الأردن ومراجعة التاريخ

 

 

لن اتوقف كما توقف الاخرون في العديد من المقالات التي كتبت على صفحات الجرائد والتعليقات والتغريدات عبر التويتر والفيس ومواقع التواصل الاجتماعي الاخرى بما عبروا به عن تلك الفاجعة والوحشية التي مارسها تنظيم داعش الارهابي ونحن في العراق عشنا تلك المأساة والدونية في الاجرام الذي مورس مع ابناء الشعب العراقي وفقا للمعتقد والهوية وهذا قمة في الشوفينية والسادية الاجرامية التي يحي تراثها هذا التنظيم الارهابي بعد ان اندثرت وماتت مع التاريخ منذ ان كانت تُطبّق في القرون الماضية .

بكل تأكيد أنا وغيري وكل من عانى وقاسى مر الارهاب وذات الويلات بسببه نشجب ونستنكر العمل الاجرامي والوحشي الذي قامت به عصابات داعش القادمة الينا من كهوف ومغارات تورا بورا الافغانية والتي كان يعرفها المجتمع الاردني جيدا ويعرف كيف انها تنفلت إنسانيا بعنجيتها على الجميع وتنقلب الطاولة حتى على من يقف خلفهم داعما لهم ومؤيدا لشعاراتهم ومنهجهم ولا ننسى ان الاردن وبالذات المناطق التي ينتمي اليها الطيار الاردني المغدور الكساسبة الكرك والزرقا هاتين المدينتين من المدن المؤيدة بشدة لتنظيمات الارهاب التي عملت في العراق والمفارقة انها تؤيدهم في كل ما يقومون به في بلاد الرافدين دون غيره من البلدان بل اننا وجدناهم يحتفلون بكل من يسقط قتيلا في العمليات الارهابية التي يذهب ضحيتها من العراقيين الشهداء أطفالا ونساءً وشيبة كما لا ننسى ان هاتين المنطقتين ومنظمات اخرى حتى في العاصمة عمان تقيم تأبينا في الذكرى السنوية لاعدام صدام حسين الذي لم يراعوا في ذلك ابدا مشاعر ضحايا هذا الديكتاتور من العراقيين رغم انهم يعيشون في اقتصادهم على معونات النفط العراقي أي من ثروات ابناء العراق المقهورين من بطش النظام البعثي سابقا ومن التنظيمات الارهابية حاليا .

قتل الكساسبة ابشع قتلة على يد هذه العصابات الاجرامية ولازالوا يبرروا لهم بل يلقوا اللوم على دول اخرى بأنها هي من صنعت هذا التنظيم مثل ايران والعراق فأي وقاحة واي دونية يتعامل بها الاردنيون مع هكذا مواقف حين يغردون بأن "" هذه الوحشية التي مارستها ما يسمى بالدولة الاسلامية هي قمة الهمجية وتتحمل مسؤولية ذلك ايران والاسد والمالكي""  ويبدو ان هذه العقلية لن تغادر هؤلاء القوم حتى لو أقدمت عصابات الارهاب بكل انواعه على إعدام وحرق نصف الاردنيين وان كنا نحن نستنكر ذلك دون تردد من باب انساني ونحس بألم ذوي المغدور لأن من به الجرح يحس بألم الاخرين .

نهايةً نقول للأردنيين أما آن لكم ان تعرفوا حدودا للتاريخ وتفهموا ان العجلة التي تسير اليوم بعيدا عنكم أنها بدأت تقترب منكم ويزكم دخانها أنوفكم واخذت تسحق كل من يقف ضد توجهات من تدعمون من الارهابيين ، ثم أما آن لكم ان تفهموا وتتحسسوا أوجاع المظلومين في العراق فمنذ فترة طويلة والعراق يطالبكم بالمجرمين ساجدة الريشاوي ومن معها ولم تكونوا لتنصتوا الى العراق بل كان لديكم الأمل في إطلاق سراحهم رغم انهم أرادوا ان يوغلوا في قتل أطفالكم ونسائكم وفي ردة فعل سريعة قمتم بإعدامهما ثأرا لأحد طياريكم وبذلك نقول هل فكرتم يوما بكل ما حصل مع العراقيين على يد مجرمي التنظيمات الارهابية والعديد من المنتظمين الى تلك التنظيمات هم من ابناء بلدكم وسأتوقف معكم على أطلال جريمة واحدة فقط قام أردني في مدينة الحلة العراقية وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى فاحتفل قسم كبير من الشعب الاردني بما اعتبرتموه شهيدا في سبيل الله وهو يقتل النفس التي حرمها الله تعالى ، فأي ازدواجية تعيشون في الاردن وانتم تتعاملون مع هكذا منظمات قاتلة ووحشية بطريقة الولاء والتأييد لهم.