الى أنظار المسؤولين ..ظلم مبتكر خلف كواليس الجامعة العراقية
 لاشك  ان الظلم والكذب هما من اشد الفواحش التي توجب انزال العقاب الجماعي في حال غياب الصالحين المصلحين، ومن ابشع انواع الكذب واقبحه هو ان يخترع الانسان قصصا من نسج خياله ثم يتخذها منهجا يسير عليه، ولعل من غرائب الكذب وعجائبه ما ذكره القزويني في كتابه (عجائب المخلوقات) حين وصف طائر العنقاء الخرافي، بأنه طائر كبير بإمكانه ان يخطف الفيلة والناس الآمنين من منازلهم!!.
فيما وصفه الثعالبي في كتابه (العرائس) بأنه اكبر من البعير بوجه انساني وجسد حيواني ، ووصفه الدميري في كتابه (حياة الحيوان الكبرى) بأنه طائر له أربعة اجنحة من كل جانب، فهذه الاكاذيب  المفضوحة التي نسجها خيال القصاص  وصدقها الناس ، ملأت بطون الكتب الصفراء ، شأنها في ذلك شأن كتب الاغريق التي ضجت بأساطير طائر الفينيق الاسطوري الذي نهض من تحت الرماد.
وبالعودة الى الواقع العراقي، فأنه  بات اقرب الى ان يكون واقعا فينيقيا مملوءاً بأساطير ما أنزل بها من سلطان، ينسجها المسؤولون - إلا من رحم الله- خلف الكواليس المظلمة ثم يسعون جاهدين، ليصدقها  المهمشون  ،  ممن أصبح أكثرهم يصدق اي شيء يقوله  المسؤول ، لعله يتخلص من واقعه الأليم الذي يعيشه لوحده من دون  محدثي النعمة ومن لف لفهم .

اليوم  تشهد مؤسسة كبيرة تابعة الى وزراة التعليم العالي والبحث العلمي " الجامعة العراقية " ظلم و أكاذيب  من العيار الثقيل تشبه الى حد بعيد عنقاء الدميري وفينيق الأغريق غايتها الضغط وبأسلوب في منتهى الخبث   على  عشرات الموظفين من اصحاب العقود والأجور اليومية  البسطاء لتقديم استقالاتهم ليتسنى لرئاسة الجامعة تعيين موظفين آخرين بدلا منهم بعد ان اقر مجلس النواب تثبيت اصحاب العقود على الملاك  الدائم  في موازنة 2015 ابتداء من الشهر السابع من العام الجاري  استنادا الى  البند الثاني عشر، لمن اتم ثلاث سنوات فما فوق.
 
لقد عانى  موظفو العقود والأجور اليومية في الجامعة العراقية ومنذ عام تقريبا بعيد إحالة ، رئيسها السابق ، زياد العاني ، على التقاعد ، برغم عدم بلوغه السن القانونية  ، من أوضاع غاية في الصعوبة والتعقيد ، حيث تم تسريح العشرات منهم بذرائع شتى ، قيل ان الغاية منها هي المجيء بموظفين جدد وتعيينهم بدلا منهم ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه الى تخفيض رواتب العقود الى النصف ولنفس الغاية بغية دفعهم على تقديم الاستقالات تمهيدا لاستبدالهم بآخرين تم تهيئة اسمائهم للتعيين سلفا  على الملاك الدائم بدلا من المستقيلين الذي عانوا الأمرين من اجل تثبيتهم على الملاك من دون جدوى ، ممن تظاهر العشرات، منهم  احتجاجا على قطع رواتبهم، مطالبين بإعادتها والسعي الى تثبيتهم على الملاك الدائم بدلاً  من استقطاع 100 الف دينار من المبلغ الكلي للراتب وقدره 300 الف دينار لإجبرارهم على الإستقالة .
 

وردد المتظاهرون شعارات نددوا فيها بقرار رئاسة الجامعة الذي وصفوه بـ “المجحف والظالم”، داعين المسؤولين في الحكومة العراقية وعلى رأسهم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الى الاستجابة لمطالبتهم وإعادة حقوقهم ، لأن طائر العنقاء الأسطوري بات يقطع ارزاقهم في وضح النهار مؤكدين انهم  معدمون وليس بأمكانهم التحليق كطائر الفينينق من تحت رماد الفقر المدقع ليحلقوا علايا في سماء التقشف في اغنى بلد في العالم .