105مليار دولار لمن؟! |
قرت ميزانية العراق اخيرا ولكن هذه المره لم نسمع احد يقول ميزانية انفجارية، ميزانية هائلة، ميزانية تعادل ميزانية خمس دول مجتمعه،وثلاث كبرى، وكذلك هي اكثر من الميزانيات للاعوام السابقة ، هكذا كان المشهد مليارات تحسب لشعب بائس ، جائع ، خائف ، تحكمه الحروب ورائحه الدم تعبء المكان. ورغم ان الجميع كان على موعد بعد طول انتظار لكي يقر مجلس النواب الموازنة مع ان موازنة 2014 ضاعت كم يضيع الدم بين القبائل، هكذا جائت لكي تضغط على النفقات وتقلص الاجوار وتقشف النفقات وتحرم العقود والاجور اليومية من اموال هي حقهم وليست الحكومة متفضله على احد ، المضحك والمبكي كل هذه الميزانية وهي ليست قليلة وهناك عجز قد يكبر وامكانية تقليصه صعب. والانسان البسيط يتسائل ماذا قدمت لي الحكومة ، هل يعدى اقرار الموازنة فخر وانجاز لنا؟! نحن الشعب الذي لاحول له ولاقوة وهو لايستلم المليارات ولكنه يسمع بها فقط، فلن يحيى المواطن بعيش رغيد ولاحياة هنا ورغد. المشكلة ان المواطن يقع على عاتقة المصائب ولا تصيبه المكرمات بل على العكس الامور تعكس عليه وكانه هو سبب كل مايحصل للعراق وليست السياسات الخاطئة، ولااحد يقر اويعترف ان الحكومة او الحكومات السابقة هي سبب كل ماجرى ويجري الان، ويتحمل المواطن العراقي لانه عراقي اخطاء السادة المسؤولين. لو رجعنا قليلا قبل عشرة اعوام عندما يصرح المسؤول ان الموازنة هذا العام مليارات ويفرح المواطن وهو يعتقد انه سيحصل على مبالغ تجعله مرتاح العيشة ومطمئن البال، ولكن الذي يحصل هو ضياع الاموال دون اجابة مقنعه وهدر كبير ومشاريع وهمية وغسيل اموال وتهريبها للخارج وضياع حقوق الناس حتى تنصدم الناس بان لا تغير يصبهم من كل هذا، فالعراق لايشبه الخليج بزيادة الرواتب والاجور ولايضاعف المكافأت ولا يحصل على منافع اجتماعية ولا خدمات تليق بالصرفيات والارقام الخيالية،الذي نحن فيه ضياع الميزانيات منذ عشرة اعوام وليس فقط ميزانية عام2014 فكل عام نسمع كمية كبيره من الاموال تفقد وكانها ابرة في قش ولااحد يعترف بها ولااحد يتهم احد ولااحد يدل عليها وهكذا تكون خبر قديم ضاع واكل عليه الدهر وشرب. العاقل الان يفكر قبل عشره اعوام ماذا تغير عليه المواطن البسيط، اتحدى كل عراقي موظف عادي ان يستطيع في هذه الفترة ان يبني له بيت صغير او يشتري له سياره فاخره او يتنعم بالخير الذي تنادي به السطلة الحكومية، وتعلنه على الملاء ان الميزانية انفلقية وانفجارية. نعود على ميزانية هذا العام وهي رقم صعب 123 ترليون دينار عراقي ولو دققنا بتفاصيل الموازنه واين ستذهب ولمن تصرف سنجد هناك ارقام كبيرة ستكون فرصه للفساد وتوزع على مشاريع يمكن ان تكون وهمية كما تعودنا عليه في بلدنا ، اذا من فضلكم دعونا نرجع على الموازنات السابقه ونبحث كم منها صرف على مشاريع لاحصر لها ولكنها لم تنفذ بل كانت عرضه للسرقة والنهب. هذه كما ارى فرصة قد تكون الاخيرة ان تكون الموازنه جامعة للشعب، ولكن سؤال اخير اين ستذهب الموازنة وهي تحرم الكثير من رواتبهم الاعتيادية وتجبر الاخرين على ترك اعمالهم وتضيع اخرين ولاتعطي حقوق الناس البسطاء، الا يكفي انها من اكبر الموازنات في الشرق الاوسط، الفساد ينخر بالموازنة فهل سيلتفت لها احد ام انها ستنتهي الى ماكانت في العام الماضي.
|