مسمار (1)


قاسى الشعب العراقي منذ سنوات عديدة أمر العذاب وأفدح الأضرار وقد عمت الكآبة والتعاسة في سائر أرجائه لم تنجو من ضراوتها عائلة أو فرد ما.
كل ذلك نتيجة الأحكام التي توالت زمام الأمور في البلاد وجنحت لمعاداة الديمقراطية وتصفيتها والتشبث بإقامة وتعميق الظروف الأستثنائية والأوضاع الشاذة للتحكم الفردي والأحتكار السياسي والركض وراء تحقيق الأغراض الشخصية والمنافع الذاتية وما خالطتها من الهفوات والأخطاء السياسية العنيفة بدرجة بلغت حد الإجرام.
ومما ضاعف من عمقها وخطورتها وديمومتها هي جنوح قسم من قيادات تلك القوى للتمسك بأساليب الأحتكار السياسي وتصفية الخصوم السياسين أصدقاء العمل السياسي ليخلو لهم بمفردهم الجو الذي يهيء لهم إشباع شهوة الحكم دون منازع أو منافس.
ناسين أو متناسين بطلان هذه الأساليب العقيمة وهذه السياسة التخريبية المضرة والتي ثبت إخفاقها وفشلها الذريع في مجرى تاريخ حياة الشعوب والأمم سيما بالنسبة لمجتمع معقد مثل مجتمعنا العراقي له تركيبه ومزاياه وملامحه الخاصة ولا نزال نجد بقايا ذهنيات عتيقة أكل الدهر عليها وشرب يراودها الحنين والشهوة العارمة والرغبة المحمومة لتحقيق مثل هذه الأمنية المغرية التي ذاقت مرارة سير مسالكها ومزالقها فئات متعاقبة خرجت كلها صفر اليدين وبخفى حنين هكذا تحقق خطورة وأضرار هذه السياسة الفاشلة على الصعيدين الحكومي والسياسي العام ويتضح بأن كلا الجانبين من الحكام المسؤولين وقادة القوى السياسية قد فطنوا إلى حد ما إلى مغبة هذه السياسة الهوجاء وما نجمت عنه من محنة سياسية وأزمة للحكم وصبتا على الشعب بكل أثقالهما وأصفادهما.
ومع ذلك نجد أن قسماً من هؤلاء لايزالون يعدون السير على هذا النهج المحفوف بالأخطاء والأخطار دون أن يتعظوا بتجارب الحياة وأوزارها.
(1) من أرشيف والدي – زوزان صالح اليوسفي