ان ما جرى للطيار الاردني الكسساسبة تذكَّرنا بما حصل لبائع الخضار التونسي، محمد البوعزيزي، تلك الحادثة اثارت الكثير من علامات الاستفهام كونها الشرارة الاولى التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي, ثم ليمتد لهيبها فيما بعد ليشمل مصر وليبيا واليمن وسوريا , فكيف لحادث عفوي وتلقائي يطيح بمنظومة سياسية كاملة في خمس جمهوريات عربية ؟؟؟ وحتى لو احسنا الظن وذهبنا الى ان الحادث كان انتحارا ولم يكن بفعل فاعل فاعتقد ان اطراف المؤامرة بماكنتها الاعلامية كانت تنتظر حدثا ما تجعل منه الشرارة لإشعال حريق هائل يلتهم انظمة عربية كانت موالية لها انتهى عمرها الافتراضي وبسرعة قياسية.
يبدو ان تلك الفكرة قد راقت كثيراً لصانعي داعش واعجبتهم رائحة لحم البشر المشوي فأوعزوا للدواعش انتاج فلما سينمائيا مدته 25 دقيقة صنع باحترافية بكاميرات عالية الدقة وبأحجام مختلفة ومن زوايا واماكن متعددة، وتم عمل المونتاج بإيقاع سريع لجذب نظر المشاهد الذي لم يعتاد مشاهدة هكذا فيديو لأعمال داعش الاجرامية سابقا , والهدف ان الربيع اصبح على الابواب ولابد ان ينال الملوك العرب حصتهم من الربيع العربي كما نالها قبلهم اصحاب الجمهوريات.
ان عملية حرق الطيار الاردني بهذا التوقيت وبهذا الفعل الاجرامي البشع والذي سبقه عملية تحضير واضحة ومعدة سلفا يؤشر لحقيقة واحدة وهي انه سيكون شرارة لحريق قادم في دولة واحدة او مجموعة من دول الاقليم فمشروع الربيع العربي لم تكتمل فصوله بعد ولازال في جعبته الكثير من المفاجآت للشعوب والحكام العرب الذين جاء دورهم الان, وهذا ما ستكشفه الايام القادمة...