في مستنقع الحزبية الضيق واقتصرت المساعدات التي تقدمها على المنتمين والموالين للسلطة فقط حيث يتم صرف تلك المساعدات عن طريق رؤساء وممثلي المؤتمر في الحارات والمراكز والمديريات والمحافظات. كما فشلت المؤسسة في إدارة المساعدات المقدمة لها كمعونة القمح الإماراتي التي تولت توزيعها ولم يجد الناس أكياس القمح إلا في الأسواق. الأمر الآخر ان إنشاء الجمعية مثل طريقة اخرى لابتزاز رجال الأعمال المحليين من خلال ارغامهم على دعم الجمعية بالمال والمواد ومحاربة من يمتنع عن ذلك ولذلك تحولت الجمعية الى مؤسسة تمتلئ بالفساد مثلها مثل المؤسسات الرسمية التي تديرها الدولة، والأدهى من ذلك ان انشائها جاء على حساب تهميش وإلغاء مؤسسات رسمية قائمة كالهلال الأحمر اليمني الذي بدا فارغا من مهامه بلا وظيفة او مهام.وفيما يخص الثورة الشعبية التي انطلقت في فبراير 2011م ظهر أحمد علي الشخص الأكثر مناوئة للاحتجاجات الشعبية السلمية من خلال قيادته للحرس الجمهوري المتواجد في مختلف محافظات الجمهورية. وقامت قوات الحرس بأكثر من عملية أمنية ضد المتظاهرين العزل خلفت آلاف الجرحى وعشرات الشهداء وأشهرها شهداء جمعة الكرامة في 18 مارس الماضي، كما قمعت قواته كثير من الفعاليات السلمية في المحافظات، وشنت حروبا كارثية على مناطق يافع والبيضاء والحيمتين وبني مطر ونهم وأرحب وصنعاء سعيا لتأديب المناصرين والمؤيدين للثورة. كما اعتقلت قوات الحرس العديد من الناشطين والمشائخ وهددت الكثير منهم، وهذه الأعمال تعد جرائم تتعارض مع القوانين اليمنية المحلية والدولية وتجعله عرضة للمحاكمة والسجن. وعلى عكس سياسة سيف الإسلام القذافي أو جمال مبارك فإن أحمد علي ظل متواريا بعيدا عن الظهور والمناسبات لكن ممارسات الحرس التابعة له أبانت كثيرا عن تطلعه للسلطة.
المشرق
|