إعـلامـيو (الفارابي)

أكرر أن زيارتي التي أشرت إليها في الأسبوع الماضي إلى "كلية الفارابي" بناءا على دعوة كريمة من لدن الأستاذ الدكتور الصحفي والإعلامي المعروف الصديق كاظم المقدادي لإلقاء محاضرة عن تجربتي الصحفية أمام طلبة قسم الإعلام في الكلية وقد فوجئت – بصراحة – الاندماج العاطفي والروحي والمعرفي للطلبة والطالبات (وهم من المرحلتين الأولى والثانية في القسم) مع المحاضرة المرتجلة التي ألقيتها أمامهم وكانت أسئلتهم لي تنم عن تواصل حقيقي ومحاولة رائعة لاكتشاف أعماق التجربة الشخصية وهذا ما أكد لي عظمة الجهود التي بذلها الأستاذ الدكتور المقدادي رئيس قسم الإعلام للنهوض بطلبة القسم وهي صورة مثيرة للإعجاب قياسا إلى بقية طلبة الإعلام في الجامعات الأهلية!
عندما دخلت البوابة الرئيسة لكلية الفارابي الجامعة أحسست أنني في  بستان والحرم الجامعي هو بستان كبير حقيقي ما زالت نخلاته الباسقات ترمي على الطلبة ظلالها الطيبة وانتابني شعور رائع من هندسة المكان والبناية وشوارعها ومن خلال السير باتجاه القسم ومعي الموظف المرشد الذي استقبلني ببشاشة وحبور وقادني بأدب جم إلى قسم الصحافة حيث كان المقدادي بانتظاري!
لا أخفي على القراء أنني مع شعوري بالغبطة من وجودي في مكان فسيح ومريح وملائم تماما للدراسات الجامعية وما يليق بالطلبة من مظهر هندسي فخم لكنني شعرت في الوقت نفسه بالحزن والكآبة والمرارة من مشاريع كليات أهلية أقيمت في مناطق مختلفة من بغداد لكنها وبصراحة لا تصلح لان تكون ثانوية!
اذكر أنني زرت بيت خالتي في شارع فلسطين الذي يقع قبالة كلية أهلية فوجدت شبابا وشابات يجلسون على كراسي في حديقة خالتي "!!" وأمامهم كتبهم ومحاضراتهم وتصورت أنني تهت ولم استدل على بيت الخالة لكن ظهور خالتي أقنعني بصحة وصولي ولما سألتها عن معنى وجود طلبة وطالبات في الحديقة قالت ساخرة: "خطية ذوله طلاب بالكلية اللي كبالنه وما عدهم مكان وانطيتهم كراسي وميز يقرون بالحديقة.. لعد شسوي ماما"؟!
بصراحة أعجبت جدا بالمباني الحديثة التي شيدت ضمن أقسام كلية الفارابي وقد أحسن المستثمرون اختيار الأرض التي أقيم فوقها صرح الجامعة فالأرض بستان كبير تتوسطه الكلية وشوارعها الأنيقة شقت بعناية لتوحي للزائر انه في منتجع سياحي وليس في كلية!!
ولمست بنفسي قوة الانضباط الاجتماعي والسلوكي لطلبة الفارابي في ناديهم الخاص أو وهم متناثرون على مقاعد مريحة في حدائق الكلية البهيجة وكان الدكتور المقدادي – كما علمت – هو المسؤول عن رصد أي ظاهرة تخرق السلوك التربوي والعلمي وهذه ظاهرة ايجابية تضاف إلى حسنات المستثمر العراقي الذكي!
تمنياتي لطلبة قسم الإعلام في الفارابي وصحيفتهم "الفارابي" التدريبية  التي يصدرها طلبة القسم "12 صفحة ملونة من القطع المتوسط" وقد تضمنت موضوعاتهم وكتاباتهم الواعدة بأقلام ناضجة وموهوبة.. وتحياتي للمربي الكبير الدكتور المهندس قادر الشرع وذوقه العالي الرفيع في تشييد كلية تضاهي اكبر الجامعات في الشرق الأوسط وتحياتي للدكتور الدؤوب المخلص كاظم المقدادي وطلبته المخلصين العاشقين لخيارهم "الإعلامي" و"الصحفي"..