التسييس طال كل شيء في عراقنا التوظيف للأقربين ، والقضاء لصالح من بيدهم الهراوة، والملاذات الآمنة للمبشرين من أهل الحل والربط الذين لايحلون ولا يربطون ، لم يبق سوى الدم وقد طاله التسييس!.
امس سمعت من يطالب بتسليم قتلة أهل الفلوجة ,فيرد عليه الآخر بأن المئات من أبناء المكون الآخر قد قتلوا ، واذا كان لابد من تسليم هؤلاء فالأمر ينطبق على أولئك!.
بمعنى إن الدم الذي يسفح في (الغربية )يختلف عن ذلك الذي يسيل في (الشرجية)، ذاك دم يسفكه قتلة من لون معين ،والآخر دم يريقه سفلة من لون آخر!
الدم العراقي واحد وإن اختلف القتلة ، والقاتل مطلوب للقصاص من اي حزب او مكون او كتلة جاء!.
لافرق بين دم الجندي او الشرطي الذي يفني حياته في الشوارع ليحمي بروحه ارواح اهليه وابناء وطنه ، وبين دم الإنسان العراقي البريء الذي يقتل، ولا يعلم لم قتل ، سواء في الرمادي او بغداد او النجف او البصرة او الموصل او عفك أو طويريج أو العوجة!.
بتنا نسمع جدلا عن مرجعية الضحية ومرجعية الجلاد ، بل ان الصلافة وصلت ببعض الحمقى الى حد الدفاع عن الجلاد اذا كان من هذه الجهة او تلك وتوجيه اللوم الى الضحية اذا كان من هذا المعشر أو ذاك!.
ياناس .. الدم واحد..والجلاد جلاد من أية سلالة انحدر، ولأي مذهب أودين أو حزب انتمى، والضحية واحدة حتى لو كان من غير عشيرة ولا أهل!.
الجلاد يقتص منه وان كان ابن أمير المؤمنين ،والضحية ينصف وان كان عبدا لم يعتقه سيده. السلام على من عدل فامن فنام وعليكم ألف سلام.
|